أكد الرئيس السوداني عمر البشير قدرة السلطات السودانية على بسط الأمن وسيادة القانون بعد الأحداث الدامية التي شهدتها الخرطوم عقب مصرع نائبه الأول جون قرنق. وقال البشير في بيان بثه التلفزيون الحكومي إنه أمر بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان حول ظروف وملابسات حادث سقوط الطائرة الذي أدى إلى مقتل قرنق. وكانت أوغندا التي قتل قرنق في مروحية رئيسها يوري موسيفيني قررت تشكيل لجنة تحقيق في الحادث من ثلاثة خبراء. وأعلن يان برونك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في السودان عن إمكانية مشاركة المنظمة الدولية في تلك اللجنة إلى جانب الحركة والحكومة السودانية وأوغندا. من جهته دعا رئيس الحركة الشعبية الجديد سلفا كير الشعب السوداني إلى الهدوء ووقف أعمال العنف، معتبرا أن أعمال الشغب في العاصمة السودانية تهدد اتفاق السلام الذي أبرم في يناير/كانون الثاني الماضي. وقال الناطق باسم الحركة الشعبية باقان أموم إن قيادات الحركة تناشد المواطنين عبر الإذاعة والتلفزيون التزام الهدوء والتمسك بالسلام، محذرا من انهيار في البلاد إلى درجة تحولها إلى رواندا أخرى. وقد اجتمع كير مع مبعوثين بارزين من الولاياتالمتحدة هما مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السودان كوني نيومان والمبعوث الأميركي الخاص إلى السودان روجر وينتر. وعبرت نيومان عقب اللقاء عن دعم بلادها المستمر لاتفاق السلام الشامل ولشعب السودان. وقدمت تعازيها في وفاة قرنق ودعمها للهيكل القيادي الجديد للحركة. ومن المقرر أن يقضي المبعوثان الأميركيان الليلة في نيو سايت قبل أن يتوجها إلى جوبا في جنوبي السودان وبعدها يتوجهان شمالا إلى الخرطوم للقاء الرئيس السوداني. وكان كير وكبار زعماء الحركة اجتمعوا في وقت سابق اليوم مع وزيرة خارجية جنوب أفريقيا نكوسازانا دلاميني زوما. على صعيد آخر أعلن متحدث باسم الحركة أن مراسم جنازة قرنق ستجرى في جوبا التي اختارها لتكون عاصمة الجنوب، مشيرا إلى أنه سيدفن يوم السبت المقبل 6 أغسطس/آب الجاري. ميدانيا نقلت وكالة رويترز عن تقرير أمني للأمم المتحدة في السودان أن هدوءا نسبيا يسود العاصمة الخرطوم بعد يومين من الاضطرابات أوقعت أكثر من 60 قتيلا عقب الإعلان عن مصرع قرنق. وقد بدت شوارع العاصمة خالية من المارة، ونشرت السلطات عربات مدرعة عند مداخل الطرق الرئيسية وأبقت على حظر التجوال ليلا ساري المفعول. وتحدثت تقارير عن تجدد الاشتباكات في بعض ضواحي الخرطوم في أعقاب شائعات عن مقتل أحد زعماء المليشيات في جنوبي السودان وهو الجنرال باولينو ماتيب رغم نفي المليشيا ذاتها وهي قوات دفاع جنوبي السودان وأيضا وزارة الخارجية السودانية ذلك.