أعلن سلاح الجو الأميركي عزمه إعادة مئات من طياريه من العراق وأفغانستان إلى الولاياتالمتحدة للمساعدة في عمليات الإغاثة في المنطقة التي ضربها إعصار كاترينا وشرد فيها مئات الآلاف. وقال الناطق باسم مركز قيادة سلاح الجو الأميركي في قطر ديفد سمول إن مجموعة مكونة من 300 ملاح سيبدؤون العودة إلى قاعدة كيسلر الجوية خلال الأسبوعين القادمين للاعتناء أيضا بعائلاتهم. وأكد سمول أن سلاح الجو سيعمل على ضمان استمرار فاعلية سلاح الجو جراء مغادرة الملاحين المبكرة التي قال إنها لن تؤثر على قدرتهم في الحرب. وأضاف أنه ما زال لدى السلاح 18 ألف ملاح قادرين على تنفيذ الغارات الجوية ونقل الشحنات و الوقود والجنود. وقالت مصادر في الجيش الأميركي بالعراق إنه من المتوقع أن يسمح للجنود ممن أصيب أحد أفراد عائلته أو قتل جراء الإعصار بالعودة إلى وطنه. واستبعد مسؤولون في الجيش وجود خطة لنقل عدد كبير من الجنود من العراق وأفغانستان للمساعدة في جهود الإنقاذ. من جانب آخر وصلت قوافل الحرس الوطني المحملة بآلاف الأطنان من معونات الإغاثة من طعام ومياه ودواء لإيصالها إلى من بقي في مدينة نيو أورليانز بولاية لويزيانا، ولكن بعد مضي خمسة أيام من الإعصار. ويسود المدينة المنكوبة انفلات في الوضع الأمني، حيث انتشر النهب والسلب مع الفوضى وانعدام القانون مع حالة من اليأس انتابت سكان المدينة الذين شردهم الإعصار. وشبه مراقبون انهيار النظام والقانون في المدينة بالوضع في بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين. ووصل مساء أمس 7000 من قوات الحرس الوطني من أصل 40 ألفا تم اتخاذ قرار بإرسالهم إلى المناطق المنكوبة الأخرى في ساحل خليج المكسيك, بما فيها المناطق المتضررة في ولايات مسيسيبي وألاباما وفلوريدا. وأرسلت آلاف الأطنان من المواد الغذائية ومياه الشرب للمساهمة في أعمال الإغاثة وضبط الأمن وأعمال العنف التي انتشرت خاصة في مدينة نيو أورليانز التي غمر الماء 80% منها. ويبلغ عدد المحاصرين بالمركز نحو 25 ألف شخص، بالإضافة إلى عشرات الآلاف ما زالو محاصرين في المدينة بمياه الفيضان التي تسبب بها الإعصار. وقدر عضو مجلس الشيوخ الأميركي ديفد فيتران عدد ضحايا إعصار كاترينا بأكثر من عشرة آلاف قتيل في ولاية لويزيانا وحدها. وإزاء تصاعد الانتقادات الموجهة لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بسبب بطء إغاثة المنكوبين في إعصار كاترينا، انتقل بوش بنفسه إلى موقع الكارثة ليطمئن سكان المنطقة المنكوبة باستجابته السريعة والحاسمة للسيطرة على الوضع. وأمر الرئيس الأميركي أمس بإرسال عشرات الآلاف من قوات الحرس الوطني إلى نيو أورليانز, وأعلن عن مساعدات عاجلة بقيمة 10.5 مليارات دولار كخطوة أولى إلى جانب نشر قوات الحرس الوطني, التي كان جزء منها قد خدم في العراق. واعترف الرئيس الأميركي لدى وصوله إلى مقر العمليات بأن عمليات الإنقاذ كانت بطيئة, وتعهد "بإعادة بناء" نيو أورليانز والمناطق المنكوبة الأخرى. في المقابل أعلن رئيس لجنة الشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ سوزان كولينز من الحزب الجمهوري والعضو الديمقراطي باللجنة جوزيف ليبرمان أنهما سيفتحان تحقيقا فيما وصفاه "الإخفاق الكبير" في استجابة إدارة بوش للإعصار. وأضافا في بيان مشترك أن هناك قصورا خطيرا في الاستعدادات والاستجابة عرقل جهود الإغاثة في وقت حرج. وركزت الانتقادات على جوانب عرقية وسياسية، فقد عزا النواب السود في الكونغرس تأخر عمليات الإغاثة لأن معظم سكان المناطق المنكوبة هم أميركيون من أصل أفريقي. وهاجم القس الأميركي الأسود جيسي جاكسون الرئيس بوش، معتبرا أن الأميركيين السود مستبعدون من مراكز المسؤولية في إدارة عمليات الإغاثة. كما ركزت انتقادات سياسية أخرى على حرب العراق حيث خرجت نداءات تطالب بإعادة القوات الأميركية من العراق للمشاركة في جهود الإنقاذ. وبرر منتقدو بوش تأخر المساعدات بانشغال إدارته بالعمليات العسكرية في العراق وأفغانستان التي تكلف الاقتصاد الأميركي مليارات الدولارات.