في موكب جنائزي مهيب شيع عشرات الآلاف في العاصمة صنعاء عقب صلاة ظهر أمس الثلاثاء جثمان فقيد اليمن الإعلامي "يحيي على علاو"، الذي وافته المنية مساء أمس الاثنين بعد صراع مع مرض السرطان لعدة أشهر. علاو الذي غادر الحياة مساء أمس وتوارى عن الأنظار واستقر جثمانه الطاهر في مقبرة الشيخ الأحمر، غادر اليمن جسداً وروحاً، لكنه بقي ذكرى طيبة لدى اليمنيين داخل الوطن وخارجه، بقي حباً حاضرا في الأذهان مزروعاً في القلوب، عصياً على التجاهل والنسيان بما خلفه من إرث ثقافي وإنساني لدى العامة لا ينساه ملايين اليمنيين. جموع احتشدت باكية من مختلف المحافظات في وداع الفارس الإعلامي الذي اعتادت ان تلقاه عند حلول الشهر الكريم عبر فرسان الميدان، لتجد معه فرحة رمضان وابتسامة العيد ودعابة البسيط المتواضع والمخلص. وشكل رحيل الإعلامي يحيى علاو فاجعة للوسط الإعلامي والشعبي اليمني الذي كان يكن الإعجاب والحب الكبير لهذه الهامة الإعلامية السامقة، نظرا لما كان يتمتع به الراحل من قدرات ومؤهلات لفتت أنظار المتابعين بشكل عام وحظيت برامجه بمتابعة واسعة ليس على مستوى اليمن فحسب وإنما على المستوى الإقليمي والعربي أيضا، وكان آخر وأشهر تلك البرامج برنامج فرسان الميدان الرمضاني الذي كان أحد الوجبات الإعلامية الرمضانية التي اعتاد عليها اليمنيون ردحا من الزمن. الإصلاح ينعي علاو من جانبه نعى التجمع اليمني للإصلاح الشعب اليمني عامة والى كافة أعضاء الإصلاح والى الأسرة الصحفية اليمنية والى أسرة الفقيد والإعلامي القدير يحيى علي علاو الذي وفاه الأجل مساء الاثنين بعد معاناة مريرة مع المرض. وعبر الإصلاح عن بالغ الحزن والأسى لرحيل أحد أبرز كوادره الإعلامية، واصفا رحيله ب " بالخسارة الفادحة". وأشار بيان النعي إلى أن الفقيد يحي علاو " ممن التحقوا مبكراً بصفوف الحركة الإسلامية في الثمانينات وتصدروا العمل الإعلامي على مدى سنوات، وقدموا الكثير لحركتهم ووطنهم وأمتهم بكل إخلاص وأمانة ". وأضاف البيان " إن التجمع اليمني للإصلاح يحتسب عند الله الفقيد يحيى علاو أحد رجاله ورموزه وقاماته الإعلامية والفكرية والدعوية وأحد النماذج الذين تعتز الحركة الإسلامية بإنجاب أمثالهم ممن فرضوا احترامهم على الآخرين وأعادوا الاعتبار للإعلام كقيم ومبادئ وجسدوا نموذج الإعلامي الإسلامي المتمسك بمبادئه والأمين في أداء رسالته والمنحاز لقضايا وطنه والمدافع عن القيم والأخلاق والمتشبع بالتراث الفكري للحركة الإسلامية. وأكد الإصلاح أنه اليوم يشعر بالفقد الكبير والحزن والخسارة الفادحة وهو يودع الأستاذ يحيى علاو الذي ظل وفياً لمبادئ وقيم الحركة الإسلامية وملتزماً بنهجها ومسارها الحركي والتنظيمي حتى أخر لحظة في حياته رغم ماتعرض له الفقيد من المعاناة والمضايقات والكثير من المتاعب بسبب التزامه الإسلامي وانضباطه الحركي ، ورغم الإغراءات التي عرضت له والترهيب والإهمال الذي تعرض له وكان أخره معاناته المريرة مع المرض الخبيث لمدة عامين دون أن تلتفت له الجهات المعنية. وقال الإصلاح في بيانه إن الفقيد رحمه الله قدم خلال حياته الإعلامية رسالة إعلامية هادفة جمعت بين الإبداع والرؤية الشاملة لما يجب أن تكون عليه رسالة الإعلام من غرس قيم الفضيلة وإرساء للفكرة الإسلامية عبر منظومة من القيم والتعاليم التي جسدها الفقيد في برامجه وكتاباته وأعماله التلفزيونية التي لاقت قبولاً جماهيريا ً واسعاً وحققت صدى لدى المشاهدين. ومضى البيان قائلا " لقد جسد الفقيد يحيى علاو رحمه الله الصورة النقية للإعلامي الملتزم، والناجح في عمله، والصادق في حمل هم شعبه و أمته والإنسان في مواقفه، قدم المبدعين ووقف أمام إبداعاتهم واستمع لهموم البسطاء وزرع البسمة في وجوههم ، قابل الأطفال وردد معهم أناشيد البراءة، وداعب المسنين وأخذ بأيديهم ، وأعطى الفقراء وانحاز إلى قضاياهم ودافع عنهم ". نقابة الصحفيين تشعر بالألم لفقدانه نقابة الصحفيين اليمنيين نعت بدورها الأسرة الصحفية والشعب اليمني عامة رحيل الزميل الكبير والأخ العزيز علينا، الحبيب إلينا، الأثير لدينا الأستاذ يحي علي علاو الذي اختاره الله سبحانه لجواره الكريم مساء الاثنين 3رجب 1431الموافق 14/5//2010 بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع في الميدان الإعلامي الملتزم والهادف. وقال بلاغ صحفي صادر عنا :إن نقابة الصحفيين وهي تنعي بأسى بالغ وحزن عميق رحيل هذه الشخصية الإنسانية والوطنية الشامخة في ظل ظروف عصيبة تعمق أكثر حالة الحزن والشعور بالفقدان، لتستشعر الخسارة الفادحة التي ألمت بالوطن اليمني بفقدانه رمزاً من رموز جهاده الإعلامي والفكري والثقافي في سبيل الحرية والكرامة. والنقابة إذ تنعي واحداً ممن انتسبوا لعضويتها في مرحلة مبكرة وتحتسبه عند ربه الكريم، لتستحضر مناقبه السامية وأخلاقه العالية وتساميه وترفعه كصحفي ظل ملتزماً بقيم وأخلاقيات مهنة الصحافة وخدم من خلالها مجتمعه ووطنه وأمته خلال سنوات عمره المهني الطويل منذ ثمانينيات القرن الماضي. واضاف البلاغ :إن الفقيد المرحوم بإذن الله تعالى كان يمثل رمزية خاصة في الوسط الصحفي، فهو نموذج الصحفي والإعلامي الملتزم بقيم ومبادئ أمته ووطنه، وكسب قلوب الناس لعلاقاته الإنسانية النبيلة، وفرض احترام محيطه العام له ولما يمثله من رسالة، وحظي بمحبة الناس وتقديرهم له، فقد كان يعد الصحفي والإعلامي المثال الذي تعتز نقابة الصحفيين أن يكون أحد أبرز منتسبيها، بل وأحد أقدم أعضائها المؤسسين. إن الزميل الراحل يحي علاو ظل طوال أشهر معاناته مع المرض يجسد الشخصية الصابرة والمحتسبة والراضية بقضاء الله، وعلمنا نحن الصحفيين والإعلاميين أننا \"عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود!، أما عندما نعيش لغيرنا، ولفكرة ولمبدأ نبيل، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض \"، ومن ثم فإن يحي علاو قد عاش في هذه الحياة من أجل الآخرين ولذلك فإن حياته ستظل ممتدة إلى ما بعد مفارقته وجه الأرض، قدوة لكل الأجيال المتطلعة لحياة تتسم بالحب والسماحة والعطاء. وقال بلاغ النقابة :إن الفقيد الراحل يحيى علاو لم يترك منطقة يمنية؛ لا قرية ولا مدينة ولا جبل ولا واد، ولا سوق ولا معلم تأريخي أو حصن أثري أو جامع شهير، إلا وأظهره في برامجه الشهيرة، ولعل آخرها (فرسان الميدان). وفعل ما لم تفعله وزارات؛ السياحة والثقافة والإعلام والأوقاف والتربية والزراعة والإدارة المحلية، منذ كانت وإلى اليوم، توعية وتعريفا وإشهارا، وتثقيفا وتلمسا لواقع المناطق النائية والسكان البعيدين عن العاصمة ووزارات العاصمة وحكومة العاصمة. مؤسسة الشموع تنعي الفارس علاو تنعي مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام الشعب اليمني والأسرة الصحفية وفاة الإعلامي القدير /يحي علي علاو أحد أبرز الكوادر الإعلامية اليمنية والذي وافاه الأجل مساء الاثنين بعد صراع مرير مع المرض منذ قرابة عام. وكان علاو قد نقل للمستشفى الاربعاء الماضي بعد تدهور حاد في حالته الصحية جراء مضاعفات مرض السرطان الذي اكتشف قبل أشهر وخضع لأكثر من رحلة علاجية قبل أن ينتهي به المطاف في منزله قبل شهرين بعد أن أقر الأطباء في مستشفى الملك فيصل بن عبدالعزيز بصعوبة حالته بعد انتشار المرض في جسده رحمه الله تعالى. كما تتقدم مؤسسة الشموع بخالص العزاء والمواساة لأولاد الفقيد وكآفة أسرته لمصابهم الجلل سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. علاو في سطور وكان علاو قد توفي ،عن عمر ناهز ال48 عاما ،فقد ولد يحيى علي بن علي علاو في مدينة (خدير) في مديرية (دمنة خدير) بمحافظة تعز عام 1962م، وفيها درس القرآن الكريم، ومبادئ الفقه على يد أبيه، ثم انتقل إلى مدينة الحديدة، فدرس فيها حتى أكمل الثانوية العامة ،وجاء ترتيبه الأول على طلبة الجمهورية في القسم الأدبي عام 1978م. وابتعث للدراسة إلى المملكة العربية السعودية، فالتحق بقسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز في جدة، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1985م، ثم حصل على أكثر من دورة تدريبية في الإعلام في سوريا وتونس وغيرها. عمل مذيعًا غير متفرغ في إذاعة الحديدة بين عامي 1982- 1985م، ثم تعين عضوًا في إدارة الاستعراض عام 1986م، ثم عضوًا في إدارة البرامج في تلفزيون صنعاء، فعمل على تقديم عدد من البرامج المميزة، مثل: (عالم عجيب)، و(قاموس المعرفة)، والبرنامج الشهير (فرسان الميدان)، ثم تعين مسئولاً عن البرامج العلمية والتعليمية بدرجة مدير عام. كما قدم برنامجي "أولي العزم" ،و"أسواق شعبية". شارك في عدد من الفعاليات الإعلامية العربية في تونس والقاهرة وغيرها، وله كتابات في عدد من الصحف اليمنية، وهو عضو في نقابة الصحفيين اليمنيين، ومتزوج، وأب لسبع بنات، وأربعة أبناء.