تسلم فلاديمير بوتين الاثنين مهامه كرئيس لروسيا لولاية ثالثة اعتبرها "حاسمة لمصير روسيا" وذلك غداة تظاهرة كبرى للمعارضة التي تندد بعودته الى الكرملين قامت الشرطة بقمعها بعنف. وقال بوتين في كلمة مقتضبة "اليوم ندخل في مرحلة جديدة من التطور الوطني. سيكون علينا تولي مهمات بابعاد ومستويات جديدة". وتابع بوتين امام حوالى ثلاثة الاف شخص دعيوا الى الكرملين لحضور حفل التنصيب ان "السنوات المقبلة ستكون حاسمة لمصير روسيا للعقود المقبلة وعلينا ان ندرك ان حياة اجيال المستقبل والافاق التاريخية لدولتنا وامتنا هي رهن بنا". وبوتين الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء بعدما كان رئيسا من 2000 وحتى 2008، خلف رسميا ديمتري مدفيديف في حفل ضخم نظم في القصر الكبير في الكرملين. وبعدما سار على السجادة الحمراء وسط تصفيق الحاضرين، ادى بوتين اليمين الدستورية. وقال "اقسم بصفتي رئيسا لاتحاد روسيا على احترام وحماية حقوق وحريات الشعب والمواطنين، واحترام وصيانة دستور اتحاد روسيا". وأكد بوتين في كلمة بعد أن أدى اليمين الدستورية كرئيس لروسيا لست سنوات قادمة أن أمن روسيا ومواطنيها ومصالحهم وازدهارهم سيكون دائما من أسمى أولويات عمله من أجل تلبية طموحات ملايين الروس وخدمتهم. وقال بوتين.. إن دعم الشعب الروسي يساهم في حل أصعب المهمات وقد قطعنا معا طريقا صعبا وطويلا ونؤمن بقوانا وإمكانياتنا وعززنا بلادنا واستعدنا كرامة روسيا التي بدأ العالم يشهد عودتها كدولة عظمى نتيجة لعملنا المشترك حيث يوجد فيه قسط لكل فرد من المجتمع.. واليوم لدينا كل الإمكانيات المتوفرة من أجل تقدم روسيا كدولة قادرة على الأداء وبناء القاعدة الاقتصادية المتينة والمجتمع المدني النشيط. ونوه بوتين بالمساهمة الكبيرة للرئيس ديمتري ميدفيدف خلال ولايته لاستمرار نهج البلاد والتي أعطت دفعا جديدا لتحديث مختلف المجالات، معربا عن أمله في أن يحقق ميدفيدف النجاح في المهام الصعبة التي تنتظره خلال المرحلة القادمة. وقال بوتين: اليوم نبدأ مرحلة جديدة لتطورنا الوطني ويجب علينا تحقيق أهداف جديدة نوعا وحجما ولاسيما أن السنوات القادمة ستكون مصيرية بالنسبة لمستقبل روسيا.. وعلينا أن نفهم أن حياة الأجيال القادمة ومستقبل روسيا يتوقف على النجاحات الحقيقية في بناء الاقتصاد الفعال المعاصر ومعايير الحياة الحديثة والحفاظ على ادخارات المواطنين ودعم الأسر الروسية وقدرات المجتمع الروسي على استعادة بناء الأراضي الروسية الشاسعة من البلطيق إلى المحيط الهادئ وقدرتنا على استقطاب كل أوراسيا. وأضاف بوتين.. أن تحقيق الأهداف المستقبلية لروسيا يكون من خلال وحدة الشعب الروسي وتعزيز الديمقراطية والحقوق والحريات الدستورية وتوسيع مشاركة المواطنين في وضع الأجندة القومية وتجسيد سعي الفرد في المجتمع في العمل المشترك من أجل ازدهار روسيا مشددا على أهمية الأساس المتين للتقاليد الثقافية والروحية للشعب الروسي متعدد القوميات ذي التاريخ الطويل على مدى آلاف السنين والقيم الحضارية التي تؤسس الأسس الأخلاقية لحياة الروس. وأكد بوتين سعي روسيا كي تكون شريكا واضحا وشفافا في المجتمع الدولي معربا عن ثقته التامة بالقيم الديمقراطية في روسيا وبقدرتها على استعادة بناء البلاد وتحديثها وقال: //نحن مستعدون للامتحانات القادمة ولدى روسيا تاريخ عظيم ومستقبل لا يقل عظمة وسنعمل بثقة وإيمان في قلوبنا//. بدوره أكد الرئيس الروسي المنتهية ولايته ميدفيدف أن تسلم بوتين منصب الرئاسة الروسية بداية لمرحلة جديدة في حياة روسيا وتاريخها ولاسيما أن رئيس الدولة الروسية يعد ضامنا للدستور وحقوق وحريات المواطن ويحدد الاتجاهات الرئيسية للسياسات الداخلية والخارجية. وأعرب ميدفيدف عن سروره لتسلم بوتين منصب رئيس الدولة الروسية متمنيا له النجاح في مهامه من أجل خدمة روسيا ومواطنيها مشيرا إلى أن بوتين سياسي مرموق ورئيس قوي يتمتع بدعم اغلبية مواطني روسيا.