قال وزير الأوقاف والإرشاد حمود عبد الحميد الهتار: إن اليمن بلد التسامح والتعايش وسيظل كما عرف به وطن الوسطية والاعتدال رغم الحملات الإعلامية التي تشنها بعض وسائل الإعلام الغربية مستهدفة تحقيق أهداف سياسية معينة . وأضاف الوزير الهتار في كلمة رئيس الجمهورية التي ألقاها بالنيابة في افتتاح المؤتمر الدولي السابع للوسطية الإسلامية الذي بدأ أعماله أمس بصنعاء أن تلك الوسائل الإعلامية أعطت التطرف والقاعدة حجماً في اليمن أكبر من حجمها الحقيقي..مؤكداً ان هذا التواجد لا يتجاوز في حقيقة الأمر ما نسبته 10 بالمائة مما هو في أذهان تلك الوسائل، وكذلك حجم ضحايا القاعدة في اليمن والذي لايكاد يذكر إذا ما قورن بحجمه في دول أخرى. وقال وزير الأوقاف والإرشاد: إن اليمن تسعى جاهدة في سياستها لاستيعاب كل اليمنيين على اختلاف مشاربهم الفقهية والسياسية، طبقاً للدستور والقوانين النافذة. وأكد أن اليمن يتعامل مع عامة المسلمين من منطلق الأخوة والوحدة، ومع غير المسلمين انطلاقاً من قوله تعالى «لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم». ونوه إلى أن أبناء اليمن اختاروا الوسطية منهجاً للحياة وكانت من أهداف النظام الجمهوري والتحرر من الإمامة والاستعمار،واعتبار الحوار فريضة شرعية واجبة بين المسلمين لتحقيق التعارف والتقارب وحل الخلافات، كما هي واجبة مع غير المسلمين في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها. وأكد أن أعمال الإرهاب والتطرف لاتخدم الإسلام والمسلمين في شيء .. متمنياً أن يخرج المؤتمر برؤى طيبة تجسد الوسطية بأسمى معانيها، وأن يكون إعلان صنعاء الذي سيخرج به المؤتمر إعلاناً للوسطية والاعتدال الإسلامي الواعي والمستنير الذي يجسد ويعزز الاحترام بين جميع المسلمين. كما ألقى رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي كلمة المنتدى نوه فيها إلى مايكتسبه هذا المؤتمر من أهمية بانعقاده في اليمن التي وصفها الرسول «صلى الله عليه وسلم» بالإيمان والحكمة تلمساً لطريق الوسطية والخيرية للأمة في مشروعها النهضوي واحتواء آثار التفرقة والشقاق والخلافات والعصبيات.. وأشار إلى أن الوسطية الإسلامية تحترم العقل وتجعله شرطاً في تطبيق أحكام الشريعة وأن الحكم الراشد في الإسلام يقوم على أساس المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون، كما أن الخلاف يجب ألاّ ينال من مظلة الإخاء الإسلامي وأن يتحلى بأدب الحكمة والموعظة الحسنة. وأكد أن الاجتهاد يجب أن يتعامل مع الحقائق ويستخدم كافة وسائل المعرفة ومتابعة سنن الطبيعة واكتشافها واحترام حقوق الإنسان التي بينها الشرع، وتحقيق الكفاية والعدل في التنمية الإقتصادية. وقال الصادق المهدي: إن الوسطية الإسلامية تشجب العنف العشوائي الذي يستهدف المدنيين الأبرياء والتعميم السقيم الذي يعلن العداء لكل ما عند الآخر، كما تهتم بمعالجة عيوب الأمة المتمثلة في الخصومة المرضية بين الشعوب والحكام وفجوة الظلم الاجتماعي بين الموسرين والمعدمين. ولفت إلى أن الدور المصيري للوسطية الإسلامية اليوم هو تقديم تشخيص جاد ومخلص لحالة الأمة والخروج بها إلى العمل المدني في مخاطبة القوى الاجتماعية سواء في السلطة أو المعارضة. وكان أمين عام المنتدى العالمي للوسطية فرع اليمن الدكتور داؤود عبدالملك الحدابي قد تطرق في كلمته إلى ما تعيشه الأمة حالياً من لحظات حرجة بين تهديد داخلي بفقدان الهوية والغلو والتطرف وتهديد خارجي بالتبعية والارتهان، وما يعتمل من قبل عقلاء الأمة في محاولة جمعها على كلمة الوسطية والاعتدال والحق ولم الشتات .. ودعا إلى وضع الاعتبار لما يجري على المسار العالمي في ظل العولمة وبناء النظم والكيانات الكبيرة والمؤسسات العملاقة، وإعادة التفكير في نقاط الضعف والقوة وإعادة النظر في وسائل تحقيق النهوض المنشود للأمة. ولفت إلى ماتشهده الساحة الوطنية في اليمن من حركة فكرية لتعزيز فكر الوسطية والتمسك به منهجاً وسلوكاً في مختلف نواحي الحياة باعتبار الوسطية المسلك الأمثل للتقارب والتفاهم والمحبة والوئام واحترام الآخر، وكذا باعتبارها فكراً وثقافة تستنهض الأمة وتفعل دورها.. بعد ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر الذي ينعقد لمدة يومين وينظمه المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد. ويناقش المؤتمر الذي يعقد تحت شعار (الوسطية الإسلامية المفهوم التحديات- الأدوار) من خلال خمس جلسات عمل: مدخل إلى الوسطية قراءة حضارية، ومفهوم الوسطية وملامحها في الفكر الإسلامي، ومفاهيم الفكر الوسطي في مواجهة طرائق التفكير المتطرف، ودور المرأة والأسرة في ترسيخ الفكر المعتدل. كما يناقش أوراق عمل حول التحديات التي تواجه تيار الاعتدال والتحديات التي تواجه الوسطية (عمل المرأة أنموذجاً) وإشكال القراءة الجزئية في مواجهة الخطاب الوسطي، وعناصر الخطاب الوسطي وضوابطه،بالإضافة إلى أوراق عمل حول دور تيار الوسطية في نهضة الأمة، والخطاب الوسطي ودوره في ترشيد الصحوة الإسلامية، والخطاب الوسطي في العلاقة مع الآخر ودور الوسطية في تعزيز وحدة الأمة، وكذا دور المؤسسات التعليمية في النهضة والوسطية مرتكزات وآفاق، وأدب الاختلاف ودوره في ترسيخ مفاهيم الوسطية وأخيراً دور الوسطية في تعزيز الأمن والاستقرار في العالم الإسلامي. يشارك في المؤتمر علماء ومفكرون وأكاديميون ومتخصصون من كل من اليمن والسودان والمغرب ومصر وسوريا والبحرين والأردن وألمانيا. حضر افتتاح المؤتمر أمين عام المنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والمسئولين وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بصنعاء.