عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    عبدالملك الحوثي يكلف هذا القيادي بملاحقة قيادات حزب المؤتمر بصنعاء ومداهمة مقراتهم وما فعله الأخير كان صادما!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    محمد علي الحوثي: "غادري يا ميسون فهو الأفضل لش".. بمن يتغزل "الطبل"؟    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خبيرين تربويين والحكومة تندد    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نائب الرئيس يشارك العُمانيين أفراحهم بالعيد الوطني الأربعين
في إطار علاقات الأخوة المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين:
نشر في 26 سبتمبر يوم 02 - 12 - 2010

في إطار علاقات الإخوة المتميزة بين الجمهورية اليمنية وسلطنة عُمان، قام نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بزيارة إلى السلطنة في الفترة من يوم الأحد الماضي وحتى يوم أمس الأول الثلاثاء شارك خلالها، على رأس وفد رسمي يمني رفيع، في احتفالات الشعب العُماني الشقيق بالعيد الوطني الأربعين لسلطنة عُمان، معبراً عن سرور القيادة السياسية في اليمن وكافة أبناء شعبنا بالمنجزات الضخمة التي تحققت لعُمان، إنسانا وأرضاً، في ظل عهد النهضة العُمانية المباركة التي انطلقت مسيرتها بتولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد لمقاليد الحكم في العام 1970م. وفي ظل حفاوة بالغة بالوفد اليمني حفلت زيارة نائب الرئيس بعدد من الفعاليات التي جسدت عمق صلات القربى وتطور العلاقات المضطردة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي هذا الاطار استقبل جلالة السلطان قابوس بن سعيد في يوم أمس الأول بقصر العلم في مسقط نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي نقل لجلالته تحيات وتهاني أخيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والحكومة والشعب اليمني بمناسبة العيد الوطني الأربعين للسلطنة، وأطيب التمنيات لجلالته بوافر الصحة والهناء والعمر المديد، وللشعب العُماني بتحقيق كل تطلعاته في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس.
وقد أعرب جلالة السلطان قابوس عن خالص شكره وتقديره لأخيه فخامة رئيس الجمهورية ونائبه والحكومة والشعب اليمني على هذه المبادرة الطيبة والتهاني الصادقة، داعياً الله تعالى أن يتمم عليه موفور الصحة والعافية ويحقق للشعب اليمني كل ما يصبو إليه من تقدم ورفعة وازدهار في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح.
وفي عصر ذات اليوم حضر الأخ عبد ربه منصور هادي والوفد المرافق له حفل الشاي الذي أقامه جلالة السلطان قابوس بمناسبة العيد الوطني الأربعين للسلطنة بقصر العلم الذي حضره كبار المسؤولين العُمانيين في القطاعين المدني والعسكري وعدد من المشايخ والأعيان العُمانيين.
كما حضر الحفل جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية الذي شارك أيضا في احتفالات السلطنة بعيدها الوطني المجيد، بجانب عدد من مسؤولي الدول الشقيقة الصديقة.
مهرجان المفاخر والأمجاد
وكان نائب رئيس الجمهورية قد حضر في يوم الاثنين الماضي مهرجان العيد الوطني الأربعين الذي أقيم برعاية جلالة السلطان قابوس بن سعيد في ميدان الفتح بمسقط ومثل ملحمة وطنية جسدها العسكريون والمدنيون عكست الصورة الحقيقية للتلاحم بين الشعب العُماني وقائده المخلص. وشكلت لقاءً للمفاخر والأمجاد التي سطرها الإنسان العُماني في ظل النهضة المباركة، وأكدت أن أبناء السلطنة هم الدرع الحصين للوطن يذودون عن حياضه ومكتسباته الغالية ويحافظون على أمنه واستقراره ويساهمون في استكمال مسيرة البناء والرخاء.
وشارك في المهرجان خمسة عشر ألفاً وتسعمائة وسبعة وتسعون فرداً من أبناء عُمان من قوات السلطان المسلحة، والحرس السلطاني العُماني، وشرطة عُمان السلطانية، وشؤون البلاط السلطاني، وقوات الفرق وفرق الأهازيج العُمانية من المدنيين الذين يمثلون محافظات ومناطق السلطنة.
وعقب عزف السلام السلطاني وإطلاق إحدى وعشرين طلقة بالمدفعية تحية لجلالة السلطان والعيد الوطني، بدأ العرض الذي جرى استهلاله بالاستعراض الموسيقي للموسيقى العسكرية المشتركة من قبل 1070 عازفا. ثم بدأ طابور حرس المراسم بتقديم استعراضه العسكري والمرور من أمام المقصورة السلطانية. وشاركت خمسة طوابير لحرس المراسم من خلال 711 فرداً من مختلف الرتب العسكرية يمثلون كلا من الحرس السلطاني العُماني والجيش السلطاني العُماني وسلاح الجو السلطاني العُماني والبحرية السلطانية العُمانية وشرطة عُمان السلطانية.. وقد اشتمل العرض على المسير في صفوف وتشكيلات عسكرية مروراً من أمام المقصورة السلطانية مؤدين التحية العسكرية. بعد ذلك قدم 840 فرداً من قوات الفرق استعراضاً رددوا خلاله الأهازيج العُمانية الممجدة لمناسبة العيد الوطني المجيد.
كما شارك في هذا المهرجان الكبير (31) فرقة للأهازيج العُمانية من المدنيين الذين بلغ عددهم (12958) مشاركًا يمثلون مختلف محافظات ومناطق السلطنة، حيث توالى دخول فرق الأهازيج العُمانية وهم يرددون عبارات الترحيب والشكر والثناء والولاء والعرفان لباني النهضة العُمانية الحديثة، بما تضمنته أهازيجهم من معاني الفخر والاعتزاز بالإنجازات العظام التي تحققت على أرض عُمان في شتى مجالات الحياة وذلك في لوحة فنية امتزجت بالألحان العُمانية التي تمتاز بها السلطنة وعكست مدى التفاني والإخلاص لجلالة القائد المفدى وللوطن المعطاء. اكتملت هذه اللوحة الفنية عندما قام 418 فردًا مشاركًا بأداء فن العازي (الولاء للقائد) في الميدان.
عقب ذلك أدى طابور حرس المراسم النشيد العسكري (يا حي يا قيوم) ثم أدى جميع المشاركين نشيد العهد والولاء (سنا الأربعين) تلاه نداء الولاء والتأييد ثم الهتاف ثلاثا بحياة جلالة السلطان قابوس.
وكان لغياب الآلات العسكرية عن العرض دلالة رمزية بليغة تؤكد انطلاق مسيرة النهضة العُمانية من الإيمان الراسخ بأولوية الإنسان قبل كل شيء، وبأن الرجال هم الأساس قبل الآلة العسكرية. وجاءت مشاركة المواطنين من مختلف أنحاء السلطنة لتجسد معنى الملحمة الوطنية التي تدل على أن عُمان تعتمد على أبنائها وتبني الإنسان.
معاني الحب والوفاء
حمل مهرجان العيد الوطني الأربعين للسلطنة كافة المعاني التي يصعب التعبير عنها بالمفردات، فقد كان ذلك المهرجان عبارة عن لوحة جياشة امتزجت فيها مشاعر القلوب بالحس الوطني الراقي الذي عكس صورة حقيقية للتلاحم بين القائد المفدى وشعبه الوفي. وقدّم ملحمة وطنية بمشاركة العسكريين والمدنيين الذين عبروا عمليا عن الولاء والعرفان لقائد النهضة العُمانية المباركة، وقدموا فنونا عكست الإرث العُماني الأصيل في إطار تداخله المتوازن مع مفردات الحداثة والعصر.
لقد قدم المهرجان صورة حية لبطولة الإنسان العُماني وبعده الحضاري منذ عشرات القرون وهو يعلن حبه لأرضه المعطاءة، وقدرته على الذود عنها وحمايتها بكل ما يملك من سمات العظمة والبطولة التي جعلته حارساً أمينا دائماً لوطنه ومكتسباته ومحباً لقائده العامل بكل إخلاص وجد من أجل رقي عُمان ووضعها في مصاف الدول المتقدمة على كافة الأصعدة.
إن الأهازيج المغناة والأناشيد الموسيقية والفنون التقليدية التي صاحبتها مع الاستعراضات التي قدمها الرجال الشجعان شباباً وشيوخاً وأطفالاً، لهي أكبر دليل على الملحمة العُمانية والصوت الواحد الذي يجلجل بفيض المشاعر الملتهبة والجياشة التي كانت مسموعة على مرّ العصور، منذ أن كان العُمانيون يطوفون بحار الدنيا ويعاندون عواصف البحار
وهكذا تكون أمة المجد العُمانية قد ضربت المثل في حب الوطن والعمل والإخلاص، فسار كل أبناء الشعب العُماني على منواله، يجسدون الصف الوطني الواحد الذي يتغنى بأغنية عُمان التي لا تعرف سوى أن تسير دائما إلى المعالي لا يوقفها شيء عن تطلعها المقدس، من أجل عُمان الأم الرؤوم التي تحب كل أبنائها ويبادلها الأبناء المحبة بالمحبة والبر والعرفان.
إن مشاهد التفاني والإخلاص وحب الأوطان ومحبة القائد في سلطنة عُمان ليست مجرد كلمات تقال، وإنما هي صور صادقة ومعبرة يشهد عليها الزمن ويسجلها التاريخ ويسير على دربها الرجال الأشاوس الذين قهروا الصعاب وتحدوا الطبيعة وبنوا الحضارة الحديثة والأمجاد التي تخفق ألويتها في كل مكان. بشهادة العالم اجمع الذي عرف أهل عُمان بحق، عبر تسامحهم وعزتهم وسلامهم وحب الخير للإنسانية جمعاء.
صور البطولات
سواء تعلق الأمر بالاستعراضات العسكرية التي شملها المهرجان محتوية كل فنون العصر، أو اللوحات التقليدية الأصيلة كفن العازي فإن عبارات الولاء والتأييد والتمجيد لجلالة السلطان تتضمن من صور البطولات ما لا يمكن حصره، حيث تمتد تلك الصور بعمق التاريخ العريق وعمق المشاعر الوطنية التي تترجم صدق العرفان للقائد الذي ظل يؤمن بإنسان عُمان وقدرته الفذة على ارتياد العلياء بما يملكه من تاريخ عريق وصفات سامية ومهارات عصرية ونفس أبية وروح محبة للخير ونفس متسلحة بالإباء والشجاعة.
الإنسان والانجاز
من حق كل مواطن عُماني أن يفرح وأن يعبر عن مشاعره في عيده الوطني المجيد، وهو يعيش حاضره المزدهر المحتشد بكل منجزات العصر ويرى بوضوح تام الفرق بين الأمس واليوم، ويرى ويلمس كيف أن عُمان استنهضت مجد الأجداد وعم الخير أرضها، رخاء واستقرارا وعيشا كريما، ونفوسا آمنة مطمئنة.
لقد أصبح الإنسان العُماني في عهد النهضة المباركة الدرع الحصين لعُمان، وهو بعد أن بنى وشيّد الصروح، يعلن قدرته الجبارة على صيانة المكتسبات والذود عن حياض الوطن وعرين الأبطال، محافظا على أمن أبنائه وأحفاده ومتطلعا بمساهمة فاعلة على استكمال مسيرة البناء والرخاء.
إن نشيد “العهد والولاء - سنا الأربعين” الذي أداه المشاركون في المهرجان الوطني وأعقبه نداء الولاء والتأييد بحياة جلالة السلطان القائد الأعلى للقوات المسلحة، وغيرها من المشاهد الاحتفالية البطولية، لتعبر عن ما تحمله النفوس العُمانية وما تكنه بصدق لا حد له.
وهاهي السنوات الأربعين من عمر النهضة المباركة تنهض، سواء عبر هذا المهرجان أو غيره من مسيرات العرفان والولاء التي خرجت برغبة الناس وحبهم المتأصل في نفوسهم للقيادة، وسواها من المشاهد الاحتفالية.. هاهي تصور بجلاء حقيقة التعاضد الذي يعيشه أهل عُمان ووقوفهم خلف قيادتهم المخلصة البانية والمستشرفة دائما لأفق المستقبل الأفضل. وهكذا تكون الأوطان وتبنى بالإنسان وبالحب والعرفان وبالرجال الشجعان.. وبالذين هم قادرون على بناء المجد تلو المجد.. عسكريين كانوا أم مدنيين.. صغارا أم كبارا.. ذكورا أم إناثا.. فالمجد للشقيقة سلطنة عُمان الماجدة الأبية التي تحب أبناءها ويحبونها ويقدسون ترابها الطاهر.. والمجد لقائدها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.
التنمية الشاملة
لقد جسدت احتفالات سلطنة عُمان الشقيقة بالعيد الوطني الأربعين أفراح واعتزاز الشعب العُماني بالنهضة التي تحققت على مدى أربعة عقود وشملت مختلف جوانب ونواحي الحياة العُمانية، وأحدثت نقلة نوعية تاريخية أصبحت السلطنة بموجبها دولة عصرية مكتملة الأسس وتحتل موقعاً بارزاً في خارطة المنطقة والعالم.
وكانت احتفالات السلطنة بالعيد الوطني المجيد هي في جوهرها احتفال بالمنجزات الكبيرة التي حققتها في ظل العهد المبارك لجلالة السلطان قابوس بن سعيد، تلك المنجزات التي تجسدت على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحققت للمواطن العُماني ما كان يصبو إليه من تقدم وازدهار ونهضة، بما بنته من صروح الارتقاء الاجتماعي والعمراني والإنتاجي، وما حققته من مكتسبات راسخة في كافة مجالات التنمية البشرية والبنيات التحتية والنمو الاقتصادي الشامل.
لقد حرصت مسيرة النهضة العُمانية على تحقيق كل ما يتضمن ازدهار الحاضر وتطور المستقبل، عبر نهج يقوم على تسخير كل الطاقات الممكنة، ومراعاة الخصوصية العُمانية، والتدرج في مراحل البناء والتطور. وكان الاهتمام ببناء الإنسان العُماني أول وأهم أهداف العهد المبارك، إدراكاً لحقيقة أن التنمية لا تتحقق إلا للإنسان وبه. وانطلاقاًً من ذلك تم إيلاء أعظم الاهتمام بالتعليم، والصحة، والرعاية الاجتماعية، والشباب، والعلم، والتراث، وغيرها من مجالات التنمية البشرية التي تلازمت مع تحقيق المشاركة الشعبية الفاعلة المثمرة عبر تجسيد مبدأ الشورى ونهج الديمقراطية.
وتزامن ذلك مع تتالي المنجزات على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، حيث جرى اكتشاف واستغلال الثروات العُمانية، واستكمال البنيات التحتية للدولة، وإيجاد اقتصاد قوي على أسس التخطيط العلمي السليم، فضلا عن بناء القوة الذاتية للسلطنة، وتعزيز الأمن والاستقرار، وإدارة السياسة العُمانية بحنكة وحكمة، مع الانفتاح المقتدر على العالم. وشكل كل ذلك منظومة متكاملة من عمليات البناء التي نهضت بالحاضر العُماني وجعلته نموذجاً حياً للقدرة والإنجاز. فيما تستمر الجهود لضمان المستقبل من خلال تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية مع تركيز خاص على استمرار جهود البناء الإنساني العُماني، وتنويع مصادر الدخل القومي، وضمان ديمومة مسيرة النهضة وتجددها المستمر.
جولة في الجَمال
وخلال زيارة الاخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية قام بجولة في العاصمة العُمانية مسقط وضواحيها برفقة بعثة الشرف المرافقة من المراسم السلطانية العُمانية. شملت زيارة عدد من المناطق والمنتجعات السياحية الكبيرة في ضواحي مسقط، حيث تعرف نائب الرئيس على منتجع بر الجصة الجميل الواقع على شاطئ البحر العربي، والذي يتمتع بمواصفات جغرافية وجمالية خلابة، رسمتها الفنادق والفلل الأنيقة المزينة بأحلى الحُلل بين التلال الساحرة والشاطئ الجميل، حيث تمتد الرمال النظيفة والعشب الأخضر القشيب والمتنوع، وتقوم وسط ذلك المشهد الرائع المباني البديعة والمطاعم العربية والغربية والشرقية الراقية، مع الأشجار الجميلة الملائمة للبيئة، ومنها أشجار من أرخبيل سقطرى اليمني ساهمت في تشكيل لوحة رائعة من لوحات الطبيعة والفعل الحضاري المتقدم.
كما زار نائب رئيس الجمهورية عدداً من المناطق المجاورة ومنها منطقة دار تين الرائعة، ومنطقة قصر العلم التي جمعت في مبانيها بين التراث التاريخي العُماني القديم والإسلامي، وتشكلت كمثال يجسد بجمال خلاب أورع حالات التزاوج والتناغم بين الأصالة والمعاصرة.
وفي ميناء مطرح العُماني الذي كان مزدحما بالسفن السياحية العائمة والسفن التجارية، الكبيرة منها والمتوسطة والصغيرة، تعرّف نائب الرئيس على ما تحتويه المنطقة من مظاهر الحضارة والتقدم وما تحويه من قلاع تاريخية شامخة تشهد على عمق الحضارة الإنسانية والعربية في سلطنة عُمان.
وكانت شوارع العاصمة العُمانية مسقط قد تزينت بعبارات الترحيب والحفاوة بالضيوف المشاركين في احتفالات عُمان بعيدها الوطني وبما تعكسه من انجازات نهضوية كبيرة تحققت في ظل قيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد.
تميز العلاقات
وكان نائب الرئيس قد أدلى بتصريحات لوسائل الإعلام اليمنية والعمانية عبر فيها عن سعادته بهذه الزيارة للمشاركة في احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الأربعين.. مشيدا بما تحقق للشعب العُماني الشقيق في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد، من منجزات نهضوية كبيرة نقلت السلطنة إلى آفاق متقدمة ومزدهرة.
وأشار إلى أن علاقات البلدين المتميزة تشهد تطورات إيجابية كبيرة في مختلف المجالات في ظل حرص القيادتين السياسيتين في البلدين، والتنسيق المشترك بينهما في كل ما يهم مصالح البلدين الثنائية، وكذلك على المستويات الإقليمية والعربية والدولية.
ومن المعروف أن العلاقات اليمنية العُمانية تتصف بعمق تاريخي عريق، وتحمل الكثير من مراحل وسمات التداخل والاندماج والتفاعل، التي ساهمت في تشكيلها روابط القربى والجوار والثقافة المشتركة وظروف النشأة والمؤثرات المتشابهة.
وجاءت مشاركة الأخ عبد ربه منصور هادي على رأس وفد رسمي رفيع في احتفالات العيد الوطني الأربعين للسلطنة، في وقت تعيش فيه العلاقات اليمنية العُمانية أزهي عهودها في العصر الحديث وتتسم بدرجة عالية من التطور والنمو المضطرد الذي يزداد رسوخاً ونمواً في مختلف مجالات التعاون تحت رعاية خاصة من قيادة البلدين الشقيقين ممثلة في فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وأخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد، الذين برزت في عهدهما الميمون علاقات السلطنة واليمن كنموذج مشرق لما يجب أن تكون عليه علاقات الأخوة بين الأشقاء والجيران.
ولعل النمو الكبير الذي شهدته العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السلطنة واليمن في السنوات الأخيرة يعد الدليل البالغ على التطور الذي تشهده علاقات البلدين في الوقت الحاضر.
فلقد حقق حجم التبادل التجاري بين السلطنة واليمن في العامين الماضيين أرقاما قياسية في تاريخه حينما بلغ نحو 130 مليون دولار في عام 2008م، ثم وصل إلى 197 مليون دولار في العام الماضي 2009م. الأمر الذي يؤكد التطور الذي تشهده العلاقات اليمنية العُمانية وسيرها في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق التكامل والشراكة الكاملة.
يذكر أن التبادل التجاري بين عُمان واليمن كان قد تضاعف بنسبة 800% خلال عقد التسعينات الماضي، وبدأت الأعوام منذ ذلك الحين تشهد حركة تواصل نشطة بين رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، ما أدى إلى نشوء حركة استثمارات مشتركة ومتبادلة في عدد من المجالات التجارية والصناعية والخدمية، ساهم في انتعاشها تأسيس منطقة المزيونة التجارية الحرة بين البلدين، وإنشاء طرق للربط البري والبحري والجوي بين البلدين.
وفي عامنا الحالي 2010 شهدت العلاقات العُمانية اليمنية الكثير مما يعززها، ويوسع مجالات التعاون القائمة ضمنها، ومن بين ذلك جاء انعقاد الدورة العاشرة للجنة الوزارية المشتركة جرى في ختامها توقيع عدة وثائق تعاون مشتركة بين البلدين الجارين الشقيقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.