أعلنت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية ، أن الشرطة اعتقلت نحو 500 ناشط يهودي من المعارضين للانسحاب من قطاع غزة ليلة الإثنين - الثلاثاء بينما كانوا يحاولون التسلل إلى مستوطنات قطاع غزة . وأضاف المصدر نفسه : " إن الناشطين اعتقلوا في جوار (معبر كيسوفيم) بين إسرائيل وغوش قطيف - المجمع الأكبر للمستوطنات في قطاع غزة - ومن بين الأشخاص الذين اعتقلوا هناك العديد من المسئولين عن المستوطنين ، مثل : بينهاس فالرشتاين وزويكي بارهائي وزائيف هيفر " . وأضافت الإذاعة : " إن ضابطا في الجيش أصيب خلال المواجهات التي وقعت خلال الاعتقالات " . وأوضحت أيضا : " إن قوات الأمن الإسرائيلية اقتحمت في ساعة مبكرة من اليوم - الثلاثاء - مدخل مستوطنة (نيفيه ديكاليم) في مجمع غوش قطيف ، وفاجأت الناشطين المعارضين للانسحاب وهم نيام " . والهدف من هذا الاقتحام .. هو السيطرة على القطاع وعلى الطريق لإدخال 150 مستوعبا لنقل متاع الراغبين بترك المستوطنات طوعا . وترفض 400 أسرة حتى الآن الرحيل من المستوطنات المقرر أن يتم إخلاؤها، هذا ما صرح به يوناثان باسي - مدير المكتب الحكومي المكلف بمساعدة المستوطنين على إعادة تنظيم حياتهم في إسرائيل (سيلا)وقال باسي في اجتماع مجلس الوزراء : " إن هذه العائلات غير مستعدة للمناقشة في الوقت الحالي " . من جانبه ، أشار وزير الدفاع / شاؤول موفاز إلى : " إن أكثر من 300 عائلة غادرت منازلها قبل الإجلاء القسري الذي سيبدأ الأربعاء . وإجمالا ، يتعين على نحو 1700 أسرة الرحيل من مستوطنات غزة ال 21 وأربع مستوطنات أخرى في الضفة الغربية ، في إطار خطة (فك الارتباط) التي وضعها رئيس الوزراء / آرئيل شارون . وأوضح المتحدث باسم المكتب الحكومي / حاييم التمان : ": إن ثلثي المستوطنين تقدموا حتى الآن بطلبات للحصول على تعويضات .. لكن هذا لا يعني أنهم رحلوا ، وإذا لم يرحلوا وفقا للقانون فإنهم سيفقدون نحو 30% من حقوقهم " . وأضاف : " إجمالا ، وقع 244 مستوطنا عقودا للإقامة في (نيتسان) ، و58 آخرون للإقامة في (ثلاث كيبوتزات) مزارع جماعية جنوب عسقلان ، و26 للذهاب إلى مستوطنة (مافكييم) ، إلا أن هذه العائلات لا تلجا إلينا بالضرورة لطلب الإقامة " . على صعيد آخر ، احتشد مئات المستوطنين والشبان الغاضبين خلف البوابة الحديد لمستوطنة (نيفيه ديكاليم) وأغلقوها في وجه الشرطة ، التي وصلت إلى الموقع فجر يوم أمس - الإثنين - لتسليم أوامر الإخلاء للمستوطنين في مستهل عملية الانسحاب من قطاع غزة . وقد صرخ المتظاهرون في وجه القوات قائلين : " أيها المجرمون! عار على الجيش ! "غير أن الجنرال / دان هاريل - قائد المنطقة الجنوبية المسئول عن عملية الإخلاء - أصر على الصمود أمام سيل الشتائم التي انهالت عليه من كل حدب وصوب . واصطف نحو 300 من رجال الشرطة في صفين بمواجهة البوابة المؤدية إلى المستوطنة ، وقد تسلحوا بخراطيم المياه يدعمهما فصيل من الخيالة . وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت في وقت سابق من اليوم - الإثنين - على إخلاء كتلة (غوش قطيف) الرئيسية التي تضم 15 مستوطنة ، تعتبر (نيفيه ديكاليم) أكبرها.وصرخ شباب - كانوا يرتدون قميصا برتقاليا يمثل مقاومة المستوطنين لإخلاء الأراضي الفلسطينية بعد نحو أربعة عقود من احتلالها - " لماذا لا تستخدمون القوة الجوية ضدنا طالما أنتم هنا ! "هذا ، وقد بدأ زعماء المستوطنين بعد ذلك بمحاولة دفع الجنود إلى عصيان الأوامر على أمل تخريب عملية الانسحاب .