تظاهر مئات العراقيين في مدينة كركوك شمالي بغداد رافضين مبدأ الفدرالية والإساءة لحزب البعث، في ظل استمرار مشاورات صياغة الدستور بين الأطراف الرئيسية الثلاثة في البلاد على أمل التوصل إلى نتيجة مرضية بحلول مساء اليوم. وحمل المتظاهرون الذين كان معظمهم من أبناء العشائر القريبة من المدينة أعلاما عراقية وصور رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, ولافتات ترفض الفدرالية, منتقدة ما أسمتها مشاريع التجزئة والتقسيم. ورفض أحد أبرز شيوخ قبيلة العبيد الشيخ برهان مزهر العاصي مسودة الدستور "بشكلها الحالي", مشيرا أن لديهم اعتراضات ومطالب أهمها الحفاظ على هوية العراق العربية والقومية والإبقاء عليه موحدا. وفي بعقوبة شمال شرقي بغداد نجحت قوات الأمن العراقية في تفريق تظاهرة شارك فيها قرابة 500 عراقي من أنصار النظام السابق معلنين رفضهم للدستور القادم, وأطلقت القوات النار في الهواء وأغلقت الطرق المؤدية إلى مقر المحافظة. ورفع المتظاهرون صورا للرئيس السابق صدام حسين وأعلاما عراقية ولافتات تشيد بحزب البعث وبصدام، رافضة في الوقت ذاته الفدرالية التي وصفوها بأنها مخطط أميركي. وكان رئيس الجمعية الوطنية العراقية حاجم الحسني أعلن أن المسودة ستقر وسيصوت عليها في منتصف أكتوبر/تشرين الأول القادم, سواء تم تعديل النقاط الثلاث العالقة أم لم يتم تعديلها. كما أعلن الحسني في مؤتمر صحفي أمس أن المفاوضات لم تنته كما كان مقررا, موضحا أن إرجاء التصويت على مسودة الدستور بعد استلامه الاثنين الماضي لمدة ثلاثة أيام هدفه إفساح المجال أمام مزيد من المشاورات للتوصل إلى تسوية مع العرب السنة قبل أن تؤجل مجددا. من جانبه قال عضو لجنة الصياغة محمود عثمان (كردي) إن اليوم هو آخر فرصة لبحث المسودة, معربا عن أمله في التوصل لحل توافقي يرضي جميع الأطراف. وأوضح أن هناك محاولات تجرى لإقناع الجانب الشيعي بترك موضوع الفدرالية للجمعية القادمة، وأن يتم إقرارها بشكل تدريجي بعد عامين أو ثلاثة, مشيرا إلى أن النقطة الثانية تتعلق بحزب البعث الذي يرى السنة أنه لا ضرورة لذكره في الدستور, أما الثالثة فتتعلق بموضوع التوازن بين صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. من جهة أخرى قتل أحد عشر عراقيا بينهم ضابطان في الجيش والشرطة وأصيب ثمانية آخرون في هجمات منفصلة في مناطق مختلفة في العاصمة بغداد. وقالت الداخلية العراقية إن ضابطا ومرافقا له قتلا أمس بنيران مسلحين مجهولين في حي الشعب شمال شرقي المدينة, كما قتل عراقي وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات بين مسلحين والقوات الأميركية بحي الجبيرية جنوب سامراء. كما ذكر مصدر بالشرطة أن ثلاثة سائقي شاحنات قتلوا وجرح شرطي بانفجار عبوتين ناسفتين على رتل كان ينقل مؤنا للجيش العراقي بمنطقة الرشاد شمالي بغداد, وفي منطقة الثرثار غربي سامراء عثرت الشرطة على جثة عنصر أمني توفي بإطلاق نار عليه. وأكد مصدر بوزارة الدفاع أن ضابطا برتبة مقدم قتل عندما أطلق مسلحون مجهولون النار عليه أثناء قيادته السيارة بمنطقة الدورة جنوبي بغداد, كما قتل جندي عراقي وأصيب أربعة آخرون عندما فتح مسلحون النار على دوريتهم في تكريت شمالي بغداد. كما أطلق مسلحون النار على عاملي نظافة على الخط السريع لمصافي الدورة جنوبي بغداد دون أن تعرف أسباب الحادث. وفي مدينة كركوك شمالي بغداد فجر مسلحون بئرا نفطية تضخ من سبعة إلى عشرة آلاف برميل يوميا وتغذي خط أنابيب يصل إلى تركيا. وجرح جنديان دانماركيان يعملان في البصرة جنوبي البلاد عندما انفجرت قنبلة في أحد الطرقات بالقرب من السيارة التي كانت تقلهم, حسب ما قاله الجيش الدانماركي في بيان له. من جهتها كشفت الحكومة الفلبينية عن هوية عامل فلبيني قتل الأربعاء الماضي, فيما أصيب أربعة آخرون من ضمنهم فلبينيان عندما انفجرت عبوة ناسفة بقافلة شركة لوسينت بعد فترة قليلة من مغادرتها قاعدة جوية في مدينة كركوك شمالي بغداد. وكان مسلحون هاجموا أمس قافلة سيارات تخص الرئيس العراقي جلال الطالباني، ما أسفر عن مقتل ثمانية من حراسه وجرح 15 آخرين جنوب مدينة طوز خورماتو. ولم يكن الطالباني في الموكب الذي كان متوجها إلى بغداد.