توقعت المعارضة الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي أن يطلب البيت الأبيض ما بين 40 إلى 50 مليار دولار إضافية من الكونغرس الأميركي لتمويل عمليات الإنقاذ وإعادة الإعمار بعد الإعصار كاترينا. وقال زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأميركي هاري ريد في ختام لقاء في البيت الأبيض مع الرئيس جورج بوش إن هذا الطلب سيقدم خلال أقل من 24 ساعة. وأشار هاري ريد إلى أن الأضرار الناجمة عن الإعصار كاترينا ستكلف دافعي الضرائب الأميركيين مبالغ تفوق الإنفاق اليومي المخصص للحرب في العراق. وكانت إدارة بوش والكونغرس أفرجا الجمعة الماضية عن مساعدة أولى قيمتها 10.5 مليارات دولار لمساعدة المنكوبين جراء الإعصار. وقد طالبت حاكمة لويزيانا كاثلين بلانكو بوضع خطة مارشال مستوحاة من خطة دعم أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة إعمار لويزيانا بعد الأضرار الناجمة عن الإعصار. وأعلنت بلانكو في تصريح صحفي في ختام لقاء مع الرئيس بوش أن سكان لويزيانا سيعملون على خطة شبيهة بخطة مارشال, قائلة إن سكان الولاية الآن في "مرحلة الرجاء والأمل". من جهة أخرى توقعت شركة سويسرية أن يكلف إعصار كاترينا دور التأمين ما مجموعه 20 مليار دولار, ما يضعه في المرتبة الثانية من حيث الكلفة بعد إعصار أندرو عام 1992 الذي كلف قطاع التأمين 22 مليار دولار. على صعيد آخر تعهد الرئيس بوش أمس الثلاثاء بأن يراجع الأخطاء التي وقعت في ردود الأفعال الأولى تجاه الإعصار كاترينا، لكنه قاوم دعوات لإجراء تحقيق فوري بشأن ما اعتبر أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ الولاياتالمتحدة. وقد طالب الأعضاء في مجلس الشيوخ بتشكيل لجنة مماثلة لتلك التي تولت التحقيق في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لتحديد أوجه القصور في السلطات الاتحادية والمحلية وسلطات الولايات في عمليات الإغاثة في الأيام الأولى للإعصار. وقال بوش في أعقاب اجتماع للحكومة لمناقشة التحديات بعد الأزمة إنه يريد إنقاذ الأرواح وحل المشاكل قبل تحديد اتجاه اللوم. وفي السياق قال الرئيس بوش إن نائبه ديك تشيني سيتوجه إلى المناطق المنكوبة بهدف تقييم جهود الإغاثة وإزالة أي "عوائق بيروقراطية" أمام مساعدة الناجين من الكارثة الطبيعية. وفي باقي تداعيات الإعصار كاترينا حذر خبراء من احتمال حدوث كارثة بيئية في مدينة نيو أورليانز في أعقاب الكارثة التي ضربت المدينة. وقال الخبراء إنه لا سبيل للتخلص من خليط سام من المواد الكيماوية والفضلات البشرية في المدينة إلا بضخها في نهر الميسيسبي أو في بحيرة بونتشارترين، وهو ما يعزز احتمالات حدوث كارثة بيئية. وحسب رئيس بلدية نيو أورليانز فإن منسوب مياه الفيضانات انخفض بشكل كبير أمس في بعض مناطق المدينة، إلا أن 60 % منها لا يزال غارقا في المياه. وقال مسؤولون إنه ربما يستغرق الأمر 80 يوما لتصريف المياه من المدينة والمناطق المحيطة بها. ومن أجل التحكم في الأوضاع الأمنية ينتشر أكثر من 54 ألف عسكري أميركي في المناطق المنكوبة للمساهمة في عمليات الإغاثة, فيما لا يزال الجنود النظاميون يصلون إلى ولايتي لويزيانا ومسيسيبي المنكوبتين. وذكرت القيادة الشمالية التي تشرف على المشاركة العسكرية في عمليات الإغاثة أن 374 مروحية عسكرية تعمل حاليا في ولايتي لويزيانا ومسيسيبي كما تشارك 76 طائرة في الإغاثة. في غضون ذلك قتل عناصر الشرطة في نيو أورليانز مسلحين وأصابوا ثلاثة آخرين بجروح, في مؤشر على استمرار ما يوصف بالانفلات الأمني والمخاوف من انتشار عمليات سلب ونهب واسعة بالمناطق المنكوبة. وكان متحدث باسم الجيش أعلن في وقت سابق أن رجلين فقط أصيبا بجروح في ذلك الحادث, موضحا أن إطلاق النار وقع عندما حاول ستة إلى ثمانية من عناصر الشرطة الاقتراب من ستة رجال مسلحين كانوا يهددون موظفي شركة هندسة عسكرية على أحد جسور المدينة.