أكدت مستشارة رئاسة الجمهورية لشؤون المرأة فائقة السيد ان الدولة المدنية الحديثة لن تبنى إلا بالتعليم وبمنظومة تشريعات وقوانين تؤهل ويبنى عليها و الاهتمام بالنوع الاجتماعي وإدماج المرأة في مختلف مجالات الحياة وخاصة في مجالات التنمية و البناء. وأشارت السيد في افتتاح المؤتمر الإقليمي حول إلزامية التعليم ودمج النوع الاجتماعي في المناهج الذي ينظمه لمدة ثلاثة أيام اتحاد نساء اليمن إلى أهمية فعاليات هذا المؤتمر الذي يعقد في اليمن والتي تحمل الطبيعة الإقليمية العربية ومشاركة دولية من الجهات الصديقة التي نحييها على دعمها و مؤازرتها للهيئات الحكومية وغير الحكومية من اجل انجاز مهام التغيير و مهام البناء نحو دولة مدنية حديثة . ونوهت بقيادة اتحاد نساء اليمن على اختيار موضوع المؤتمر الذي يلامس حياة الناس باعتبار إلزامية التعليم وإدماج النوع الاجتماعي موضوع مهم خاصة ونحن على أبواب حوار وطني شامل يخرجنا من مأزق العمل السياسي الغير متقن في كثير من الأحيان . من جانبها أكدت رئيسة اتحاد نساء اليمن رمزية الارياني أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة .. معتبرة بأن التعليم للمرأة ضرورة حتمية لا ينفصل عن التمكين الاقتصادي والمعرفي . وأشارت الارياني إلى ان التعليم هو المنفذ الأساسي لتمكين النساء سياسيا وعمليا باعتبار التراث الاجتماعي و الثقافي للمجتمع هو مقياس لمدى تطور مناهج التعليم و دمجه في النوع الاجتماعي وفي التشريعات الخاصة بالمرأة و القوانين النافذة وتطبيقها وإنه لا يمكن النظر للقضية خارج اطار البعد الدولي . وقالت الارياني " إن المشكلة التعليمية الأساسية في اليمن هي بسبب النظام التعليمي التقليدي والافتقار الى القدرات المؤسسية لتقديم خدمات التعليم الأساسي وكذا بسبب التحاق الأطفال بسوق العمل من سن مبكرة لإعالة عوائلهم " . وأضافت " إن اليمن لم تحقق الأهداف المرسومة في تعليم البنات التي تمكنها من بلوغ أهداف الألفية الرامية الى الوصول إلى التعليم للجميع حتى 2015م حيث ان هناك إحصائيات رسمية تقول ان نسبة 46 بالمئة من الأطفال في اليمن غير ملتحقين بالمدارس وان نسبة 71 بالمائة من فتيات الريف ما زلن خارج المدارس رغم الجهود التي تبذلها الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم في التوسع في التعليم لزيادة ارتفاع معدلات الالتحاق بالمدارس و انخفاض معدلات التسرب " . واستعرضت الأنشطة التي يقوم بها اتحاد نساء اليمن ودور الاتحاد في مختلف المجالات التي تهم المرأة اليمنية واهتمام الاتحاد بتعليم الفتاة باعتبار تسرب الفتيات من المدارس والأمية من المشكلات التي تحد من التنمية الشاملة في اليمن بنسبة 68 70 بالمائة .. ..معبرة عن أملها بأن يخرج المؤتمر بمخرجات عملية تغير مفهوم المساواة في المناهج التربوية و ان تدرج ضمن إستراتيجية وزارة التربية و التعليم . من جهته اكد نائب وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي ضرورة أن تتحول مشكلة التعليم بكل تعقيداتها وجوانبها التقنية إلى قضية وطنية تناقشها مختلف القوى الحية في البلاد . وقال الحامدي " المجتمعات الحية هي التي تولي عناية بالغة بأنظمتها التعليمية وتنبري كافة مؤسسات المجتمع لتدارك مواطن الضعف في تلك الانظمة " ..مشيراً إلى ما تتطلع اليه وزارة التربية من شركاء التنمية المهنية الذين تعول عليهم في الإسهام مع جهودها بتحويل مدارسنا إلى مدارس جاذبة. ونوه نائب وزير التربية بالجهود التي تبذلها الحكومة في سبيل نشر التعليم وجودته رغم التحديات التي واجهتها وتواجهها اليمن في مجال التربية والتعليم .. مستعرضاُ بعض تلك الجهود سواء في المجال القانوني الذي يكفل مجانية التعليم وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص في التعليم ومراعاة الظروف الاقتصادية . ولفت الحامدي إلى ما شهدته عملية إصلاح وتطوير نظام التعليم في اليمن ومنها عدة محاولات شملت الإستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم الأساسي( 2003 2015 م)، والإستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي (2007 2015 م) ، والإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار وكذا إقرار إستراتيجية الطفولة المبكرة (2011 2015 م )، وغيرها من البرامج التي تسعى من خلالها الوزارة إلى تحسين وتجويد نوعية التعليم الأساسي والثانوي وتطوير قدرات وزارة التربية والتعليم في تقديم الخدمة التعليمية على المستوى المركزي ومكاتب المحافظات والمديريات . وألقيت في الافتتاح عدد من الكلمات من قبل السفير الياباني بصنعاء كاتسويوشي هاياشي وممثلة البنك الدولي في اليمن نينا بهات ورئيس منظمة الأسرة العربية جمال البح وممثلة الاتحاد النسائي العربي رئيسة الاتحاد النسائي التونسي راضية القريبي أكدت في مجملها على أهمية التعليم و خاصة تعليم الفتاة .. مؤكدة أن المستقبل يمر بالمدرسة . وشددت الكلمات على أهمية تكوين الشباب والفتيات تكوينا عصريا يستجيب لمتطلبات مجتمع المعرفة والحداثة وهذا ما يحتم مراجعة مقومات مؤسساتنا التربوية والبحث في مضامين اختياراتنا و مناهجنا التربوية ويحتم علينا السعي الدائم لتحسين وضع الفتاة و المرأة العربية عامة و التوق إلى المساهمة في تكوين جيل جديد قادر ومقتدر و يعتبر اختيار موضوع إلزامية التعليم و دمج النوع الاجتماعي في المناهج التعليمية مساهمة في طروح متفق على أهميته في اغلب الدول العربية . وأشارت الكلمات إلى أهمية المؤتمر الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة و هو مناسبة لتبادل الأفكار والأطروحات والتجارب للخروج بعدد من التوصيات التي تمكننا من تقويم و تحسين الصورة السلبية للمرأة العربية في المناهج التعليمية . واستعرضت دور البنك الدولى و منظمة الجايكا واليونيسيف و غيرها من المنظمات الدولية الأخرى الداعمة لمشاريع تعليم الفتاة في اليمن التي ينفذها اتحاد نساء اليمن ..مشيدة بجهود اتحاد نساء اليمن التي يقوم بها في مختلف المجالات التي تهم المرأة و قضاياها في اليمن وخاصة في مجال تعليم الفتاة . هذا و يشتمل المؤتمر على ثلاثة محاور هي التعريف بمفهوم النوع الاجتماعي ، وكيفية دمج مفهوم النوع الاجتماعي في مناهج التربية و التعليم ، وأهمية إلزامية التعليم الأساسي للفتيات . وسيتناول عدد من أوراق العمل حول إلزامية التعليم وإدماج النوع الاجتماعي في المناهج التعليمية ، و كيفية إمكانية دمج مفهوم النوع الاجتماعي في مناهج التربية و التعليم ، واستعراض تجارب عدد من الدول العربية. سبأ