أكد البيان الصادر عن المسيرة المليونية لابناء محافظة تعز عن رفض ابناء تعز لكل المحاولات الساعية إلى زرع بذور الفتن في أرضنا بما يؤدي إلى استبدال الأمن والاستقرار بالفوضى والتخريب، واستبدال المحبة والتسامح والألفة , دعا البيان الاخاء ونبذ الكراهية والحقد والتفرقة والتشتت. وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم بيان صادر عن مهرجان «جمعة السلام» الذي ينظمه أبناء محافظة تعز يوم الجمعة 18/2/2011م
الحمد لله القائل {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}
والقائل {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}.. صدق الله العظيم.
إنكم تدركون اليوم حجم التحديات التي تواجه اليمن وتدركون أيضاً طبيعة المؤامرات الموجهة إلى عدد من بلداننا العربية والإسلامية وكان لها أن أدت إلى إيقاظ الفتن وبروز النعرات الطائفية والمناطقية المنبوذة بين أبناء الشعب الواحد والأخوة الواحدة. وإننا اليوم ومن هذا المكان الذي نرفع فيه راية الأمن والسلام ونؤكد فيه على الإعتصام بحبل الله ونبذ كل الدعوات التي تستهدف النيل من أمن واستقرار بلد الإيمان والحكمة، ورفض كل المحاولات الساعية إلى زرع بذور الفتن في أرضنا بما يؤدي إلى استبدال الأمن والاستقرار بالفوضى والتخريب، واستبدال المحبة والتسامح والألفة والإخاء فيما بيننا بالكراهية والحقد والتفرقة والتشتت. وندعو الله العلي القدير أن يوحد صفوفنا ويجمعنا على كلمة واحدة تعزز فينا حب الوطن وترسخ في أذهاننا قيم الولاء وتنمي في أحاسيسنا وقلوبنا روح الوحدة والتوافق ورمي ما عدا ذلك غير مأسوف عليه.
إن ما يجري اليوم في الشارع اليمني هو نتاج طبيعي للممارسة الديمقراطية التي انتهجها واختارها شعبنا العظيم بنفسه دون وصاية أو فرض من أحد.. ومع تأكيدنا على استمرارية هذا الزخم الديمقراطي إلا أننا نؤكد في الوقت نفسه على ضرورة ممارستها بالطرق السلمية المشروعة والمكفولة بالدستور والقانون، وهو الأسلوب الحضاري الذي يمكن من خلاله الوصول إلى تحقيق كل طموحات الشعب وآماله بعيداً عن الممارسات الخاطئة عبر وسائل غير مشروعة تضر بالوطن وأبناء الشعب. ومن هذا المكان ونحن نؤيد كل الممارسات السلمية للديمقراطية، نطالب الجهات المختصة بتوفير أجواء آمنة وصحية لممارسة المواطنين حقوقهم المشروعة المكفولة دستورياً، إلا أننا نرفض أن يحولها البعض لنشر ثقافة الكراهية والتحريض على الفوضى والعنف والتخريب وزعزعة الأمن والاستقرار.
إن الحوار هو الحل الأمثل لتجاوز كل القضايا على الساحة الوطنية ووضع المعالجات الكفيلة بتحقيق التوافق وإنجاز كل الإصلاحات المأمولة والارتقاء بالعمل السياسي والديمقراطي وتجاوز كل المشاريع الصغيرة ولغة الإحباطات التي لا وجود لها في قاموس الديمقراطية ومصلحة أبناء الشعب. وتأكيداً للحوار والحوار وحده فإن مبادرة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح مثلت خطوة استباقية لمعالجة كل الخلافات والتباينات حول مجمل القضايا الوطنية وشملت حلولاً جذرية للارتقاء بالعمل والممارسة الديمقراطية تجنيباً للوطن من الانزلاق في مغبة الفتن وجر أبناء الشعب إلى أتون الفوضى والتخريب، وما حدث في مصر وتونس ويحدث في بلدانٍ عربية وإسلامية أخري ليس عنا ببعيد. إن مبادرة رئيس الجمهورية وضحت الصورة بجلاء حول أهمية وضرورة الحوار ولو لم تكن كذلك لما استحقت الإشادة وحازت على مباركة وترحيب كل الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية.
إن ما يهمنا جميعاً هو الوطن، وهو الأمر الذي يحتم علينا تقديم التنازلات تلو الأخرى صوناً لسيادته وحفظاً لأمنه واستقراره وضماناً لعدم الانجرار إلى الفوضى والتخريب. ولأن الوطن مسؤوليتنا جميعاً فإننا ندعو كل القوى السياسية في الساحة الوطنية إلى تحكيم العقل والمنطق وتغليب روح الجماعة والاستجابة لمبادرة رئيس الجمهورية بالعودة إلى طاولة الحوار. فالحوار هو الكفيل بتجنيب الوطن كل ما يضره والانتصار لمجمل المطالب الشعبية والجماهيرية. ونقولها هنا وبكل الصدق والمسؤولية إن الحوار هو وحده من سيقودنا إلى خدمة الوطن والانتصار للمشروع الحضاري والمدني المتراكم لليمن الجديد، يمن الشراكة والمشاركة، ويعزز من حضورنا وحظوظنا في عالم لا مكان فيه لغير المشاريع القادرة على الإيفاء بمتطلبات التغيير والتجدد والتطور والتحصن ضد عوامل الانصهار والذوبان .
يا أبناء تعز الأبطال: إن محافظة تعز هي التي روت شجرة الثورة اليمنية المباركة «26 سبتمبر و 14 أكتوبر و30 نوفمبر» بدماء أبنائها الشرفاء، وهي المحطة الوحدوية المحفورة في ذاكرة التاريخ، كيف لا وكل المناضلين والوحدويين مروا من تعز وجاءوا إلى تعز وخرجوا من تعز. وتعز كانت وما زالت روح الثورة والوحدة وواحة الديمقراطية الواعية.. وستبقى كذلك كون أبناؤها تشربوا العلم والثقافة من منابع التاريخ المسكون في زواياها وأجزائها كافة. وتعز.. لم تكن يوماً داعية للفوضى والتخريب. وتعز لم يكن منها أبداً دعاة الإثارة والرجعية والجهوية والمناطقية.. وتعز هي من خاطت ثوب الوحدة بخيوط الأيام والتاريخ وهي من عانقت الثورة نصراً دائماً متواصلاً أبد الدهر. هذه هي تعز التي أرسلت فيض إشراقاتها الغزيرة إلى قمم الجبال والسهول والأودية.. فكيف تكون منطلقاً لدعاة الفوضى والعنف والتخريب.. وكيف نريد أن يكون القادم أجمل وأعز وهناك من يسعى ويحاول جر تعز وأبنائها المسالمين المسكونين بالحب والتسامح والوسطية والإخاء إلى مغبة الفتن وأتون الصراعات والمواجهات والصدامات التي لا تهدأ أو تنام؟.
يا أبناء تعز الشرفاء: إن تعز ارتبط اسمها بالأمن والاستقرار كمتلازمة لحياة أبنائها المسكونون بروح الحب والسلام.. وهم اليوم أكثر علماً ووعياً وأكثر استيعاباً لكل الدعوات الرامية إلى إيقاظ الفتنة الملعونة وإيقاد فتيل خراب يُراد له أن يلتهم بنيرانه الحمقاء عاصمة الثقافة وحاضنة الذكاء والدهاء اليمني الأصيل.
إن أبناء تعز يعلنونها اليوم وبكل ثقة وإيمان وقوة: لا للعنف والفوضى والتخريب.. نعم للأمن والاستقرار.. لا لإثارة الفتن وإشعال الحرائق.. نعم للمحبة والوسطية والسلام.. لا لدعاة الهدم والتخريب.. نعم لدعاة البناء والنماء.. ونعم للحوار.. نعم للحوار.. نعم للحوار.. {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}.