انتخب حزب المؤتمر الهندي اليوم السبت سونيا غاندي الايطالية المولد زعيمة لنّواب الحزب في البرلمان مما يعني فعليا انها ستتولى رئاسة الحكومة في الهند التي تعد اضخم ديمقراطية في العالم، وأخذ نوّاب حزب المؤتمر ممن انتخبوا حديثا يدقون الطاولات في القاعة المركزية بالبرلمان عند اعلان انتخاب غاندي بالاجماع زعيمة للكتلة البرلمانية للحزب ولم تحضر غاندي الجلسة، وجاء ذلك في الوقت الذي يحشد الشيوعيون صفوفهم لبحث ما اذا كانوا سينضمون للحكومة الجديدة، وستحتاج الاحزاب اليسارية التي تحتفظ باكثر من 60 مقعدا من اجمالي مقاعد البرلمان المؤلف من 454 مقعدا والتي تدعم تولي غاندي رئاسة الحكومة الى ثلاثة ايام لتقرير ما اذ كانت ستنضم الى الحكومة الجديدة او انها ستدعمها من خارج الائتلاف الرسمي. وستقوم تلك الاحزاب ايضا بوضع التفاصيل النهائية للسياسات الاقتصادية التي تود ان تتبناها الحكومة الجديدة واقصت غاندي القوميين الهندوس قبل ايام بعدما انزلت بهم هزيمة مذهلة فاجأت الجميع بما في ذلك حزب المؤتمر نفسه الا انها لم تتمكن من تحقيق اغلبية كبيرة تجعلها في غنى عن الاستعانة بشركاء جدد لحكم البلاد. واثارت حصة الاحزاب اليسارية التي يقودها الحزب الشيوعي الهندي التي تزيد عن 30 مقعدا قلق الاسواق بشان مستقبل سياسات الخصخصة والاصلاحات الاقتصادية الاخرى في ثالث اضخم اقتصاد اسيوي، وتراجعت اسعار الاسهم وقيمة الروبية الى ادنى مستوى خلال اشهر يوم أمس الجمعة بعد يوم من تصريحات مثيرة للقلق ادلى بها الزعماء الشيوعيون. الا ان غاندي تعهدت بمواصلة الاصلاحات التي بدأتها قبل اكثر من عقد عندما خرجت بالهند من نطاق السياسات الاقتصادية الاشتراكية والتي كان الائتلاف الحاكم بقيادة بهاراتيا جاناتا واصل العمل بها. ويقول المحللون انهم سيعيدون تخطيط الاصلاحات بحيث تستفيد المناطق الريفية ايضا من هذه الثمار بدلا من ان تظل محصورة في نطاق الطبقات العليا بالمناطق الحضرية.