شيع الوسط الإعلامي والثقافي في اليمن جثمان الإعلامي القدير و المبدع يحيى علي علاو، الذي ووري الثرى بمقبرة الأحمر بمنطقة حدة بأمانة العاصمة، عقب الصلاة عليه بجامع الصالح، بعد حياة حافلة بالإبداع قدم خلالها عددا من البرامج الميدانية الناجحة, ومن أبرزها برنامج " فرسان الميدان" الذي تربع على عرش البرامج التلفزيونية الرمضانية لمدة 13 عاما. شارك في التشييع وزير الإعلام حسن احمد اللوزي وعدد من قيادات المؤسسات الإعلامية وزملاء الفقيد.. وجموع غفيرة من الجماهير الذين حرصوا على مشاركة الوسط الإعلامي حزنهم برحيل فارس الكلمة واحد رموز الإبداع والتميز في الوسط الإعلامي يحيى علاو، الذي مثل رحيله خسارة ليس على الإعلام وإنما على مشاهدي الشاشة الصغيرة في كافة إرجاء الوطن، الذين عرفوه من خلال برامجه الميدانية المتنوعة التي غطت مختلف مناطق الوطن، وأتاحت للمشاهدين والمتلقين المنتشرين في ربوع السعيدة التعرف على التراث والفلكلور الشعبي والمعالم السياحية والمواقع الأثرية. فقد أتاح الفقيد من خلال برامجه الميدانية المتميزة لعموم المشاهدين الفرصة للتعرف على ما يمتلكه اليمن من مقومات طبيعية ومعالم أثرية، وما يزخر به من تعدد في الموروث الثقافي، سواء أكان في الساحل أو السهل أو الجبل، وهي معالم ما كان للكثير القدرة على التعرف عليها لولا فارس الكلمة يحيى علاو الذي جعل من البرامج الميدانية محط اهتمام وإعجاب المشاهد اليمني في الداخل والخارج. - وقد نعت وزارة الاعلام والمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون والمؤسسات التابعة لها الزميل الاعلامي المذيع المتألق والمبدع يحيى علي علاو معد ومقدم البرامج الجماهيرية والوثائقية والعلمية والثقافية في قطاع التلفزيون قناة اليمن الفضائية والأولى الذي وافاه الأجل إثر مرض عضال ألم به عن عمر ناهز ال48 عاماً قضى معظمه في خدمة الوطن . وعدد بيان النعي مناقب الفقيد وحياته الحافلة بالعطاء والابداع والتميز وخدمة التنمية الثقافية وتطوير أداء العملية البرامجية التلفزيونية من خلال أعماله المتميزة مثل فرسان الميدان وعالم عجيب وكشكول والمسابقات الجماهيرية الثقافية والبرامج الوثائقية مثل الموسوعة اليمنية التي أغنت الشاشة ونقلت أروع الصور في أطر تلفزيوينة متميزة عما تحتويه اليمن الأرض والانسان من عطاءات وابداعات وجمال طبيعة وسهول وأودية وجزر وشواطئ وبحار وبيئة زراعية وحيوانية وأنشطة إنسانية وأثار ومعالم حضارية وغيرها من الاعمال التي تناولت التطور والتحديث الذي شهدته اليمن خلال الثلاثين عاماً الماضية وكذلك مساهمته الفاعلة في تدريب الكوادر في مجال العمل التلفزيوني وإدارة وتقديم الندوات والحوارات السياسية والاجتماعية والتنموية المتخصصة . وبهذا المصاب الجلل تتقدم الوزارة والمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون وقطاع التلفزيون قناة اليمن الفضائية والأولى بأحر التعازي وأصدق المواساة الى نجل وأسرة الفقيد ومحبية وجمهور التلفزيون ، مبتهلين الى الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وزملاءه ومحبية الصبر والسلوان "إنا لله وإنا اليه راجعون". ومن جانبها اصدرتى نقابة الصحفيين اليمنيين بيان نعي في وفاة الزميل يحيى علاو .. جاء فيه: بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ونفوس مكلومة، تنعي نقابة الصحفيين اليمنيين إلى الأسرة الصحفية والشعب اليمني عامة رحيل الزميل الكبير والأخ العزيز علينا، الحبيب إلينا، الأثير لدينا الأستاذ يحي علي علاو الذي اختاره الله سبحانه لجواره الكريم مساء أمس الاثنين 3رجب 1431الموافق 14/5//2010 بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع في الميدان الإعلامي الملتزم والهادف. إن نقابة الصحفيين وهي تنعي بأسى بالغ وحزن عميق رحيل هذه الشخصية الإنسانية والوطنية الشامخة في ظل ظروف عصيبة تعمق أكثر حالة الحزن والشعور بالفقدان، لتستشعر الخسارة الفادحة التي ألمت بالوطن اليمني بفقدانه رمزاً من رموز جهاده الإعلامي والفكري والثقافي في سبيل الحرية والكرامة. والنقابة إذ تنعي واحداً ممن انتسبوا لعضويتها في مرحلة مبكرة وتحتسبه عند ربه الكريم، لتستحضر مناقبه السامية وأخلاقه العالية وتساميه وترفعه كصحفي ظل ملتزماً بقيم وأخلاقيات مهنة الصحافة وخدم من خلالها مجتمعه ووطنه وأمته خلال سنوات عمره المهني الطويل منذ ثمانينيات القرن الماضي. إن الفقيد المرحوم بإذن الله تعالى كان يمثل رمزية خاصة في الوسط الصحفي، فهو نموذج الصحفي والإعلامي الملتزم بقيم ومبادئ أمته ووطنه، وكسب قلوب الناس لعلاقاته الإنسانية النبيلة، وفرض احترام محيطه العام له ولما يمثله من رسالة، وحظي بمحبة الناس وتقديرهم له، فقد كان يعد الصحفي والإعلامي المثال الذي تعتز نقابة الصحفيين أن يكون أحد أبرز منتسبيها، بل وأحد أقدم أعضائها المؤسسين. إن الزميل الراحل يحي علاو ظل طوال سنوات معاناته مع المرض يجسد الشخصية الصابرة والمحتسبة والراضية بقضاء الله، وعلمنا نحن الصحفيين والإعلاميين أننا \"عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود!، أما عندما نعيش لغيرنا، ولفكرة ولمبدأ نبيل، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض\"، ومن ثم فإن يحي علاو قد عاش في هذه الحياة من أجل الآخرين ولذلك فإن حياته ستظل ممتدة إلى ما بعد مفارقته وجه الأرض، قدوة لكل الأجيال المتطلعة لحياة تتسم بالحب والسماحة والعطاء. إن الفقيد الراحل يحيى علاو \"لم يترك منطقة يمنية؛ لا قرية ولا مدينة ولا جبل ولا واد، ولا سوق ولا معلم تأريخي أو حصن أثري أو جامع شهير، إلا وأظهره في برامجه الشهيرة، ولعل آخرها (فرسان الميدان). وفعل ما لم تفعله وزارات؛ السياحة والثقافة والإعلام والأوقاف والتربية والزراعة والإدارة المحلية، منذ كانت وإلى اليوم، توعية وتعريفا وإشهارا، وتثقيفا وتلمسا لواقع المناطق النائية والسكان البعيدين عن العاصمة ووزارات العاصمة وحكومة العاصمة. إن الزميل الراحل فعل الكثير لأجل الناس ولأجل المواطنين الذين بادلوه الحب والتقدير\"، ولم ينتظر جزاء من أحد ولا شكورا، وبرغم كل المصاعب والمتاعب والمضايقات التي كان يواجهها في مسيرته المهنية وأثناء عمله في حقل الإعلام فإنه ظل يبستم ساخرا منها، ولم تلن له قناة، أو توهن له عزيمة، ومضى يمنح حياتنا إبداعا وتنويرا ومعرفة، ولم يلتفت لكل أصناف العقوق والجحود والنكران من كثيرين ممن لم يرق لهم نشاطه المهني المستقل والرصين، والرافض لسياسات حرق البخور ومسح الجوخ، تملقا ونفاقا. إننا في نقابة الصحفيين تستشعر كارثة رحيله عنا، وتلمس كل هذا الفراغ الهائل الذي خلفه وراءه، وتجلى ذلك بما أظهره أبناء شعبنا اليوم الذين خرجوا بعشرات الآلاف لتشييع جثمانه الطاهر، وأثبتوا أنهم نِعْمَ الأوفياء للزميل الراحل ولقيمه، ومبادئه ورسالته الإعلامية، وأنهم بذلك أعادوا الاعتبار للصحفيين والإعلاميين الملتزمين بالنهج السوي المنطلق من قيم الخير والحب والتسامح والتسامي عن الصغائر والدنايا. إن نقابة الصحفيين وهي تستعرض ومضات من سيرته الذاتية لتؤكد أن سجل حياته كان حافلا بالكثير من الأعمال التي لا يتسع لها المقام هنا، وحسبنا أن نوجز بعضا من ومضات مسيرته الثرية والغنية، يحي علي بن علي علاو من مواليد عام 1962 في قرية خدير، مركز الدمنة بمحافظة تعز، وفيها درس القرآن الكريم، ومبادئ الفقه على أبيه، ثم انتقل إلى مدينة الحديدة، فدرس فيها حتى أكمل الثانوية العامة، وجاء ترتيبه الأول على طلبة الجمهورية في القسم الأدبي عام 1978م، ثم ابتعث دراسيا إلى المملكة العربية السعودية، فالتحق بقسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام بجامعة الملك (عبد العزيز) في مدينة جدة، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1985م، وعمل مذيعًا غير متفرغ في إذاعة الحديدة بين عامي 1982م، و1985م، ثم تعين عضوًا في إدارة الاستعراض عام 1406ه/ 1986م، ثم عضوا في إدارة البرامج في تلفزيون صنعاء، فعمل على تقديم عدد من البرامج المميزة، منها (عالم عجيب)، و(قاموس المعرفة)، و(فرسان الميدان)، ثم تعين مسئولاً عن البرامج العلمية والتعليمية بدرجة مدير عام.شارك في عدد من الفعاليات الإعلامية العربية في تونس والقاهرة ودمشق والدوحة وغيرها. وقد انتسب إلى نقابة الصحفيين اليمنيين منذ وقت مبكر وكان قدوة للنقابي الحر والمهني النموذجي، وله كتابات في عدد من الصحف اليمنية، وهو متزوج، وأب لسبع بنات، وثلاثة أبناء. إن نقابة الصحفيين وهي تودع من أهم الشخصيات الإعلامية والصحفية، وأحد القامات الفكرية والثقافية في بلادنا لتبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه وإخوانه وزملائه ولا نملك إلا إن نقول \"إن لله ما أخذ، ولله ما أعطى ولكل شيء عنده بأجل وإنا لله وإنا إليه راجعون\".
والفقيد يحيى علي بن علي علاو من مواليد 1962م بدمنة خدير محافظة تعز، تعلم على يد والده القرآن الكريم، ومبادئ الفقه، قبل أن ينتقل لمدينة الحديدة لتلقى تعليمه الأساسي والثانوي، حيث احتل الفقيد المرتبة الأولى على طلبة الثانوية العامة القسم الأدبي عام 1978م.
تلقى تعليمه الجامعي بالمملكة العربية السعودية، حيث حصل على شهادة البكالوريوس عام 1985 من قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز في جدة تخصص إذاعة وتلفزيون، كما تلقى العديد من الدورات التدريبية في الداخل والخارج.
وتدرج الفقيد في العمل الإعلامي, من مذيع غير متفرغ في إذاعة الحديدة خلال دراسته الجامعية، وعضو في إدارة الاستعراض عام 1986م، وفي إدارة البرامج في تلفزيون صنعاء، إلى مسئول عن البرامج العلمية والتعليمية، قدم خلالها عددا من البرامج المتميزة، ومنها (عالم عجيب)و(قاموس المعرفة) و(فرسان الميدان). والفقيد عضو في نقابة الصحفيين اليمنيين، وشارك في عدد من الفعاليات الإعلامية العربية في تونس والقاهرة وغيرها. تغمد الله الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة، والهم أهله وذويه الصبر والسلوان " إنا لله وإنا إليه راجعون"