إفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي و سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي .. صباح اليوم أعمال " منتدى الإعلام العربي " في دورته العاشرة الذي ينظمه نادي دبي للصحافة التابع للمكتب الإعلامي في حكومة دبي وذلك على مدى يومين. والقت مريم بنت فهد المديرة التنفيذية لنادي دبي للصحافة كلمة في الجلسة الإفتتاحية أعربت فيها باسم الصحفيين والإعلاميين العرب عن الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على رعايته الكريمة لأعمال المنتدى وللإعلام والإعلاميين في الوطن العربي عموما .. ورحبت بالمشاركين في أعمال المنتدى الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام والصحافة العربية في العالم العربي وفي المهجر. والقى بعد ذلك معالي الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة المصري كلمة حيا خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم و نقل من خلالها لسموه والمشاركين في المنتدي تحيات دولة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري الذي كان من المقرر حضوره المنتدى. وأشاد الوزير المصري بجهود نادي دبي للصحافة الذي يواصل منذ عقد من الزمن تنظيم هذا الملتقي على أرض دولة الإمارات وفي رحاب مدينة دبي..منوها بالحرية و حرية الرأي التي يتمتع بها الإعلاميون والصحافة والإعلام في دولة الإمارات. كما أشار في كلمته إلى دور الإعلام وأهميته في مسيرة التغيير والإصلاح التي تشهدها المنطقة العربية في هذا العصر. ثم شاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والحضور فيلما وثائقيا حول مسيرة " جائزة الصحافة العربية " و" منتدى الإعلام العربي " ودورهما في تفعيل دور ورسالة الإعلام العربي. وقد حضر الجلسة الإفتتاحية .. سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات و سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم و معالي حميد محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم ومعالي محمد إبراهيم الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي وسعادة أحمد عبدالله الشيخ مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي إلى جانب عدد من القيادات الصحفية والإعلامية في الدولة. وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والحضور جانبا من الجلسة الحوارية الأولى في المنتدى والتي شارك فيها معالي الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة المصري وتحدث فيها عن الأوضاع الراهنة في جمهورية مصر العربية في ضوء ما تمخضت عنه ثورة شباب مصر من تغيير على مختلف الصعد . وأعرب سموه في ختام الجلسة عن سعادته بلقاء هذا الجمع الطيب من القيادات الصحفية والإعلامية والإعلاميين العرب معتبرا سموه الملتقى فرصة للتلاقي بين زملاء المهنة لتبادل الرأي والتشاور والخروج بأفكار وتصورات بناءة تسهم في تطوير المشهد الإعلامي على الساحة العربية بحيث يصب في خدمة قضايانا الوطنية والقومية في مختلف ميادين الحياة. ودعا الإعلاميين العرب والصحفيين إلى التمسك بمبادئ أخلاق المهنة والعمل بجد وإخلاص في سبيل المصالح القومية العليا وخدمة شعوب المنطقة العربية وبناء جسور للتواصل الحضاري والإنساني والثقافي مع مختلف شعوب وحضارات العالم من أجل ترسيخ مفهوم التعايش والحوار والسلام العالمي. هذا وقد عددا من الجلسات الحوارية خلال اليوم الاول من فعاليات منتدى الاعلام العربي العاشر بدبي حيث شهدت الجلسة الحوارية "صورة العربي بعد ثورات الجماهير" التي انعقدت خلال الدورة العاشرة من منتدى الإعلام العربية بدبي، نقاشات هامة وفاعلة حول الصورة الجديدة التي تكونت لدى الغرب والإعلام الغربي حول الفرد والمجتمعات في العالم العربي. وناقش المتحدثون في الجلسة التغييرات التي طرأت على صورة الإنسان العربي في وسائل الاتصال الغربية عقب التطورات السياسية الاجتماعية الأخيرة في الوطن العربي. فبعد أن كان ينظر إلى الفرد العربي على أنه مثال للعنف والتخلف وهضم حقوق المرأة، بدأ الغرب يرسم صورة أفضل تظهر أن الفرد العربي يسعى إلى ذات التطلعات والاحتياجات التي يناضل من أجلها نظراؤه حول العالم، مع امتلاكه قدرة حقيقية على إحدث التغيير من خلال المطالبة بالحرية والحقوق المشروعة. تولى إدارة الجلسة، الإعلامية في قناة "العربية" نجوى قاسم، وتحدث فيها كل من، مأمون صبيح، مدير عام أبكو العالمية في المنطقة العربية؛ والبروفيسور فيليب سيب، بروفيسور الصحافة والدبلوماسية العامة في جامعة كاليفورنيا الجنوبية؛ والإعلامية أوكتافيا نصر مؤسسة شركة "بردج ميديا كونسلتنت" في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والكاتبة فرح أتاسي، رئيسة المركز العربي الأمريكي للترجمة والبحوث والاتصالات؛ والصحافي المستقل جوي لوريا من الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ والإعلامي عبد الله بوزكورت من صحيفة "زمان تودي" التركية. وقد استهلت الجلسة بالكشف عن نتائج دراسة حديثة أجرتها "أبكو إنسايتس"، ذراع أبحاث الرأي في شركة أبكو العالمية لاستشارات الاتصالات والعلاقات العامة. ووجدت الدراسة، التي حملت عنوان "ربيع عربي: تصورات وآراء قادة الرأي في الغرب"، أن نحو ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع يرون أن الأحداث الأخيرة قد جعلت العرب أكثر قرباً من المجتمع العالمي، كما أعرب المشاركون في الدراسة عن تفاؤلهم حيال مستقبل العالم العربي في ضوء الأحداث الأخيرة. وتظهر الدراسة، التي قدمها مأمون صبيح، أن وسائل الإعلام العربية حققت نجاحات واضحة مع قادة الرأي العام الغربي، وأنها تلعب دوراً فاعلاً في صياغة تصورات إيجابية حول الأحداث الجارية في الشرق الأوسط. وأوضحت أن الغالبية العظمى من الذين شملهم الاستطلاع ينظرون بشكل إيجابي إلى المجتمعات والمواطنين العرب كنتيجة للثورات والانتفاضات التي تشهدها المنطقة. وقال مأمون صبيح، مدير عام أبكو العالمية في المنطقة العربية: "تعد هذه الدراسة الأولى التي تسلط الضوء على تأثير الأحداث التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط على آراء قادة الرأي في العالم الغربي. وتشير الدراسة إلى أنه في حين قد يكون هناك قلق حول من سيتولى السلطة في المرحلة القادمة، فإن الغرب ينظر بشكل إيجابي ومتفائل إلى الأحداث الجارية في المنطقة. وإن هذه الأحداث تعزز إلى حد بعيد النظرية القائلة بأن العرب باتوا يحتلون مكانة متنامية في المجتمع العالمي". وناقشت الدراسة احتمال أن تشكل هذه الثورات أحداثاً مؤقتة وألا تعبر عن أن العالم العربي تغلب على الصورة النمطية التي لطالما ارتبطت به. كما قدمت الدراسة تحليلاً للدور الذي قامت به وسائل الإعلام الغربية في تغطية التطورات الأخيرة في العالم العربي. من جانبه، قال جوي لوريا: "تظهر هذه الدراسة أن العرب قادرون على إحداث تغيير حقيقي في الصورة النمطية السائدة عن العالم العربي. فالثورات التي عمت الشوارع كانت تضم الرجال والنساء الذين تكاتفوا معاً لوضع حد للأنظمة الحاكمة في بلدانهم"، وأضاف أن "في حين لم يسمح لوسائل الإعلام بتغطية الأحداث في بلدان مثل سوريا، فإن تواجدها على ساحات الثورات بين الشعوب أسهم بشكل كبير في الحد من سفك الدماء". وأشارت أوكتافيا نصر خلال مداخلتها إلى أن الرأي العام الغربي قد تغير تجاه العالم العربي، وأضافت: "لقد أخذت هذه الدراسة في اعتبارها آراء بعض من الشخصيات الهامة والدبلوماسية التي لا تزال مترددة وغير واضحة في نظرتها إلى ما يجري في العالم العربي، كما أن محور تركيز الدراسة كان دور الإعلام العربي في الثورات العربية، على الرغم من أن الفضل في قيام هذه الثورات يعود إلى الشعوب نفسها. وعليه، لا بد أولاً من التركيز على الشعوب لأنها هي من رسم الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام". من جانبها، أوضحت فرح الأتاسي أن الإعلام العربي لا يزال مقصراً في إيصال المعلومات الكافية والصورة الواضحة عن العالم العربي إلى الغرب، مضيفة أنه: "عندما ضرب تسونامي الثورات العربية المنطقة، بدأت تتشكل لدى الغرب صورة مختلفة وجديدة تماماً عن العالم العربي، فبعد أن كان ينظر إلى المجتمعات العربية على أنها مجتمعات استهلاكية، أصبح الغرب ينظر إليها كمجتمعات قوية قادرة على أن تصنع ثوراتها وديموقراطيتها بيدها، وفي ضوء ذلك، تكون مفهوم جديد عن الفرد العربي الحضاري الذي يدافع عن حقوقه سلمياً". وأضحت الأتاسي أن ما يجري من أحدث في المنطقة جعلت الإعلام الغربي يسعى إلى استقطاب وتوظيف خبراء عرب، وأصبح يفرد مساحات أكبر للقضايا والشأن العربي. وتابعت الأتاسي قائلة: "يجب على العرب بعد أن ينجزوا ترتيب بيتهم الداخلي، أن يعيدوا النظر في علاقتهم بالغرب الذي لم يعرف عنه سابقاً سوى ازدواجية المعايير في التعامل معهم. وأعرب فيليب سيب عن عدم قناعته بالدراسات التي توصل وتشرح الواقع المعقد للدول والمجتمعات من خلال الأرقام التي تستقيها من شخصيات ليست على علاقة مباشرة بالعالم العربي، مؤكداً على أن ما يهم بالنسبة للشعوب هو الجانب العملي وما ستؤول إليه الأمور في بلدانها على أرض الواقع، وليس آراء بعض الشخصيات الهامة أو الدبلوماسية التي تعيش في الغرب. وفي نفس السياق، أكدت أوكتافيا على أن الآن التحدي يكمن في المستقبل، فالربيع العربي لم ينتهي بعد، والامر الآن يعود إلى القادة الجدد الذين يتعين عليهم أن يرسموا ويحددوا أسلوب تعاملهم وتعاطيهم مع الغرب. فإن لم يكن هناك من يقود هذه الشعوب ويواصل مسيرتها بنزاهة وإخلاص، فسوف تتكون لدى الغرب صورة سلبية عن هذه الثورات ويسود الاعتقاد بأنها لم تكن سوى فورة وانطفأت دون تحقيق النتائج المنشودة. كما تناولت جلسة حوارية أخرى " نافذة جديدة تهب منها عواصف التغيير" التي انعقدت اليوم ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي دور وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأحداث والثورات التي تشهدها المنطقة. أدارت الجلسة الإعلامية ليلى الشايب من قناة الجزيرة الفضائية وتحدث فيها كل من المدونة الليبية ليلى الهوني والكاتب والإعلامي الإماراتي سلطان القاسمي والمدون التونسي زياد الهاني وشادي حامد مدير أبحاث معهد "بروكينجز" في قطر والمراسلة والمستشارة الإعلامية الدولية لمياء راضي. وركزت الجلسة على أهمية مواقع التواصل الإجتماعي كأهم روافد الإعلام الى جانب المحطات الفضائية كما سلطت الضوء على تغيير صورة الشباب إذ حولته هذه المواقع من شباب كان يوصف بالسطحية في السابق الى شباب فاعل ومتفاعل وقد بدى ذلك واضحا خلال الثورات في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا وذلك بعد ان شعر الشباب بأنه أصبح مناضلا يتوق إلى الحرية وخير من يدرك قيمتها ويسعى للحصول عليها. وشكرت ليلى الهوني الجهود الكبيرة التي يبذلها منتدى الإعلام العربي لبناء منصة إعلامية فاعلة تساهم في الارتقاء بالقطاع الإعلامي في العالم العربي. وقال سلطان القاسمي أن عدد مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي قد تضاعف مع بداية الثورات في العالم العربي بحيث يمكن تأريخها من خلال أرشفة الأحداث التي لعبت مواقع التواصل الإجتماعي الدور الأبرز في نقلها الى شريحة أكبر من المجتمعات العربية والعالمية. وأضاف القاسمي " كما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الفترة في نشر اللهجات العربية عبر الدول العربية والمعرفة الجغرافية بأصغر المدن والمناطق في الوطن العربي ". وعلق زياد الهاني بقوله ان تونس قدمت للوطن العربي تجربة فريدة ومتميزة إذ أن ما حدث كان استثنائيا ذلك ان الثورة ولأول مرة في العالم العربي لم تكن ثورة لأجل الشعب بل ثورة شعب. وأضاف أن من العوامل الرئيسية التي تشير الى عكس مواقع التواصل الإجتماعي للواقع التونسي هو استثمار الحكومة التونسية في قطاع التعليم حيث أتى هذا الإستثمار أكله لتجيئ الثورة وتؤكد أهمية استثمار الإنسان في التعليم والتي من خلاله تعتبر نسبة التونسيين الذين يستخدمون مواقع التواصل الإجتماعي هي الشريحة الأكبر على مستوى الدول العربية. وقد أثارت الجلسة تساؤلات حول مستقبل مواقع التواصل الإجتماعي ودورها في ما بعد ثورات الدول العربية وظاهرة منافسة الحكومات العربية للشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأعرب شادي حامد عن تخوفه من اختلاف جمهور مواقع التواصل الإجتماعي عن جمهور الواقع الذي نزل الى الشارع . كما ناقشت الجلسة الانتفاضات الرقمية الأخيرة التي أنهت الجدل الدائر حول قدرة الناس على التفاعل معاً في الفضاء الافتراضي ربما أكثر من عالمهم الواقعي في ظل الزيادة الكبيرة لعدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وبالتالي زيادة عدد رواد الإعلام الجديد ليضم في صفوفه أناساً من مختلف شرائح وطبقات المجتمع. هذا وتعقد الدورة العاشرة تحت شعار "الإعلام العربي وعواصف التغيير" بحضور نخبة من أعلام الصحافة في الوطن العربي والعالم والقيادات السياسية والفكرية وعدد كبير من رؤساء تحرير الصحف وكتاب الأعمدة ومدراء القنوات التلفزيوينة والإذاعات والمراسلين ومقدمي البرامج والمحررين والمنتجين ومختلف العاملين في قطاع الإعلام بكافة مكوناته والأكاديمين والباحثين والطلبة. وتناولت الجلسة الرئيسية الثانية لمنتدى الإعلام العربي الذي انطلقت اعماله اليوم, والتي حملت عنوان "نهاية عصر السرية ..مصدر مفتوح .. معلومة ملغومة ... من يدفع الثمن"، حمى تسريبات موقع "ويكليكس" التي تم تداولها على نطاق واسع وشغلت الرأي العام ومدى مصداقية الموقع كمصدر إعلامي مفتوح، حيث حظيت المنطقة العربية بنصيب هام من المعلومات التي تم نشرها. وأدار الجلسة الدكتور كما عقدت ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمنتدى الاعلام العربي عددا من ورشة عمل ناقشت المحتوى الإعلامي العربي. حيث ناقشت ورشة عمل "المحتوى الإعلامي العربي .. أشد قربا .. أكثر تفاعلاً" التي انعقدت في إطار فعاليات اليوم الأول من الدورة العاشرة لمنتدى الإعلام العربي الذي يعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في فندق جراند حياة بدبي التوجهات الجديدة لصناعة المحتوى الإعلامي من حيث بروز مفاهيم مثل إعلام القرب والإعلام الاجتماعي التي تشكل حالياً تهديداً لوسائل الإعلام التقليدية. وأدار الورشة سحر الميزاري الإعلامية في تلفزيون دبي مؤسسة دبي للإعلام .. كما ضمت قائمة المتحدثين كلاً من جورجيو أنجانيا المدير التنفيذي المبادرات الإعلامية جامعة زايد وروان الضامن منتجة ومخرجة برامج قناة الجزيرة وساجد العبدلي الكاتب في صحيفة "الجريدة" دولة الكويت وفيصل عباس مدون صحيفة ذي هافينغتون بوست ووائل عتيلي شريك مؤسس ومدير الاستراتيجيات الإبداعية شبكة خرابيش. وركزت الورشة على دور وسائل التواصل الاجتماعية التي لعبت دور وكالات الأنباء والإعلام الكلاسيكي في نقل المعلومات فقد باتت الصورة مستخدمة بكثافة ليختلف إعلام اليوم تماماً عن إعلام الأمس مثل الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية ..كما تناولت موثوقية المضمون المعتمد والموثق الذي يجري تناوله في ظل الثورة الإعلامية الجديدة. وقالت روان الضامن " ليس لدينا إعلام قرب عربي حيث أننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة فالمثال الكلاسيكي لإعلام القرب هو الإعلام الأمريكي فكل ولاية لها أخبارها المحلية بعيداً عن البقية ويجب على إعلام القرب أن يعكس نبض الشارع وعلى الصعيد العربي لم تهتم القنوات العربية بالشأن المحلي في حين كانت القنوات المحلية تغيب المشاكل التي تعني المواطن" . أما ساجد العبدلي فقد قدم تعريفاً أكاديميا لإعلام القرب.. وقال ان إعلام القرب هو كل إعلام يهتم بشؤون فئة أو شريحة أو تخصص معين لذلك لا يسمى الإعلام الاجتماعي بإعلام القرب بل إعلام الفرد حيث أصبح الفرد يحدد اهتمامه عبر ما ينشر بناء على احتياجاته. ولخص وائل عتيلي مشهد الإعلامي الجديد.. وقال ان أهم قنوات إعلامية حالية هي "يوتيوب وفيس بوك وتوتير" الأمر الذي يؤكد على تغيير التوجهات الإعلامية حيث يتم تسجيل مليون مستخدم و150 مليون مشاهدة يومياً من المنطقة العربية.. كما أن المواضيع السياسية والإخبارية هي الأكثر جاذبية من حيث الاستهلاك كما تعد السعودية والإماراتوالكويت من أكثر الدول على مستوى العالم استهلاكاً لمقاطع الفيديو. وانضم خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير مليون مشترك إلى موقع فيس بوك في مصر وخلال الثورة التونسية كان هناك 2 مليون مشترك على الفيس بوك لذا فقد أصبحت هذه المواقع مصادر معلوماتية هامة على مستوى جميع الشرائح الإجتماعية وعليه فإن التوجه نحو إعلام القرب وقدرة الفرد على صنع إعلامه في مواجهة جدران من التحديات في وسائل الإعلام التقليدية التي فرضت بناء صناعة إعلام على مواقع تتيح مساحة الحرية. الغبرا الكاتب وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، وتحدث فيها كل من مات بوستروم مدير أبكو أون لاين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا, والباحث والأكاديمي الجزائري حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والابحاث حول العالم العربي والمتوسط، والكاتب والمحلل السياسي الأمريكي واين مادسين, والكاتب والمحلل السياسي ورئيس قسم العدل في صحيفة الأخبار اللبنانية الدكتور عمر نشابة, وسيلفي كوفمان رئيسة تحرير صحيفة اللوموند الفرنسية. وتحدثت كوفمان عن تجربة صحيفة اللوموند في نشر وثائق ويكليكس وقالت انها نشرت وثائق تتعلق بالقوات الأمريكية في حرب العراق، وبرقيات تعود لوزارة الخارجية وأخرى حول معتقل لافتة الى مراعاة عدم ذكر اسم أي شخص قد يتعرض للخطر جراء ذلك. من جانبه اكد حسني عبيدي في مداخلته أهمية انعقاد منتدى الإعلام العربي في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها المنطقة وقال أن من المهم تقييم أداء الإعلام لان غير التقليدي منه يمثل معطى جديدا في المشهد الحالي. واضاف ان تسريبات موقع ويكليكس ساهمت في وضع حد لما يسمى بالإفلات من العقاب، في قضايا مثل حرب أفغانستان وحرب العراق وذلك وفقاً لمنظمة العفو الدولية وان الموقع قدم معلومات حول المنطقة العربية، عجزت الوسائل الإعلامية الاخرى عن تقديمها وأنطوت على تأثير إعلامي صاعق معتبرا ان أهمية ويكليكس تنبع من كونه مصدرا مفتوحا برز في مرحلة كساد إعلامي. ونوه مات بوستروم في مداخلته إلى أهمية تقصي صحة المعلومات الواردة وقال: "أعتقد بوجود تحول في الطريقة التي يحصل بها الناس على المعلومات، حيث إن ويكيليكس ليس مصدرا تقليديا بل هو بمثابة وسيط ووسيلة مختلفة عن المصادر التي تعاملنا معها في السابق ويجدر بوسائل الإعلام تقصي صلاحية المعلومات الواردة حول الجرائم وغيرها". وتطرق عمر نشابة إلى محور المسؤولية في العمل الصحفي وقال أنه لا بد من مراعاة المهنية في نقل الأخبار، مشيرا الى ان التطور التكنولوجي أتاح توفر المعلومات وان المهم هو استخدامها بشكل صحيح سعياً للوصول إلى الشفافية المطلوبة. وقال ان البرقيات التي تم تسريبها عبر "ويكليكس" تنطوي على شقين يجب أخذهما بعين الإعتبار، الأول يتعلق باللغة المستخدمة، والثاني مسألة الترجمة مشيرا الى ان غياب الدقة قد يرجع إلى عملية التعريب والترجمة المتكررة الامر الذي يتطلب التدقيق والبحث في معاني التعابير من الناحية الثقافية ومن الوجهة اللغوية البحتة. وأشار إلى أن غياب المساءلة ودور وسائل الإعلام، قد يحول الدور الهام جداً لهذه البرقيات إلى مجرد فضائح ووسائل تسلية وترفيه، ويتجاهل حق الجمهور في أن يعرف ما تتداوله الشخصيات العامة في بلاده مع المسؤولين في السفارات الأجنبية. وعقدت ورشة عمل اخرى سلطت الضوء على مظاهر التحول في المحتوى الإعلامي الأردني في محاولة لإلقاء نظرة استشرافية على مستقبل الإعلام الأردني من خلال تحليل الواقع الحالي للمشهد المحلي الأردني والاستفادة من تاريخه القريب وكذلك التعرف على أبرز التحديات القائمة من وجهة نظر القائمين عليه. أدار الورشة الإعلامية نورا القواسمي من التلفزيون الأردني وتحدث فيها كل من رمضان الرواشدة مدير عام وكالة الأنباء الأردنية "بترا " وسمير الحياري رئيس تحرير موقع "عمون" الإلكتروني والكاتب عبدالهادي راجي المجالي من صحيفة الرأي اضافة الى الاعلامي باسم سكجها الذي أكد في كلمته أن هامش الحرية الذي يحظى به الإعلام الإلكتروني أعاد عددا من الكوادر الإعلامية إلى أرض الوطن بعد أن هجرها نهج العطايا والحصار الذي فرضته الدولة. فيما وصف الكاتب عبد الهادي راجي المجالي أزمة الإعلام في الأردن بأنها ليست أزمة مهنة وأن مفهوم سقف الحريات لايمكن أن يقف عائقا في الوقت الحالي أمام الصحفي الجيد فهو دائما يستطيع أن يصنع سقف حريته بنفسه عبر الإعلام الإلكتروني فيما تحدث سمير الحياري واصفاً الصحافة الإلكترونية في الأردن بالناشئة والحديثة ولكنها مازالت تخضع لبعض الرقابة الحكومية . ويخصص المنتدى ورش العمل في كل عام لمناقشة بعض القضايا والظواهر المتخصصة بالإضافة إلى إفراده ورشة سنوية لتحليل المشهد الإعلامي في إحدى الدول العربية بينما تفرد الجلسات الرئيسية لمناقشة القضايا العامة والمحاور الشمولية والتي سيكشف النادي عن تفاصيلها في وسائل الإعلام تباعا حتى بداية شهر مايو القادم . وتسلط جلسات هذه الدورة الضوء على الجانب الإعلامي المرافق للتحولات السياسية والاجتماعية التاريخية التي يشهدها الوطن العربي في الآونة الأخيرة لتقديم صورة دقيقة وشاملة تعكس الواقع الإعلامي العربي وأبرز تحركاته وتغييراته مع السعي لاستشراف مستقبل الصناعة. وعقد ورشة اخرى بعنوان "عيادات الهواء الطبية" والتي أصبحت ظاهرة الفتاوى الطبية التي تنتشر عبر العديد من وسائل الإعلام تشكل قضية شائكة خاصة وأنها ترتبط بصحة المجتمعات بشكل عام .. وبالرغم من أنه قد يكون هناك إيجابيات كثيرة لمثل هذه البرامج إلا أنه في الوقت نفسه هناك العديد من الممارسات السلبية التي لا بد من الإشارة إليها وتسليط الضوء على مدى خطورتها وفقاً للدكتور أمين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص بدولة الإمارات. جاء ذلك خلال ورش العمل "عيادات الهواء الطبية" التي أقيمت في اليوم الأول من فعاليات الدورة العاشرة لمنتدى الإعلام العربي الذي يعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يومي 17 و 18 مايو الحالي بحضور نخبة من الإعلاميين من مختلف أرجاء الوطن العربي والعالم. وركزت ورشة العمل على السيل المتزايد من الفتاوى الصحية التي يقدمها عدد من الأطباء عبر بعض الوسائل الإعلامية وناقشت تأثير مثل هذه الفتاوى المجانية التي تبث على الهواء مباشرة وعواقبها الخطيرة على صحة المتصلين. ولفت الدكتور الأميري إلى وجود العديد من التجاوزات في هذه البرامج وخصوصا في مجال الطب التكميلي أو طب الأعشاب الذي أضحى يشكل خطراً حقيقياً على صحة الناس ما لم يتم تدارك مثل هذه الممارسات. وأوضح أنه في حين تحتاج هذه المسألة إلى المزيد من التركيز والاهتمام من وزارات الصحة في الدول العربية كانت دولة الإمارات من أوائل الدول في العالم العربي التي بادرت إلى إصدار قوانين ناظمة للبرامج والإعلانات الطبية. وأدار الجلسة الدكتور علي سنجل مقدم برنامج "فيتامين" على تلفزيون دبي وتحدث فيها كل من الدكتور أمين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص بدولة الإمارات والدكتور حامد صالح الأستاذ المشارك بكلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز وجينا فلد رئيسة قسم الإتصال في جامعة هارفرد الطبية بالولاياتالمتحدةالأمريكية وصقر المعلا نائب المدير ورئيس قسم الجراحة التجميلية في مستشفى القاسمي. وسلطت الجلسة الضوء على قيام بعض الأطباء بوصف الدواء أو العلاج بعد مكالمة هاتفية لمريض تمتد لبضع دقائق ولم يقتصر الأمر على ذلك بل امتد ليشمل مجال التداوي بالأعشاب وبرغم أن هذه الخدمات تقدم ضمن برامج إعلامية دولية إلا أن بعض الاستثناءات اضطرت نقابة الأطباء في دول عربية لمقاضاة فضائيات تقدم فتاوي طبية وصفت بأنها تهدد صحة الناس. من جهته توجه الدكتور حامد في كلمته خلال الورشة بالشكر إلى إدارة المنتدى على توفير الفرصة للتحدث عن هذا الموضوع الهام والشائك ..موضحا أن الأخلاق الطبية تعتبر جزءاً أساسياً من الأخلاقيات العامة التي تتبناها جميع الهيئات الطبية والصحية وطالما تم التأكيد عليها عبر جميع الأديان والثقافات. ولفت الدكتور حامد إلى القيم الأساسية الست التي تقوم عليها العلاقة بين الطبيب والمريض وهي الاستقلال الذاتي في اختيار الطبيب والمعاملة الحسنة للمريض وعدم الإيذاء والعدالة في تقديم وتوزيع العلاجات دون تمييز وحفظ الكرامة والصدق والأمانة مع المرضى. وطرحت الجلسة بعض التساؤلات حول فلسفة وجوهر الخدمات الطبية على الهواء ومكانها في المسؤولية الملقاة على كاهل وسائل الإعلام في توعية المشاهدين وكذلك المعايير والمحددات التي يبنغي مراعاتها قبل بث هذا النوع من البرامج. واتفق المتحدون في الجلسة على أن هذه الموجة تأتي ضمن استراتيجية تسويقية ترمي إلى زيادة عدد المشاهدين دون الاكتراث حقاً بصحة المشاهد والأخطار الناجمة عن المعلومة الخاطئة. الغرب يعتقد بأن " ربيع العرب " سيحدث تحولا كبيرا حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها " أبكو إنسايتس " - ذراع أبحاث الرأي في شركة أبكو العالمية لاستشارات الاتصالات والعلاقات العامة - أن قادة الرأي العام الغربي يعتقدون أن ربيع الثورات العربية سيحدث تحولاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط بالتزامن مع تغيير حقيقي في السياسات والمجتمعات العربية. ووجدت الدراسة التي قدمت خلال الدورة العاشرة من منتدى الإعلام العربي الذي يقام في فندق جراند حياة بدبي أن نحو ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع يرون أن الأحداث الأخيرة قد جعلت العرب أكثر قرباً من المجتمع العالمي ..وأعرب المشاركون في الدراسة عن تفاؤلهم حيال مستقبل العالم العربي في ضوء الأحداث الأخيرة. وتظهر الدراسة التي حملت عنوان " ربيع عربي: تصورات وآراء قادة الرأي في الغرب " أن وسائل الاعلام العربية حققت نجاحات واضحة مع قادة الرأي العام الغربي وأنها تلعب دورا فاعلا في صياغة تصورات إيجابية حول الأحداث الجارية في الشرق الأوسط وأوضحت أن الغالبية العظمى من الذين شملهم الاستطلاع ينظرون بشكل إيجابي إلى المجتمعات والمواطنين العرب كنتيجة للثورات والانتفاضات التي تشهدها المنطقة. وقال مأمون صبيح مدير عام أبكو العالمية في المنطقة العربية " تعد هذه الدراسة الأولى التي تسلط الضوء على تأثير الأحداث التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط على آراء قادة الرأي في العالم الغربي " . وأوضحت الدراسة أنه في حين قد يكون هناك قلق حول من سيتولى السلطة في المرحلة القادمة فإن الغرب ينظر بشكل إيجابي ومتفائل إلى الأحداث الجارية في المنطقة وإن هذه الأحداث تعزز إلى حد بعيد النظرية القائلة بأن العرب باتوا يحتلون مكانة متنامية في المجتمع العالمي. ومن النتائج الرئيسية التي خلصت إليها الدراسة ان هذه الأحداث سيطال تأثيرها كامل المنطقة وسيغير من وجهها وسيكون المعيار الرئيسي للقياس هو مقدار التقدم الذي سيتم تحقيقه فيما يتعلق بالقيم الديموقراطية وستقود مصر عملية التغيير على مستوى المنطقة الى جانب وجود مخاوف بشأن الاستثمارات الأجنبية في البلدان التي تشهد تغييرات بينما يساعد الإعلام العربي على نقل ما يجري للغرب ومن المتوقع أن يتميز بالمزيد من الإنفتاح والحرية ..كما سيحظى العرب بنظرة أكثر ايجابية وتعزى التطورات الأخيرات إلى مطالبهم بحقوقهم وتطلعاتهم بينما يرتبط التفاؤل حول مستقبل العالم العربي بطبيعة الحكومات التي ستنشأ في المستقبل. وتقول الدراسة انه وفي حين يرصد قادة الرأي في العالم الغربي الأحداث الجارية في تونس وسوريا واليمن والبحرين عن كثب الا أن مصر ستعد المفتاح الرئيسي لمستقبل العلاقة بين الشرق الأوسط مع الغرب ورأى 40 بالمائة من المشاركين في الدراسة عدم وجود تغيير مستقبلي في علاقة مصر مع الغرب أما من يعتقد بوجود تغير فيرى أن العلاقة في المستقبل من الممكن أن تأخذ مناح سلبية أكثر منها ايجابية .. وفي الوقت عينه توقعت نسبة 42 بالمائة من المشاركين أن تنطوي الثورة المصرية على تأثيرات سلبية على عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية. كما أشار حوالي نصف 47 بالمائة المشاركين في الدراسة إلى أن الأحداث الأخيرة ستؤثر بشكل سلبي على الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلدان التي تشهد التغيير. يذكر أن الدراسة استندت على عينة مثلت قادة الرأي في الولاياتالمتحدة وأوروبا بما في ذلك مسؤولين حكوميين أو سابقين ودبلوماسيين وقادة المنظمات غير الحكومية وممثلين عن وسائل الإعلام والقانونيين والمفكرين والإعلاميين والمؤسسات الحقوقية ومراكز البحوث ومجموعات التأييد والضغط.