قالعضو مجلس الشيوخ الأميركي ديفد فيتر اليوم إن حصيلة ضحايا إعصار كاترينا الذي ضرب جنوبالولاياتالمتحدة قد تتجاوز العشرة آلاف قتيل في لويزيانا وحدها. وأضاف السيناتور الجمهوري أن هذا الرقم لا يتعدى كونه مجرد تخمين لا يستند على أي إحصاءات رسمية حول عدد الضحايا. وطلب فيتر الإسراع بنشر قوات أميركية مقاتلة في مدينة نيوأورليانز، مشيرا إلى أن قوات الحرس الوطني غير قادرة على إعادة الأمن والنظام بشكل سريع في المدينة التي غمرت المياه 80% من مساحتها. وكانت حاكمة ولاية لويزيانا كاثلين بلانكو طالبت بنشر 40 ألف جندي معظمهم من وحدات الحرس الوطني من المحتمل أن ينتشر خمسة آلاف منهم مساء اليوم. وقالت بلانكو إن 300 جندي وصلوا إلى المدينة لإعادة السيطرة الأمنية في شوارع المدينة، مضيفة أنهم لن يترددوا في إطلاق النار والقتل إذا لزم الأمر. وقد انتشر عشرات الجنود العائدين من العراق مساء أمس في نيوأورليانز لإعادة الأمن والنظام ومعهم أوامر "بإطلاق النار والقتل". وتعهد البنتاغون بنشر 1400 جندي يوميا بالمدينة لمنع أعمال النهب في المدينة التي شهدت اشتباكات بين رجال الأمن وعصابات مسلحة قامت بعمليات نهب وسلب للمنازل والمتاجر. وحول أزمة الطاقة التي خلفها الإعصار ارتفعت أسعار البترول في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة مما دفع واشنطن إلى اللجوء لبيع مخزون الطوارئ بالمزاد. وقال وزير الطاقة صامويل بودمان إن الإدارة ستعرض نحو 30 مليون برميل من النفط الخام من المخزون للبيع، إضافة إلى إقراض 9.1 ملايين برميل إلى مصاف نفطية محددة للمساعدة على استقرار السوق. كما استجابت وكالة الطاقة الدولية اليوم لطلب قدمه الرئيس الأميركي جورج بوش لاستخدام احتياطي النفط العالمي لمواجهة النتائج المترتبة على إعصار كاترينا. وذكر بيان للوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها أنها ستدعو الدول الستين الأعضاء لاستخدام احتياطي النفط الإستراتيجي بنسبة 60 مليون برميل من النفط لمدة شهر من أجل مواجهة نتائج الإعصار. وتتابع وكالة الطاقة الدولية المرتبطة بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي أنشئت عام 1974 بعد الأزمة النفطية الأولى, مصالح الدول ال26 الأعضاء فيها وهي الدول الصناعية الرئيسة في العالم. وصدرت في وقت متزامن إعلانات في باريس ومدريد وبرلين تفيد بالموافقة على طلب المنظمة. وفي تطور آخر هز انفجار ضخم صباح اليوم نيوأورليانز وامتدت ألسنة اللهب والدخان فوق المدينة التي شرد مئات الآلاف من سكانها. وقالت مصادر أمنية إن الانفجار ضرب مبنى يستخدم لتخزين المواد الكيماوية بالقرب من الحي الفرنسي على نهر مسيسيبي, وتبعته سلسلة انفجارات صغيرة. واستبعد مسؤول كبير في المدينة أن يكون الدخان المنبعث جراء الانفجارات ساما. ولم ترد بعد تقارير عن وقوع ضحايا بسبب الانفجار. وفي محاولة لاحتواء الكارثة وافق مجلس الشيوخ الأميركي في اجتماع طارئ له على تخصيص مبلغ 10.5 مليارات دولار إضافية في الميزانية لتقديم المساعدة لضحايا إعصار كاترينا. وقال رئيس الأغلبية في المجلس الجمهوري بيل فريست إن هيئة إدارة حالات الطوارئ تحتاج إلى مبالغ أكبر لمواصلة أعمال الإغاثة. ودافعت الحكومة الأميركية عن نفسها إزاء الانتقادات التي وجهت إليها لتأخرها في تنظيم عمليات الإغاثة أثناء مرور الإعصار. وأكد وزير الأمن الداخلي مايكل شيرتوف أن هناك 50 فريقا طبيا و28 فريق إنقاذ يضمون حوالي 1800 شخص في نيوأورليانز, إضافة إلى آلاف مولدات الكهرباء والأغطية وأكثر من 13 ميلون ليتر من المياه العذبة. جاء ذلك بعد أن أصدر عمدة نيوأورليانز راي ناغين نداء عاجلا لمساعدة المدينة التي قال إنها تعاني نقصا في الغذاء ووسائل المواصلات لنقل آلاف اللاجئين الذين حاصرتهم المياه. وفي بيان تلاه عبر محطة CNN الإخبارية قال ناغين "هذا نداء استغاثة عاجل لطلب المساعدة"، مشيرا إلى أن ما بين 15 و20 ألف شخص يفتقدون المأوى الصحي الآمن كما أن المواد الغذائية بدأت في النفاد. وهاجم ناغين المسئولين في حديث للإذاعة المحلية متهما إياهم بالتقصير.