اكدت شخصيات سياسيه وأكاديمي و قانونية في الندوة الخاصة التي نظمتها اليوم بصنعاء دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وصحيفة " 26سبتمبر" تحت عنوان " علي عبدالله صالح " مسيرة نجاح في بناء الدولة" بمناسبة الذكري ال 27 لتولي فخامة الأخ لرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قيادة البلاد . بأن الإنجازات التي تحققت لليمن منذ أن تولى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قيادة مسيرة الوطن.. قد أحدثت نقلة نوعية في البنى التحتية لعملية التنمية وترسيخ دولة النظام والقانون وتطوير علاقات اليمن مع محيطها العربي والإقليمي وكذا على المستوى الدولي . وقد أشاد الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية بمسيرة الإنجازات النوعية التي رافقت سنوات حكم الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبتميز رؤيته القيادية ما مكنه من إحداث الكثير من التحولات في البلاد وصولا إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة . وقال الدكتور الارياني:" إن ترسب كينونة الدولة في ثقافة المجتمع اليمني هي التى مكنت الأخ الرئيس علي عبدالله صالح من تحقيق إنجازات مشهودة غيرت وجه اليمن وجعلت منه زعيما سياسيا متفردا وغير مسبوق كونه جاء إلى الحكم في خضم ظروف وملابسات أحيطت بالكثير من الصعاب" . وأشار إلى المخاض الصعب الذي رافق إعادة إنجاز الوحدة اليمنية والدور الرائد والتاريخي الذي اضطلع به الأخ الرئيس في صناعة هذا الإنجاز وحمايته والحفاظ عليه كحق من حقوق الأمة .. قائلا في هذا الصدد : "لقد نجح زعماء في تاريخ اليمن القديم والحديث في تحقيق الوحدة لكن هذا الإنجاز كان عادة ما يرتبط بطفرة أو إمكانيات وقتية بزوالها تزول الوحدة, إلا أن الفريد والمتفرد منذ ان تولى الرئيس علي عبدالله صالح قيادة البلاد, هو أن العصر لم يكن عصر "شمر يهرعش" أو المظفر وكان هناك قوى متعددة لا تريد لوحدة اليمن أن تقوم ". وأستعرض الدكتور عبدالكريم الارياني مآثر ومواقف تجلت من خلالها حكمة القائد وحنكته في إدارة دفة الدولة .. مشيرا إلى أن الرئيس علي عبد الله صالح تميز وما يزال بسعة الأفق ونفاذ البصيرة والقدرة على مواجهة التحديات والخطوب بالكثير من الحكمة والرزانة السياسية . وفي الندوة قدم اللواء ركن علي محمد صلاح نائب رئيس هيئة الأركان لشئون العمليات نبذة عن ملامح النشأة العسكرية والاجتماعية لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح والصفات التي أتسمت بها شخصيته وكذا سلوكياته وتعاملاته مع الآخرين, قائلا :" لقد نشأ كضابط عادي أتسم بالتواضع وكان مميزا ومعروفا بين زملائه بالوفاء والصدق واتسمت شخصيته بخصال حميدة كالإيثار ونزوعه صوب رعاية الآخرين وتقديم المساعدة لمن يحتاجها " . وكشف اللواء صلاح عن محطات تبلور فكرة طرح الميثاق الوطني في فكر الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ليكون بمثابة السياج الآمن للأمة وذلك قبل توليه منصب الرئاسة منذ كان ضابطا في سلك القوات المسلحة بقوله " كان الضابط علي عبدالله صالح يطرح فكرة الميثاق قبل تولية قيادة الوطن, ودائما يقول يجب أن يكون لهذه الأمة ميثاق ينظم حياتها وتعاملاتها ". وأشار إلى أن من أبرز القضايا التي عني بها الأخ الرئيس منذ توليه قيادة البلاد هي إيجاد أسس الدولة وبسط نفوذها وسيادتها على كافة ربوع الأرض اليمنية.. مستشهدا بالجهود الأمنية التي بذلت لتأمين أعمال استثمار النفط وبسط السيادة على كل الأرض اليمنية بما فيها الجزر اليمنية وكذا الطريقة التى تعاطي من خلالها الأخ الرئيس مع تحديات معاصرة كأحداث المناطق الوسطي وفتنة محاولة الانفصال في صيف 1994م . من جانبه تحدث العميد ركن محمد نجاد عن الاهتمام الخاص والكبير الذي أولاه فخامة رئيس الجمهورية منذ توليه قيادة البلاد, لبناء المؤسستين الأمنية والعسكرية وجعلهما صمام آمان للشعب.. مشيرا إلى أن قضية الأمن والاستقرار آخذت جانبا كبيرا في توجهات واهتمامات وجهود القيادة السياسية, وهو ما يمكن استشفافه بوضوح من حرص الأخ الرئيس على نجاح خطة الانتشار الأمني التي تمثل ركيزة أساسية لحفظ الأمن وترسيخ السكينة والاستقرار في كافة أرجاء البلاد . فيما أعتبر الأخ إسماعيل الوزير عضو مجلس الشوري إن أبرز ما يميز شخصية الرئيس علي عبدالله صالح السياسية كرجل دولة إنه لم يأت إلى الحكم على ظهر دبابة وإنما عبر الانتخاب ، مشيرا إلى أن الظروف البالغة الحرج التي رافقت تبوء الأخ الرئيس لقيادة الوطن أسهمت في بلورة شخصية قيادية فذة تهيأت لها كل أسباب الامتداد والاستمرار . وقال:" لقد أنطلق الأخ الرئيس بكل علاقاته بعيدا عن أية دوافع طائفية .. كما كان حريصا على ترسيخ نهج ومبدأ الحوار مع الآخرين كونه السبيل الوحيد في ثقافته الخاصة لبناء المجتمع والدولة الحديثة ". وأضاف قائلا " كما تميز الأخ الرئيس بنزوعه صوب جمع وحشد القوى الوطنية وترسيخ قناعة الحوار حول الطاولة ، وليس عبر السلاح ". وأستعرض الوزير الإنجازات التي تحققت على مدى ال27 عاما الماضية لتطوير القضاء وإصلاحه بدء ً من المؤتمرات القضائية التي كانت تعقد في كافة محافظات الجمهورية والتي كان من شأنها الخروج ب11 قانونا على رأسها قانون الإجراءات الجزائية . وأكد إسماعيل الوزير إن الوصول إلى مرحلة الشرعية الدستورية لم يأت إلا بعد خطوات جادة في بناء الدولة الحديثة وتحقيق الأمن والاستقرار . إلى ذلك اعتبر الدكتور احمد الكبسي نائب رئيس جامعة صنعاء إن اليمن قد وصلت إلى مرحلة من النجاح والتطور والاستقرار بعد أن كانت من أقل الدول استقرارا في المنطقة ، مشيرا إلى أن حنكة القيادة السياسية وإخلاصها في بناء اليمن الحديث قد جعل لها مكانا على الخارطة السياسية في المنطقة . وقال" ان 17 يوليو 1978م يعد البداية الحقيقية للتحول الذي شهدته اليمن ولاتزال منذ ذلك التاريخ " .. منوها بالتقاليد النبيلة التي رسختها ممارسات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في إتاحة مساحة للرأي الآخر واعتماد الحوار وسيلة للتفاهم بين أبناء الوطن الواحد. من جهتها قالت الدكتور وهيبة فارع رئيس جامعة الملكة أروى " إن التحول الذي شهدته اليمن منذ تولي فخامة الأخ الرئيس للرئاسة في العام 1978م ارتكز على الحوار وتطوير المؤسسات التشريعية والقانونية والنهوض بالخدمات العامة وتحقيق الوحدة اليمنية والتعددية ، وكذا تمكين المرأة من المشاركة في صنع القرار السياسي ". وأشارت إلى أن الأخ الرئيس أولى ومنذ تولية قيادة البلاد قضية التعليم جل اهتمامه ،وذلك من خلال متابعته الشخصية لمشاريع التوسع الرأسي والأفقي في بناء المؤسسات التربوية والتعليمية . وقالت" ان إشراك المرأة في تقلد حقيبة وزارية كان خطوة حكيمة ومثلت نموذجا يحتذى به في المنطقة ". واستعرض الأخ السفير عبده علي عبدالرحمن من جانبه الملابسات والظروف العصيبة التي أحاطت بالأخ رئيس الجمهورية منذ تبوأ منصب الرئاسة بقوله" لقد تقلد الرئاسة في ظروف بالغة الصعوبة وبعد مقتل ثلاثة من الرؤساء الذين سبقوه ووسط توتر للعلاقات بين شطري اليمن سابقا ". وأشار إلى أن الأخ الرئيس تمكن من بسط سلطة الدولة واحتواء التمرد وأعمال التخريب في المناطق الوسطى ، كما سعى إلى تنشيط الحوار مع دول الجوار والمحافظة على علاقات خارجية متوازنة مع كتلتي الحرب الباردة ، وأولى جل اهتمامه لبناء المؤسسة العسكرية وجعلها ملكا للشعب . وفيما يتعلق بالتعاطي مع استحقاقات السياسة الخارجية أكد الأخ حسن اللوزي عضو مجلس الشورى ان الظروف التي أحاطت بانتخاب الأخ الرئيس لقيادة البلاد كانت على درجة من الصعوبة إلى حد يمكن القول إنه " ورث سياسة خارجية ملغومة " .. مشيرا إلى أن توجهات فخامته تميزت بتبنى القضايا العادلة عربيا وإسلاميا ودوليا . وأستشهد بمواقف الأخ الرئيس من القضية الفلسطينية والدعم اللامحدود الذي قدمه ولا يزال للشعب الفلسطيني وتبنيه لقضيته العادلة ونضاله المشروع في المحافل الاقليمية والدولية .. مضيفا في هذا الصدد إن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح كان أول زعيم عربي يطالب الإدارة الأمريكية بحقوق الشعب الفلسطيني في أول زيارة له لواشنطن آبان فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان . وتطرق الأخ حسن اللوزي إلى رعاية فخامة الأخ رئيس الجمهورية للمؤتمرات الإسلامية وحرصه على أن تخرج بنتائج تحقق تطلعات الأمة العربية والإسلامية ، ودورة الحيوي في انتظام آلية عقد اجتماعات القمة العربية والتي تقدمت بها اليمن كمقترح قوبل بتقدير في كافة المحافل العربية. من جانبه أستعرض القاضي أحمد عقبات عضو مجلس الشورى الخطوات التي قطعت منذ تولي فخامة الأخ الرئيس قيادة البلاد على طريق تحديث القضاء وإصدار القوانين والتشريعات ذات الصلة بتحقيق العدالة وتبسيط إجراءات التقاضي . أما الباحث والمؤرخ سعيد الجناحي فقد لخص في مداخلة قدمها للندوة جوانب من السيرة الإنسانية للأخ رئيس الجمهورية ، مشيرا الى ان الأخ الرئيس آهل نفسه بنفسه وكان وما يزال يتميز بقدرته على استقراء آفاق المستقبل . وركز المشاركون في الندوة التي أدارها الدكتور أحمد الاصبحي الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام .. على المهمة الكبيرة التي أضطلع بها فخامة الرئيس في بناء الدولة اليمنية وإرساء اسس بناء الدولة الحديثة و إعادة بناء القوات المسلحة والأمن ، وكذا جهوده من أجل مواجهة الأخطار لترسيخ الأمن والاستقرار على امتداد الأرض اليمنية . وتناولت المداخلات التي طرحت في الندوة النجاحات التي حققتها التجربة الديمقراطية في اليمن القائمة على التعددية السياسية وحرية الصحافة والرأي وحماية حقوق الإنسان وتمكين المرأة من المشاركة الفاعلة في كافة ميادين الحياة في ظل الرعاية والاهتمام التي يوليها فخامة الأخ الرئيس لهذه التجربة .. مؤكدين في الصدد على أهمية ممارسة الصحافة للحريات المتاحة لها وفقا للقانون وعدم استغلال تلك الحريات بصورة تنحرف بها عن الرسالة الإعلامية المسئولة . وتطرق المشاركون في هذا الشأن إلى ما وصفوه بالظاهرة الدخيلة على الصحافة اليمنية والمتمثلة في جنوح بعض الأقلام المأجورة إلى الإساءة لرمز الدولة والانزلاق بالإعلام المعارض إلى مستويات متدنية من الحضور والتأثير . وأجمع المشاركون في الندوة على ضرورة وضع حد للمتطاولين على شخص رئيس الجمهورية والذين لا يعيرون لأدنى قيم مهنة الصحافة أي اعتبار . وأوصى المشاركون في هذا الصدد بضرورة التطبيق الصارم لقانون الصحافة الذي يجرم كل من يتطاول دون حيثيات موضوعية على أي من الشخصيات الاعتبارية ، وكذا إزالة المبهمات من هذا القانون ليكون واضحا بينا لكل من يرغب في الإطلاع على تجربة اليمن في مجال الصحافة ، بالإضافة إلى إنشاء مجلس للصحافة يضطلع بمهمة وضع حد للأقلام التي تسيء لقيم مهنة الصحافة وتتعرض بالإساءة لشخص الرئيس ، وعقد حلقة نقاش مركزة في هذا الشأن .