تواصلت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا أعمال القمة الأفروآسيوية الثانية بحضور ملوك ورؤساء ورؤساء وزارات ووزراء من 100 دولة من القارتين وسبع منظمات إقليمية. وكان الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبنغ يوديونو افتتح القمة صباح اليوم بكلمة دعا فيها الزعماء الذين يمثلون ثلاثة أرباع سكان العالم إلى استغلال المؤتمر لمعالجة سبل التعاون بين آسيا وأفريقيا.وقال يوديونو إن هاتين القارتين هما الحلقة المفقودة في الهيكل العالمي للعلاقات الإقليمية وقد تجمع زعماؤها ثانية بعد مرور 50 عاما على مؤتمرهم الأول وهم على قدم المساواة وينعمون بالحرية، لكنه أضاف أنه يتعين على هؤلاء الزعماء النظر أما الكلمة التي استقطبت اهتمام الإعلاميين فكانت تلك التي ألقاها رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي وقدم فيها اعتذارا عن ماضي بلاده خلال الحرب العالمية الثانية وتعهد بمضاعفة المساعدات لأفريقيا. وأكد أن اليابان أحدثت في الماضي ومن خلال حكمها الاستعماري وعدوانها خسائر ومعاناة هائلة لشعوب دول كثيرة خاصة شعوب الدول الآسيوية، مشددا على أنها تواجه الآن بأمانة حقائق التاريخ هذه بروح من التواضع. وأضاف كويزومي أن اليابان قررت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبشعور عميق من الندم واعتذارات صادقة ما زالت حاضرة في ذهنها, على ألا تكون قوة عسكرية بل قوة اقتصادية تحل كل مشاكلها بطريقة سلمية وبدون اللجوء إلى القوة.بالمقابل لم يشر الرئيس الصيني هو جين تاو خلال كلمته إلى اليابان، ولكنه تعهد بأن تكون بلاده مدافعا عن العالم الثالث وعضوا في العالم النامي، وطالب الجميع بالوقوف كتفا بكتف ويدا بيد. وفي السياق أعلن كويزومي أنه سيلتقي الرئيس الصيني غدا السبت على هامش اجتماعات القمة لبحث الأزمة الحالية بين البلدين. ويشارك في القمة كذلك رئيس المجلس العسكري الحاكم في ميانمار والذي رفض مناقشة الإصلاحات الديمقراطية رغم الضغوط المتزايدة عليه من الدول الأخرى في جنوب شرق آسيا. ويشارك أيضا الرجلان اللذان يشغلان منصب الرجل الثاني في حكومتي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وسط أمل بأن يلتقيا في محاولة لتخفيف حدة التوترات النووية من خلال استئناف المحادثات السداسية التي تضم أيضا الولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان. تجدر الإشارة إلى أن قمة جاكرتا تأتي لإحياء ذكرى أول قمة أفريقية آسيوية انعقدت من 18 إلى 24 ابريل/نيسان عام 1955 في مدينة باندونغ جنوب شرق جاكرتا عندما حاول العالم الثالث آنذاك تأكيد نفسه لأول مرة. ومن المقرر أن تصدر قمة جاكرتا في ختام أعمالها إعلانا يدعو إلى شراكة إستراتيجية بين القارتين الآسيوية والأفريقية مع التعهد بتعزيز التجارة والاستثمار والتشديد على أهمية الأساليب المتعددة الأطراف لحل الصراعات