تختتم اليوم فعاليات المؤتمر الدولي السابع للوسطية في الإسلام،الذي ينظمه المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد، تحت شعار " الوسطية الإسلامية المفهوم التحديات- الأدوار" بمشاركة علماء ومفكرين وأكاديميين ومتخصصين من اليمن والسودان والمغرب ومصر وسوريا والبحرين والأردن وألمانيا. وفي حفل أعمال المؤتمر الدولي السابع للوسطية في الإسلام، الذي بدأت أعماله أمس بصنعاء وقال وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار في كلمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي ألقاها نيابة عنه في افتتاح المؤتمر "إن اليمن بلد التسامح والتعايش وسيظل كما عرف به وطن الوسطية والاعتدال رغم الحملات الإعلامية التي تشنها بعض وسائل الإعلام الغربية مستهدفة تحقيق أهداف سياسية معينة ". وأضاف الوزير الهتار "إن تلك الوسائل الإعلامية أعطت التطرف والقاعدة حجماً في اليمن أكبر من حجمها الحقيقي"، موضحاً إن هذا التواجد لا يتجاوز في حقيقة الأمر ما نسبته 10 % مما هو في أذهان تلك الوسائل، وكذلك حجم ضحايا القاعدة في اليمن والذي لا يكاد يذكر إذا ما قورن بحجمه في دول أخرى. وتابع " إن اليمن تسعى جاهدة في سياستها لاستيعاب كل اليمنيين على اختلاف مشاربهم الفقهية والسياسية، طبقا للدستور والقوانين النافذة"، مؤكداً أن اليمن يتعامل مع عامة المسلمين من منطلق الأخوة والوحدة، ومع غير المسلمين انطلاقاً من قوله تعالى "لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم". وأشار إلى أن أبناء اليمن اختاروا الوسطية منهجاً للحياة وكانت من أهداف النظام الجمهوري والتحرر من الإمامة والاستعمار،واعتبار الحوار فريضة شرعية واجبة بين المسلمين لتحقيق التعارف والتقارب وحل الخلافات، كما هي واجبة مع غير المسلمين في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. وأكد وزير الاوقاف والارشاد أن أعمال الإرهاب والتطرف لا تخدم الإسلام والمسلمين في شيء .. متمنياً أن يخرج المؤتمر برؤى طيبة تجسد الوسطية بأسمى معانيها، وأن يكون إعلان صنعاء الذي سيخرج به المؤتمر إعلاناً للوسطية والاعتدال الإسلامي الواعي والمستنير الذي يجسد ويعزز الاحترام بين جميع المسلمين. من جانبه قال رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي في كلمة المنتدى بالمؤتمر ان المؤتمر يكتسب أهمية بإنعقاده في اليمن التي وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة تلمساً لطريق الوسطية والخيرية للأمة في مشروعها النهضوي وإحتواء آثار التفرقة والشقاق والخلافات والعصبيات . وأضاف المهدي إن الوسطية الإسلامية تحترم العقل وتجعله شرطاً في تطبيق أحكام الشريعة وأن الحكم الراشد في الإسلام يقوم على أساس المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون، كما أن الخلاف يجب أن لا ينال من مظلة الإخاء الإسلامي وأن يتحلى بأدب الحكمة والموعظة الحسنة.. وأكد أن الاجتهاد يجب أن يتعامل مع الحقائق ويستخدم كافة وسائل المعرفة ومتابعة سنن الطبيعة واكتشافها واحترام حقوق الإنسان التي بينها الشرع، وتحقيق الكفاية والعدل في التنمية الاقتصادية.. وتابع "ان الوسطية الإسلامية تشجب العنف العشوائي الذي يستهدف المدنيين الأبرياء والتعميم السقيم الذي يعلن العداء لكل ما عند الآخر، كما تهتم بمعالجة عيوب الأمة المتمثلة في الخصومة المرضية بين الشعوب والحكام وفجوة الظلم الاجتماعي بين الموسرين والمعدمين".. وأكد أن الدور المصيري للوسطية الإسلامية اليوم هو تقديم تشخيص جاد ومخلص لحالة الأمة والخروج بها إلى العمل المدني في مخاطبة القوى الاجتماعية سواء في السلطة أو المعارضة. بدوره تطرق أمين عام المنتدى العالمي للوسطية فرع اليمن الدكتور داؤود عبدالملك الحدابي في كلمة ألقاها بالمؤتمر إلى ما تعيشه الأمة حاليا من لحظات حرجة بين تهديد داخلي بفقدان الهوية والغلو والتطرف وتهديد خارجي بالتبعية والارتهان، وما يعتمل من قبل عقلاء الأمة في محاولة جمعها على كلمة الوسطية والاعتدال والحق ولم الشتات . ودعا الحدابي إلى وضع الاعتبار لما يجرى على المسار العالمي في ظل العولمة وبناء النظم والكيانات الكبيرة والمؤسسات العملاقة، وإعادة التفكير في نقاط الضعف والقوة وإعادة النظر في وسائل تحقيق النهوض المنشود للأمة. ولفت إلى ما تشهده الساحة الوطنية في اليمن من حركة فكرية لتعزيز فكر الوسطية والتمسك به منهجا وسلوكا في مختلف نواحي الحياة باعتبار الوسطية المسلك الأمثل للتقارب والتفاهم والمحبة والوئام واحترام الآخر، وكذا باعتبارها فكرا وثقافة تستنهض الأمة وتفعل دورها. واثر ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر حيث يناقش المؤتمر من خلال خمس جلسات عمل مدخل إلى الوسطية قراءة حضارية، ومفهوم الوسطية وملامحها في الفكر الإسلامي، ومفاهيم الفكر الوسطي في مواجهة طرائق التفكير المتطرف، ودور المرأة والأسرة في ترسيخ الفكر المعتدل. كما يناقش أوراق عمل حول التحديات التي تواجه تيار الاعتدال والتحديات التي تواجه الوسطية ( عمل المرأة أنموذجا) وإشكال القراءة الجزئية في مواجهة الخطاب الوسطي، وعناصر الخطاب الوسطي وضوابطه. وعلاوة على ذلك يناقش المؤتمر أوراق عمل حول دور تيار الوسطية في نهضة الأمة، والخطاب الوسطي ودوره في ترشيد الصحوة الإسلامية، والخطاب الوسطي في العلاقة مع الأخر ودور الوسطية في تعزيز وحدة الأمة، وكذا دور المؤسسات التعليمية في النهضة والوسطية مرتكزات وآفاق، وأدب الاختلاف ودوره في ترسيخ مفاهيم الوسطية وأخيرا دور الوسطية في تعزيز الأمن والاستقرار في العالم الإسلامي.