هاهي حضرموت الأرض والإنسان والحضارة تستعيد أمجاد ماضيها التليد مشرقاً مبهجاً في زمن الوحدة الرشيد .. خمسة عشر عاماً مضت كانت أكثر من كافية لتحتضن مليكة الزمان ومقر التبابعة والأقيال وموطن ملوك العرب من كنده ومن قيام عاد وأمجاد الرس , أفراح شعبنا تاق لإعادة وحدته أرضاً وشعباً وحدة مزقتها مؤامرات الأعداء وقبل ذلك تناحرت الأبناء ومنازعاتهم ،اليوم وفي هذا الزمن الوحدوي تتألق المكلا حاضرة حضرموت ( وفينيسيا العرب ) كما أطلق عليها احد الرحالة تألق صنعة أبنائها وأبناء الوطن اليمني الكبير في ظل قيادة ابن بار وزعيم تاريخي مخلص أسمه علي عبد الله صالح الذي قرر أن تكون جملية المدائن اليمنية مستقراً لأعيادها الوحدوية . نعم نستطيع اليوم في يمن الوحدة أن نزهو بمكاسب وطنية خدمية وتنموية وحضارية شاملة ونجاحات متلاحقة وحضور دائم في مختلف جبهات المواقف الدينية والقومية والدولية وهو ما اكسب هذا البلد الفقير في امكاناته المادية الكبيرة بمواقفه احترام العالم وتقديره ، رغم كل مصاعب هذا الزمن وتحدياته رغم كل مصاعب هذا الزمن وتحدياته . نعم - نستطيع أن نزهو بمكاسب وطنية ما كان لها أن تتحقق لو لم يعاد شمل الأسرة الواحدة ، وتزال الحدود الوهمية في 22مايو من العام 1990م في ارض ظلت واحدة موحدة في النفوس والمشاعر الوطنية الفياضة التي تنبعث متأججة عند الخطوب والأفراح انتقال نوعي وتحول جلي شهدتهما مختلف مناطق وطن 22مايو واستهدفا الارتقاء بحياة المواطن وامتلاك مقومات مواكبة التحديث وأشكال العصر في زمن لا يتوقف ولا يرم من لا يواكب خطاه المتسارعة . كل ذلك بفضل من الله وتوفيقه أولا وبتضحيات الشهداء الأبرار وهمم الرجال العالية الوفية ..الجادة في عطائها دون حدود . لقد مثل يوم إعادة تحقيق وحدة الأرض والإنسان اليمني البداية والحقيقة لمسيرة البناء والإمداد والاستقرار والتنمية الشاملة وكان هذا اليوم شاهداً حياً على تفرد اليمنيين إبداعاً وتاريخاً أبرزت للعالم تجربة فريدة تستحق الإقتداء ومؤشراً على مستقبل زاهر لهذه البقعة من العالم . ولعل مفردات التغيير وعناصر التحيز التي ينطق بها واقع الحال تلخص حقيقة الإنجاز الكبير وثمار الانتصار الوحدوي والحراك التنموي والاعتمال الحضاري الديمقراطي التعددي المتواصل في وطن أزاح عن كاهله التسلط الشمولي الذي عانى منه ردحاً من الزمن . فالوحدة جعلت اليمن من أقصاه إلى أقصاه ورشة عمل تزدهر فيها مقومات الحياة الآمنة والاستقرار الأمني السياسي والاقتصادي والاجتماعي والانتعاش الاستثماري والسياحي ، حتى وان طفت إلى السطح هنات بين الحين والآخر إلا أنها هنات بمقدور عزائم رجال ونساء هذا الوطن من اجتثاثها ومعالجة مترتباتها السلبية فالوحدة وهي أهم إصلاح سياسي تشهده هذه المنطقة القصية من الجزيرة العربية وقلبها النابض الذي يستشرف المستقبل أعادت الاعتبار لكل اليمنيين ووضعتهم في المكان المتقدم الذي يستحقونه وسجلت لهم بأحرف من نور ملحمة تاريخية من ملاحم النضال والثورة والنماء . إن القراءة المتأنية والمنصفة لهذا المنجز العظيم تؤكد دون شك ما قاله ذات يوم ( أبو احمد) : ( إن الوحدة ستكون عامل امن واستقرار في المنطقة )) وقد صدق في قوله ووعده لان اليمن أسهم وبفاعلية في بسط الوئام وردم فجوات التباين والاحتراب بين دول المنطقة وحولت فتائل الصراع إلى أدوات للشراكة والتعاون المتبادل من خلال ترسيم حدودها مع أشقائها في سلطنة عمان وفي المملكة العربية السعودية وجعلت من التحكيم الدولي وسيلة لإنهاء التوتر في علاقتها مع ارتيريا. أما وقائع الحال الوطني فهي تؤكد عظمة المنجز الوحدوي من خلال جملة المشروعات الاستراتيجية العملاقة الهادفة إلى إحداث تحول نوعي لا مظهري آني . وعندما اتخذ فخامة الرئيس علي عبد الله صالح قرار استضافة المكلا فعاليات أعياد الوطن بوحدته فإنما ذلك يعبر عن صدقية التوجه وحنكة القيادة وصواب القرار وتكريماً من وفخامته للأدوار البطولية والحضارية لمحافظة حضرموت في مسيرة تقدم الوطن وازدهاره . في 22 مايو 2005م تتجلى روعة التحدي وعظمة الشعور بالمسؤولية لدى أبناء وطن 22 مايو وكافة وأبناء حضرموت الطيبين خاصة والمتمثلة في المساهمة الفاعلة في جهود البناء وتجذ ير دعائم الديمقراطية والأمن والأمان في وطن الحكمة الإيمان . وكل عام وانتم والوطن في خير وعافية وعزة ونماء وكيل وزارة الإعلام المساعد