قال مسؤول أمريكي أن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل اعتذر اليوم الخميس لوزيرة الخارجية الأمريكية الزائرة كوندوليزا رايس عن سوء معاملة مسئولين وصحفيين أمريكيين في الخرطوم. وصرح شون مكورميك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بأن وزير الخارجية السوداني اتصل برايس هاتفياً واعتذر لها وهي في طريقها لدارفور بغرب البلاد..وكانت قد طلبت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية اعتذاراً رسمياً من الرئيس السوداني عمر حسن البشير بعد إساءة معاملة مسئولين وصحفيين أمريكيين خلال اجتماع اليوم الخميس . وأبلغت رايس الصحفيين على متن طائرتها قبل مغادرة الخرطوم متوجهة إلى دارفور "أغضبني جداً أن أكون جالسة مع رئيسهم ويحدث هذا."وقالت للصحفيين في وقت سابق إنها تريد اعتذاراً. يذكر أن المسئولين السودانيين دفعوا صحفيين أمريكيين بقوة لإبعادهم عن اجتماع البشير مغلقين أبواب قصره . يذكر أن رايس وصلت إلى الخرطوم حيث دعت السودان وجيرانه إلى الإسراع بوقف المواجهات في إقليم دارفور والتي كررت وصفها بأنها إبادة. وأضافت رايس أنها تتوقع مزيداً من التحركات الحاسمة لإنهاء المعارك في دارفور. وقالت "لن نكتفي بالأقوال، نريد الأفعال.. لقد حصلنا على بداية مساعدة من الحكومة السودانية، لكن لا تتوافر الوسائل الكافية". وأوضحت أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع تسوية الوضع وحدها وتحتاج إلى أقصى جهد ممكن من كل الأطراف بمن فيهم الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن. وتأتي محادثات رايس خلال زيارتها الأولى إلى السودان -المحطة الثانية من جولتها الأفريقية بعد السنغال- في وقت تبحث فيه واشنطن في قدرة الاتحاد الأفريقي على زيادة عناصر مهمته في دارفور إلى أكثر من 7700 رجل قبل سبتمبر المقبل. وستلتقي رايس الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الجديد جون قرنق، ثم تزور مخيم اللاجئين في دارفور للاطلاع ميدانياً على الوضع هناك. وكانت الوزيرة الأمريكية قد أعلنت في دكار استعدادها للاحتفال "بعصر جديد" مع حكومة الوحدة الوطنية السودانية التي ستشكل خلال شهر بعد اتفاق السلام الموقع في يناير الماضي. وتصطحب رايس في هذه الزيارة ضعف عدد الصحفيين الذي يرافقها عادة وهي حريصة على الظهور في معكسر أبوشوك للاجئين بدارفور حيث ستقدم أربع مقابلات تلفزيونية لشبكات تلفزة أمريكية. من جانبه قال مسئول أمريكي رفيع إن بلاده لا تزال تشتبه في أن الحكومة السودانية تدعم مليشيات في دارفور رغم التحولات السياسية الحالية في البلاد. وأضاف مسئول المساعدات الأمريكي أندرو ناتسيوس أن الحكومة لم تعد ترسل آليات عسكرية لدعم هجمات المسلحين، لكنه شكك في أنها لا تزال تدعم مادياً الخيالة المسلحين.