قدم المنتخب العماني عرضا جميلا ومثيرا لم يقدمه منذ فترة طويلة في افتتاح مشواره الآسيوي بعدما حقق الفوز على ضيفه المنتخب السوري بهدف نظيف ليحصد ثلاث نقاط ثمينة في المباراة التي أقيمت بمجمع السلطان قابوس الرياضي بمسقط ضمن مباريات المجموعة الأولى المؤهلة الى نهائيات كأس آسيا 2015. وبهذا الانتصار المثير والأداء الجميل صالح المنتخب العماني جماهيره وعوضهم الخروج المخيب للآمال من خليجي 21 بثلاث نقاط ثمينة من المنتخب السوري وبهدف وحيد سجله اللاعب عبد العزيز المقبالي في الدقيقة 39 من الشوط الأول، وشهدت المباراة تألقا كبيرا من اللاعب قاسم سعيد والذي كان مصدرا لخطورة المنتخب العماني وهو اللاعب الذي كان مستبعدا من بطولة الخليج ليوجه قاسم رسالة الى لوجوين ويؤكد أهمية تواجده في التشكيلة الأساسية للمنتخب العماني. كما كان متوقعا لم تحضر الجماهير العمانية بشكل مكثف من أجل مساندة منتخبها بعد العروض السيئة للمنتخب العماني في خليجي 21 وحضر ما يقارب 10 آلاف متفرج عكس مباريات تصفيات كأس العالم عندما كانت تحضر الجماهير بأعداد تتجاوز 20 ألف متفرج. بدأ لوجوين مدرب المنتخب العماني المباراة بالاعتماد على مهاجمين صريحين للمرة الأولى منذ فترة طويلة حيث أشرك عماد الحوسني الى جانب عبد العزيز المقبالي من البداية، ودخل لوجوين بتشكيلة 4-4-2 وغير تشكيلته التقليدية والتي كانت تعتمد على خطة لعب 4-5-1 حيث أشرك علي الحبسي في الحراسة وفي خط الدفاع حسين مظفر ومحمد المسلمي وعبد السلام عامر وسعد سهيل وفي خط الوسط أحمد كانو وعيد الفارسي وقاسم سعيد ورائد ابراهم وفي خط المقدمة عماد الحوسني وعبد العزيز المقبالي. على عكس التوقعات التي كانت تشير الى بداية حذرة من الطرفين كونها مباراة افتتاح والخوف من تلقي الهدف المبكر افتتح الفريقان المباراة بالاندفاع الى الأمام من أجل البحث عن الهدف المبكر حيث بادر المنتخب العماني بالهجوم وهدد مرمى المنتخب السوري بشكل فعلي في الدقيقة الخامسة عن طريق قاسم سعيد اللاعب الذي كان مستبعدا من خليجي 21 لكن الحارس السوري أنقذ مرماه من هدف عماني مبكر. ومن الجانب الآخر فإن المنتخب السوري أيضا بحث عن الهدف المبكر ولم يتراجع الى الخلف حيث استطاع اللاعب عدي تهديد مرمى المنتخب العماني عن طريق رأسية في الدقيقة التاسعة لكنها لم تشكل خطورة كبيرة على مرمى الحبسي. بعد فرصة عدي، عاد المنتخب السوري الى الخلف وفتح المجال للمنتخب العماني للسيطرة على الكرة وبناء هجمات متواصلة على مرماه وهو اعتمد على الهجمات المرتدة السريعة، العمانيون وجدوا المساحة في وسط الملعب وسيطروا على الكرة واستطاعوا من تهديد المرمى السوري في أكثر من مناسبة خاصة تسديدة رائد ابراهيم ورأسية عماد الحوسني التي كادت أن تهز شباك المنتخب السوري من جانبه فأن المنتخب السوري اكتفى بالدفاع عن مرماه وتراجع بشكل كبير من أجل الحفاظ على نتيجة التعادل على الأقل في الشوط الأول وحاول بناء هجمات مرتدة لم تشكل الخطورة الكبيرة سوى فرصة الدقيقة 21 عن طريق مهاجمه محمود الذي كاد أن يفتتح التسجيل عندما حصل تمريرة من زميله وهو أمام مرمى المنتخب العماني لكن الحبسي أنقذ الموقف. المنتخب العماني سيطر بعدها فيما تبقى من الشوط الأول بشكل كبير وأضاع عدة فرص سانحة للتهديف أبرزها كرة عماد الحوسني لكن الخبر السعيد للجماهير العمانية جاء عن طريق عبد العزيز المقبالي المحترف الجديد للتعاون السعودي الذي تلقى تمريرة قاسم سعيد وسدد كرة قوية على يمين الحارس السوري مسجلا أولى أهداف المنتخب العماني بعد الفرص الكثيرة الضائعة في هذا الشوط الذي انتهى بهذا الهدف الوحيد وبشوط عماني مثير استطاع فيه أن يعيد الكثير من هيبته وجمالية أداءه التي فقدها منذ فترة طويلة. بدأ لوجوين الشوط الثاني بنفس التشكيلة دون اجراء تغيرات فتواصلت أفضلية المنتخب العماني الذي فرض أسلوبه على المنتخب السوري وحاول البحث عن الهدف الثاني للاطمئنان على نتيجة المباراة وتحرر المنتخب السوري من الأسلوب الدفاعي وفتح اللعب بشكل أكثر بحثا عن التعادل لكن محاولاته لم تكن خطرة على مرمى الحبسي حتى الدقيقة 68 من تسديدة قوية للاعب نديم ومن هجمة معاكسة رد قاسم سعيد على الهجمة السورية بتسديدة قوية شكلت خطورة على المرمى السوري لكن حارسه أنقذ الموقف. المنتخب السوري تحسن أداؤه بشكل أكبر في الربع الساعة الأخير من عمر المباراة وكثف من محاولاته على مرمى علي الحبسي لكن اللاعب عدي رفض تعديل النتيجة عندما حصل على فرصة ذهبية للتعديل في الدقيقة 78 وسددها بعيدا عن مرمى العماني بشكل غريب وسط حيرة من الجماهير السورية. استمرت المحاولات السورية بشكل مكثف في الدقائق الأخيرة من أجل البحث عن التعديل في حين أن المنتخب العماني تراجع من أجل الحفاظ على الهدف الوحيد فنجح في مبتغاه وخرج منتصرا ليصالح جماهيره ويقدم لهم هدية ثمينة وثلاث نقاط غالية في بداية المشوار الآسيوي.
