طالب قادة الدول والحكومات المشاركون في قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في مدينة سرت الليبية، منظمة الأممالمتحدة بمقعدين دائمين للقارة في مجلس الأمن الدولي مع حق النقض (الفيتو). وتبنى القادة الأفارقة مساء الاثنين خلال قمتهم العادية الإعلان ومشروع القرار الذي سيعرضونه على الأممالمتحدة للحصول على مقعدين دائمين مع حق النقض في مجلس الأمن الدولي. وينتظر نشر نص الإعلان ومشروع القرار خلال جلسة رسمية في وقت لاحق اليوم. وكان القادة الأفارقة اتفقوا بشكل جماعي قبيل القمة على اعتماد موقف مشترك للمطالبة بمقعدين دائمين للقارة الأفريقية مع التمتع بحق الفيتو، إضافة إلى خمسة مقاعد غير دائمة العضوية. وفي السياق دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان زعماء الاتحاد الأفريقي لحضور اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك المقررة يوم 13 سبتمبر/أيلول المقبل لمحاولة تحقيق إنجازات فيما يتعلق بالمساعدات وتخفيف الديون والتجارة. كما دعا أنان الاتحاد الأفريقي إلى انتهاز الفرصة للعب دور أكبر في مجلس الأمن الدولي والمشاركة الفعالة في إصلاح الأممالمتحدة. وحث أنان في كلمته أمام قمة سرت، على البت في أمر توسيع المجلس الذي يتكون حاليا من 15 عضوا خمسة منهم فقط لهم مقاعد دائمة. ولم تتم مناقشة توزيع المقعدين في الوقت الذي أعربت فيه ثماني دول ترشيحها لمقعد دائم هي جنوب أفريقيا ونيجيريا وأنغولا ومصر وليبيا وكينيا وغامبيا والسنغال. وتأتي المطالبة الأفريقية في اليوم الأخير من أعمال قمة الاتحاد الأفريقي العادية الخامسة. وقد دعا القادة الذين تعاقبوا في الحديث خلال جلسات أمس قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى إلى تخفيف الديون على دول القارة وإلغائها عن الدول الأكثر فقرا وتوسيع نطاق مساعدات التنمية. وتنعقد قمة سرت قبيل قمة مجموعة الثماني في أسكتلندا يومي غد وبعد غد والتي سيخصص جزء منها لمعالجة مواضيع القارة السمراء. وفي كلمته أمام القمة الأفريقية دعا الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي الرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسانجو الدول الغنية إلى تقديم مساعدات مالية ضخمة لأفريقيا بدلا من الاكتفاء بإبداء التعاطف مع القارة في حربها على الفقر. وأعرب الرئيس النيجيري عن أمله في أن تمد دول مجموعة الثماني خلال قمتها بأسكتلندا المبادرة التي ألغت بها ديون 14 دولة أفريقية لتشمل مزيدا من الدول المدينة. من جانبه أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري في كلمته أمام القمة أن "رياحا تهب اليوم على العالم لمصلحة أفريقيا". لكنه أشار إلى أن الدول الأفريقية تلقت وعودا كثيرة من الشركاء في التنمية خلال العديد من المناسبات دون أن يتم الوفاء بوعد واحد. وفي كلمته الافتتاحية للقمة دعا الزعيم الليبي معمر القذافي القادة الأفارقة إلى الخروج من دوامة الخلافات للنهوض بالقارة، مطالبا الدول الأفريقية بالاعتماد على الذات ورفض المساعدات المشروطة من الغرب. وانضمت الأممالمتحدة ومفوضية الاتحاد الأوروبي إلى جانب الاتحاد الأفريقي في مطالبه بإلغاء ديون الدول الأفريقية الأكثر فقرا. فقد أعلن الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي خوسيه مانويل باروسو أن إلغاء الديون يجب أن يشمل كل الدول الأفريقية. من جهة أخرى أعلن أنان عن إنشاء صندوق خاص لتشجيع الديمقراطية داعيا كل الدول إلى المساهمة فيه. وقال إن "عددا من الدول الأعضاء في الاتحاد أظهرت رغبتها في المساهمة في هذا الصندوق وآمل أن تحذو دول أخرى حذوها".وتصدرت قضايا إلغاء ديون الدول الأكثر فقرا والنزاعات وتمثيل القارة في مجلس الأمن الدولي جدول أعمال قمة سرت التي ناقشت أيضا أكثر من 30 موضوعا تبدأ "بالترقيم الهاتفي الموحد لأفريقيا" وصولا إلى إنشاء مركز بحوث بشأن الإرهاب في الجزائر.