و جوه بائسة ... أجساد هزيلة و أرواح تتطلع للقفز وراء الأسوار يخالطه الخوف من المجهول وراء هذه الأسوار.. أحداث السجن المركزي بالعاصمة صنعاء منهم من ينتظر قضاء مدة السجن ، والأخ ينتظر دفع الدية المحكوم عليه بها وثالث ينتظر حكم عادل من القضاء وآخر ينتظر محاكمته . يعيشون بين الخوف من المجهول الذي ينتظرهم بعد خروجهم من السجن ومحاولة الانتحار لإحساسهم بفقدان كل معنى لحياتهم . حياة السجن قاسية بالنسبة لهم في أهم مرحلة يمرون بها للانتقال من الطفولة للشباب، برد جدران السجن يرسم ملامح مستقبلهم الذي يخافون من مجرد التفكير به . هكذا وجد اتحاد نساء اليمن أحداث السجن المر كزي بأمانه العاصمة في غرفة واحده على جدرانها رسومات تحكي آمالهم وتطلعاتهم ويتساءلون ماذا يخبئ لهم القدر وماذا ينتظرهم . سألناهم عن احتياجاتهم : فأجابو : نريد أحذية للعب و كرة قدم وملابس شتوية ، وبسكويت وحليب . كانت هذه أقصى احتياجاتهم بالنسبة لهم ،فهم لا يدركون بعد ما الذي يحتاجونه بالفعل ، هم بحاجه إلى الغذاء و رعاية صحية ونفسية وتعليمية كاملة وعون قانوني ينقذهم من حكم لا يراعي خصوصيتهم ويتجاهل ظروفهم وأعمارهم. بحاجه إلى تغيير فكرة أن السجن وجد للعقاب بل هو للإصلاح لتصحيح أفكارهم وتعديل نظرتهم في الحياة وإعادة إدماجهم في المجتمع . يسكن الأحداث جميعا في عنبر واحد طوله سبعة أمتار وعرضه ثلاثة ونصف متر، منافذ التهوية محدودة جدا مما يتسبب بانتشار الأمراض ، إضافة إلى وجود الحمام داخل العنبر، ينام فيه ما يتراوح بين (38-58) ويتم عند زيادة العدد توزيعهم على عنابر السجناء الكبار، فلا يستطيعون مراجعة دروسهم أو ممارسة هواياتهم بل يتحول العنبر إلى ساحة معركة ، ينتهي بها بعضهم إلى السجن الانفرادي أو العقاب . أن ما يعانوه من إهمال صحي يصيب معظمهم بالهبوط الحاد في الدم بسبب عدم تناولهم غذاء صحي متوازن بالإضافة إلى الإمراض الجلدية التي تنتقل من حدث لأخر ونادرا ما يتم عرضهم على دكتور مختص، وان وجد دكتور لا يوجد العلاج. أما تعليميا فالمدرسة التي يرتادونها يشاركهم فيها باقي أقسام السجن وتفتقر لأدنى الاحتياجات وأهمها الدفاتر والأقلام ، ويستخدمون الدفاتر الصغيرة التي لا تزيد صفحاتها عن 10 اوارق التي تتبقى من الامتحانات الوزارية. أما بالنسبة للأنشطة التي يمارسونها تكاد تنعدم فالحدث يمارس لعبة كرة القدم دون حذاء رياضي لينتهي به الحال بعدم القدرة على المشي لعدة أيام. اغلب الأحداث لا يحصلون على زيارات لتخلي أهاليهم عنهم أو لوجود الأهل في محافظات بعيدة . يناشد اتحاد نساء اليمن كل المنظمات الانسانيه محليه ودوليه والجهات الحكومية المختصة بمنحهم الأمان الاجتماعي والحث على محاكمه سريعة وعادله ومنحه سبل العيش الكريم بالغذاء والرعاية الصحية والنفسية والتعليمية وجعل الضمير الإنساني هو الحكم بقضاياهم والتأكد من أعمارهم حتى ليسجلوا بأنهم قد تعدوا سن الأحداث وهم لازالوا أطفال غير مؤهلين للإدراك بما يعملون.
دور اتحاد نساء اليمن في إصلاحية السجن المركزي بأمانة العاصمة قام اتحاد نساء اليمن بزيارة لسجن الأحداث للأشراف على استئناف العمل في مشروع إعادة هيكلة إصلاحية الأحداث بالسجن المركزي بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية والذي يهدف إلى فصل سجن الأحداث عن سجن الكبار و تقليل انتشار الإمراض بين الإحداث وتحسين الوضع البيئي والصحي لهم، وقد تم تنفيذ المرحلة الأولى منه بشراء أثاث المبنى من فرش وسراير وبطانيات ودواليب وكراسي وتأثيث غرفة جلوس متكاملة وتجهيز صالة رياضية ومصلى وغرفة طعام . كما يهدف إقامة برامج وأنشطة التي تلبي احتياجات الأحداث بعد الانتهاء من البناء و المساهمة في تحسين إصلاحية السجن المركزي للأحداث وتقديم التدريب والتأهيل وبناء قدراتهم لإعادة دمجهم في المجتمع بعد خروجهم من السجن. كما ينفذ الاتحاد مشروع الحماية القانونية للفتيات دون سن الثامنة عشر والأحداث الذكور بشكل عام حيث يسعى المشروع إلى تقديم العون القانوني للأطفال المحتاجين الذين هم في نزاع مع القانون كما يقوم بتدريبهم وتأهيلهم في الدور والسجون ورفع وعيهم القانوني بحقوقهم كما نفذ الاتحاد 160 جلسة توعية في ثمان محافظات بواقع 20 جلسة في كل محافظة تستهدف فيها الأرياف والمناطق النائية لرفع وعي المجتمع بخصوص حقوق الأطفال كما أن الاتحاد يستقبل شكاوى الأطفال دون سن الثامنة عشر ويقدم لهم الدعم القانوني والمناصرة. ينفذ الاتحاد نساء اليمن حاليا 16 دورة تدريبية في المحافظات في السجون والدور الخاصة بالأطفال تهدف إلى رفع وعيهم القانوني ورفع وعي العاملين عليها. يناشد اتحاد نساء اليمن جميع منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية المختصة بإعطاء أولوية لهذه الشريحة فهي تحتاج لمزيد من تظافر الجهود لتحقيق مستوى انساني و غذائي وتعليمي وصحي ونفسي افضل لهم .
