تعتمد كثير من دول العالم على الاستثمارات المحلية والأجنبية في دخلها القومي وتختلف بعض الدول عن غيرها من حيث نوعية الاستثمار سواء السياحي او الخدمي او السمكي او الزراعي بحسب ما تمتلكه هذه الدول من مقومات في هذه الجوانب واليمن تتميز بتنوع الاستثمارات وتمتلك مقومات مختلفة في السياحة او الاسماك او الزراعة لكنها بحاجة الي بنية تحتية كبيرة واستقرار سياسي وامني واجتماعي وغيرها من الجوانب الاخري المختلفة والمتعلقة بنجاح هذه الاستثمار صحيفة 26سبتمبر التقت في مدينة عمان عاصمة المملكة الاردنية بعدد من المستثمرين والذي نجحوا في استثماراتهم في هذه الدولة ومن خلا اللقاء الذي أجرته معهم الصحيفة ارادوا ان يوجهوا رسائل الي حكومة الوفاق
كانت البداية عندما مررت بإحدى شوارع عمان ووجدت فيها لوحة مكتوب عليها مطاعم باب مكة للوجبات اليمنية والخليجية ومن باب الفضول الصحفي دخلت المطعم وتفاجأت ان معظم العاملين في المطعم من الشباب اليمنيين ودار الحديث بيني وبينهم وسألت عن مالك المطعم فقالوا لي انة تابع لأحد المستثمرين اليمنيين ورأيت فيه حركة نشطة ودوؤبة ثم توجهت لصاحب المطعم – أحمد العامري - الذي استقبلني بحفاوة عندما عرف انني صحفي وسألته بعض الأسئلة والتي كانت في مقدمتها لماذا لم يكن مثل هذا المشروع في اليمن , فأجابني بكل مرارة من يتمني ان يغترب ويبتعد عن اهله ولكن المشاكل المعقدة في اليمن والروتين وغيرها سنسردها من خلال الحديث معه حيث قال ان اليمن بلد بكر وتتوفر فيها الكثير من المقومات السياحية ولكن قبل الازمة التي مرت بها بلادنا كانت هناك كثير من المشاكل من خلال البيروقراطية في المعاملات وكذا فرض الشراكة في المشاريع ومشاكل الاراضي وغيرها هذا العوامل التي دفعت بنا الي سحب استثماراتنا الي الخارج سواء الي الاردن او الي دول اخرى خليجية ولكن اريد ان اقول ان اليمن امامها فرصة تاريخية لإعادة ترتيب اوضاعها الداخلية من خلال المبادرة اليمنية الخليجية والتي تشكل المخرج الامن لليمن وأتمنى ان يلتقي كل الفرقاء في اليمن ويضعوا اليمن فوق كل الاعتبارات الحزبية والمصالح الضيقة ويلتزموا بشعار اليمن اولا فيكفي ما قد حصل ونحن كمغتربين في الأردن نستغرب علي هذه الدولة التي لا تملك اية موارد اقتصادية ولكنها تمتلك الانسان واستطاعت ان تستثمر في بناء الانسان والذي يعتبر اهم ثروة لأنه الثروة الوحيدة المتجددة .. اليمن ليست فقيرة بموارده ولكنها فقيرة بإدارتها الصحيحة والتي لم تستطيع تسخير هذه الموارد لخدمة ابنائها بل علي العكس سخرت لفئة معينة علي حساب ابناء الشعب فيجب الان ان نفكر بعقلية جديدة بروى واضحة المعالم بعيدا عن التنظير ونبدأ في الاهتمام بالمواطن وتعليمه وصحته لان الاهتمام بالإنسان هو حجر الزاوية في اية نهضة اقتصادية وأريد هنا ان اركز على نقطة هامة وهي الاهتمام بقطاع الصحة اليوم حيث يتوجه العديد من ابناء اليمن للعلاج في الاردن حتى من الامراض البسيطة والتي يسهل علاجها في اليمن ولكن هناك للأسف لايوجد اهتمام بالبشر رغم الإمكانات التي سخرت للصحة في الموازنات العامة للدولة ..في الاخير اريد اذكر حكومة الوفاق انة لا يمكن لليمن ان تنجح إلا إذا كان هناك توافق في اطار الحكومة وان ينسوا كل ما مضى من صراعات وان يضعوا شعار اليمن اولا وان تكون اليمن فوق كل الاعتبارات.. وحقيقة نجاح الاستثمار في اليمن مرتبط بشكل اساسي بالاستقرار السياسي والأمني عدى ذلك لن تكون هناك استثمارات قادمة مهما كان هناك من ترويج وتسهيلات وغيرها من المحفزات الاخرى .
كانت لي زيارة اخرى الي مستثمر اخر والذي اتفق مع زميلة العامري في بعض النقاط ولكنه كان لة تجربة مريرة في اليمن حيث تم الاستيلاء علي أرضيته في حضرموت وادخلوه في كثير من المشاكل فاضطر للهجرة الي الخليج ومنها الي الاردن انة المستثمر" يحيى عبد اللة الكثيري" مالك مجموعة مطاعم حضرموت وله استثمارات في الجانب العقاري ايضا والذي اكد للصحيفة ان البيروقراطية في التعامل مع القضايا الاستثمارية وعدم وجود امن واستقرار سياسي ادى الي هجرة الكثير من المستثمرين من اليمن والبحث عن اماكن اثر اماناً وتتوفر فيه العدالة والمواطنة المتساوية هذا العبارات قالها بحرقة شديدة وهو يأسف علي ما حصل لليمن من تدمير وإعادة عجلة التنمية الي الوراء. وقال " لا يمكن أن ينجح الاستثمار في اية دولة ما لم يتوفر الأمن والقضاء العادل اضافة الي البنية التحتية والمناطق الصناعية وليس عيب ان نستفيد من تجارب الاخرين والذين سبقونا في هذا المجال لذلك علي حكومة الوفاق ان تركز قبل كل شي علي توفير الامن والاهتمام بالعدل والمواطنة المتساوية وان لا يكون هناك فرق بين شيخ قبيلة أو مسؤل أمام القانون فالكل سواسية ومن هنا تتحقق المواطنة المتساوية وليس عيب ان نأخذ من تجربة نجاح الاستثمار في الاردن فهم يمتلكون تجربة ناجحة في هذا المجال وعلاقتنا بالأردنيين قوية جدا وفي تطور مستمر وأتمنى ان نحافظ على الق هذة العلاقة وان نطورها الي الافضل فاليمني يشعر في الاردن انة في بلدة ولا يوجد فرق بينة وبين الأردني في المعاملة فهذه صفة يتميز بها اليمني عن غيرة من القوميات الاخرى .. رمزي الجعفري مستثمر شاب لا يمتلك شهادة عليا ولكنه مستوعب كل المتغيرات السياسية والاقتصادية متحمس يدعم كثير من الشباب اليمنيين القادمين الي عمان من حيث حل قضاياهم مع الجانب الاردني اومن حيث استيعابهم للعمل لدية في مجموعة المطاعم التي يمتلكها وهي مطاعم باب اليمن ومطاعم صنعاء واغلب رواد المطعم من الزبائن الخليجين واليمنيين وكذا الأردنيين رمزي يمتلك روية استثمارية ولدية طموح كبير في توسيع استثماراته في الأردن واكد انه سيعود للاستثمار الي اليمن حال توفر الاستقرار السياسي والأمني ودعا جميع أطراف الحوار الوطني للاتفاق من اجل اليمن وترك المصالح الضيقة والحزبية لان اليمن لن تتحمل اكثر مما تحملته فاقتصادها منهار ومعدل النمو الاقتصادي لا يبشر بخير والاستثمارات المحلية والعربية في تناقص كبير فكل هذه المؤشرات تستدعي من جميع الاطراف الوقوف جنبا الي جنب وان استدعت بعض التنازلات من اجل اليمن. اليمن للأسف وصلت الي هذه المرحلة بسب الاستحواذ والتسلط وتسخير كل ما هو موجود للمصلحة والخدمة الشخصية .. للأسف السياسات السابقة مارست التجويع للمواطن وجاتة فقط يفكر في لقمة عيشة وهذه سياسة أدت للأسف الي مستوى علمي متدني نتج في الاخير عنها الي ارتفاع كبير في معدلات البطالة والفقر نحن نريد من حكومة الوفاق الوطني ان لا تكرر أخطاء الحكومات السابقة وان توجد روية وإستراتيجية واضحة المعالم تكون مبنية علي العدالة والمواطنة المتساوية ..فحقيقية ان استثمر في الخارج ولكن بلدي بحاجة الي والي عودة الكثير من المستثمرين الي الوطن ولكن مازلت هناك الكثير من المعوقات تقف عائقا امام العودة اهمها الاستقرار السياسي والامني والذي يشكل حجر الزاوية في الاستثمار.. حقيقية ان لم اذهب للاستثمار الي الخارج الا بعد تجارب مريرة واستثمرت في كلا من صنعاء واب ولكن المضايقات والتقاسم دفعني للاستثمار في الخارج واطلب من حكومة الوفاق اصلاح حقيقي وان تكون حكومة وفاق قولا وعملا وان تتخلى عن المصالح الحزبية الضيقة وتجعل مصلحة اليمن فوق المصالح الحزبية فنحن ما نشاهده عبر شاشات التلفاز والمواقع الاليكترونية يبكي القلب لان اليمن بلد الحكمة فلا بد ان نحافظ علي هذه المقولة ولابد ان ينتهي الصراع على السلطة ويتحول الي تنافس للعمل من اجل صنع غدا أفضل لليمن وعلي الدولة الاهتمام بمخرجات التعليم حتي يتناسب مع سوق العمل وعمل دراسة حقيقية وممنهجة في اعادة النظر في المناهج العلمية والاهتمام بجيل الشباب وتأهيلهم ليمسكوا بدفة الحكم فاليمن تملك كما هائلا من الطاقات المخزونة ولكنها تعاني من الكبت وعدم الاهتمام فالعصر هو عصر بناء الانسان والذي يشكل اكبر ثروة لاي مجتمع فيجب ان تتجه الدولة نحو الحفاظ علي الشباب حتى لايكونوا عرضة لاية طرف من الاطراف الداخلية او الخارجية المتطرفة ويقعون فريسة للتهميش والاقصاء وتنتشر في اوساطهم البطالة والفقر وهذه البيئة ستكون مساعدة لاتجاة الشباب نحوا اعمال خارجة عن القانون لاسمح الله .. فقط أريد ان أختم كلامي ببعض التوصيات لحكومة الوفاق والتي تتركز علي قبول اية طلب لعودة الاستثمار يجب ان تهيئ البيئة المناسبة لذلك والمتمثلة في الاستقرار السياسي والامني والبدء بعمل وانشاء بنية تحتية متكاملة وانشاء مناطق صناعية تساعد في جذب الاستثمارات..