وجهت كنيسة فيلادلفيا السويدية رسالة اعتذار للمسلمين من إساءة أحد القساوسة الذي تهجم على شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأكدت الكنيسة في رسالة وجهتها للمجلس الإسلامي السويدي عبر الإذاعة أنها تتبرأ مما بدر من القس رونار سوغورد الذي قالت إنه لا ينتمي إليها. وأكد رئيس المجلس الإسلامي بالسويد مصطفى خراقي في حديث هاتفي مع الجزيرة نت أن كنيسة فيلادلفيا قدمت اعتذارها للمسلمين وأبلغتهم بأن القس رونار لا ينتمي إليها، وأنه كان يستعير الكنيسة لأداء الصلاة فيها مع جماعته. وأضاف أن الكنيسة أوقفت تعاونها مع القس وجماعته ولن تسمح له باستخدام الكنيسة مرة أخرى، كما أوقفت بيع أشرطة تتضمن خطبا للقس، وقامت بالرد عليه عبر الصحافة المحلية واستنكرت ما قاله عن النبي محمد عليه السلام. وأوضح خراقي أن غالبية المسلمين في السويد مع خيار الحوار أو التعامل مع الأمر عبر الصحافة دون اللجوء إلى العنف، وأن كل ما تداولته الصحافة المحلية من أن المسلمين يطالبون بقتل القس رونار ما هو إلا من قبيل المبالغة ولفت الأنظار عن فعلة القس بردود أفعال فردية لا تعكس سواد المسلمين في السويد. وأكد أن الجالية المسلمة في السويد تؤمن بالخيار الديمقراطي السلمي في التعبير عن استيائها واحتجاجها. وأثارت تصريحات القس رونار -وهو نرويجي مقيم بالسويد- حفيظة وغضب الجالية المسلمة هناك عندما وصف الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بأوصاف غير لائقة أثناء كلمته ألقاها في كنيسة إنغليكانية خمسينية بالعاصمة ستوكهولم. وجاء في كلام القس أن محمدا شخص "شهواني ومرتبك"، ما أثار حفيظة المسلمين السويديين الذين تحفظوا على سخريته واعتبروها إهانة للمسلمين في أنحاء الأرض كافة.ونظمت الجالية المسلمة بالسويد مظاهرة أمام كنيسة فيلادلفيا التي تقيم فيها الحركة الخمسينية صلواتها، وشارك في الاحتجاج نحو 500 متظاهر رفعوا فيه أعلاما بيضاء تعبيرا عن السلام ورفض العنف، ولافتات كتب عليها "لا للمساس بمعتقدات الدين بذريعة حرية الرأي" و"رونار لا يتبع تعاليم المسيح" و"لا للإهانة". وبحسب ما تناقلته الصحافة السويدية فإن ثمة خلافا دب بين صفوف الجالية المسلمة بشأن فتوى صدرت عقب تصريحات القس تجيز قتله، وأن جهود بعض الأئمة لإلغاء الفتوى باءت بالفشل بعد أن أخبر أحد الناشطين الإسلاميين في حوار مع الصحافة السويدية بأن الأمر رفع لزعيم تنظيم قاعدة الجهاد في العراق أبو مصعب الزرقاوي للحسم فيه. ونشرت إحدى الصحف المحلية مقتطفات من الرسالة التي ادعت أنها أرسلت للزرقاوي جاء فيها "نحن المسلمين نحتاج إلى عونك ورأيك ما دمت أنت معلم الناس وقوتهم". وادعت صحيفة "إكسبرس" السويدية أن القس رونار تلقى عددا من رسائل التهديد عبر بريده الإلكتروني. وذكرت الجزيرة نت أن عموم المسلمين والمنظمات الإسلامية في السويد لا تعلم عن الفتوى المذكورة إلا من وسائل الإعلام المحلية، وأن الشخص الذي تكلم مع الصحيفة هو سويدي أسلم قبل سنوات وتلقى تعليمه من أشخاص لهم ميول سلفية. و أن السويدي المسلم المرتبط ببعض الأشخاص في بريطانيا ليس لديه علاقة مع الزرقاوي ولم يرسل له أي رسالة، وإنما أرسل رسالة بخصوص القس لجهات في لندن لم يسمها. يذكر أن رونار سوغورد الذي يتزعم الحركة الخمسينية -وهي حركة دينية مسيحية- شخصية مثيرة للجدل لدى السويديين خاصة بعد زواجه من المغنية شارولا هايغفيست التي انفصل عنها لاحقا، وبعلاقاته الكثيرة مع عارضات الأزياء والفنانات.