في الوقت الذي بدا فيه الإعصار "غوستاف" وكأنّه يفقد قوته، وهو يضرب سواحل نيو أورليانز، تعزّزت قوة العاصفة الإستوائية "هانا" على سواحل الباهاماس لتصبح إعصارا من الدرجة الأولى. وقال مركز الأعاصير الوطني إنّ "هانا" تعززت إلى إعصار من الفئة الأولى بسرعة رياح بلغت 75 عقدة. وأصدر تحذيرات من إعصار يضرب وسط وجنوب شرق الباهاماس وكذلك جزر توركس وكيكوس. كما لم يستبعد المركز أن يشمل محيط العاصفة-الإعصار جنوب فلوريدا. ورغم أنه ضرب صناعتي الطاقة والصيد في لويزيانا، برياح بلغت قوتها 110 عقدة، إلا أنّ "أداء" غوستاف منح الأمل في أن تتجنب المنطقة حجم الكارثة التي خلفها إعصار "كاترينا" قبل ثلاث سنوات. وأعلن مركز الأعاصير الوطني أنّ الإعصار "غوستاف" تراجع إلى الدرجة الأولى. وعبّر المسوؤولون عن ثقتهم في قوة السدود وقدرتها على الصمود أمام "أمواج" عاتية من المياه حركتها الرياح القوية صوب القناة الرئيسية في نيو أورليانز. وبدأت الرياح الناجمة عن الإعصار "غوستاف" تضرب مدينة "نيو أورليانز"، متسببة بانقطاع التيار الكهرباء ومصادر الطاقة عن بعض الأحياء والمستشفيات في المدينة. لكنّ متحدثة باسم "هيئة مهندسي القوات المسلحة" أوضحت أنّه ما من علامة على "تصدع السدود في الوقت الحاضر." وأضافت المتحدثة سوزان فورنييه "مازلنا نراقب الوضع على الميدان." وقال عمدة نيو أورليانز ري نيجين إنّ فترة الظهيرة تعدّ "مفتاحا" في تقييم الوضع. وأوضح أنّ أضعف جزء من السدّ الذي يحمي المدينة يقع على الضفة الغربية من نهر المسيسيبي وبالتالي لا يمكننا معرفة كامل تأثير العاصفة إلا لاحقا بعد الظهر." كما ذكر مراسل CNN بالمدينة أن الطاقة انقطعت عن الأحياء الغربية لمدينة نيو أورليانز كما انقطعت الكهرباء عن أعمدة الإنارة في الحي الفرنسي بالمدينة بعد ذلك بحدود عشر دقائق، فيما انقطعت مصادر الطاقة عن مستشفى الأطفال ومستنشفى "إيست جيفرسيون" في المدينة وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن "أم الأعاصير" قد يجتاح لويزيانا وشمال شرقي ولاية تكساس طوال أيام، وسينجم عنه أمطار غزيرة وفيضانات. وأفادت معلومات من جزر ساحلية قرب لويزيانا إلى أن الرياح بدأت تهب بقوة على الجزر والمناطق الساحلية، وأن سرعتها بلغت بحدود 160 كيلومتراً في الساعة. وكانت الولاية قد بدأت بأكبر عملية إجلاء في تاريخها، وفرّ قرابة 95 في المائة من سكانها، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة قبيل حلول الإعصار "غوستاف"، الذي يتوقع أن يجتاح المنطقة الساحلية بتأثيرات مدمرة اليوم الاثنين وفي الغضون، حرك الجيش الأمريكي طائراته العسكرية وقطعه البحرية بعيداً، عن مسار "غوستاف، فيما يستعد، في الوقت ذاته، لاتخاذ مواقع لتقديم المساعدات في مواجهته الأعصار المصنف ضمن الفئة الثالثة. وقال "مركز الأعاصير القومي" في ميامي إنّ سرعة الإعصار، وهو يقترب من السواحل الجنوبية للويزيانا بلغت 185 كيلومتراً في الساعة، وأنه لا يتوقع منه أن يشتد أكثر من ذلك قبل الاقتراب من البر. يشار إلى أن سرعة الإعصار من الفئة الثالثة تبلغ 175 كيلومتراً في الساعة. ويشار أن الإعصار "كاترينا" من الفئة الثالثة كذلك، الذي اجتاح المنطقة عام 2005بفيضانات غامرة، أسفر عن مصرع أكثر من 1800 شخصاً. وأدى "غوستاف" إلى مقتل 51 شخصاً جنوب غربي "هايتي" وثمانية آخرين في جمهورية الدومنيكان الأسبوع الماضي قبل تحركه نحو كوبا، بعد أن استجمع كامل قواه. وقال حاكم لويزيانا، بوبي جيندال، إن قوات الحرس القومي والشرطة تمشطان نيوأولينز، بحثاً عن سكان متخلفين لإجلائهم من المدينة. ومن جانبه قال عمدة المدينة، ري ناغين، إن السلطات المحلية ستفرض حظراً للتجوال، وحتى زوال خطر الإعصار، محذراً أنه سيتم التعامل بحزم مع عمليات السلب والنهب. الجيش الأمريكي يستعد لمواجهة "غوستاف" حرك الجيش الأمريكي قطعه البحرية وطائراته بعيداً عن مناطق المسار المباشر للإعصار إلى مناطق آمنة الأحد. وطالب سلاح الطيران بإجلاء كافة العاملين غير الضروريين من قاعدة "كيسلر" الجوية في "بيلوكسي" بالميسيسيبي، وقاعدة "وفرت بولك" بلويزيانا، الأحد. كما تستعد البحرية لتحريك ثلاثة قطع حربية برمائية من "نورفولك" بفرجينيا، إلى جانب البارجة USS Bataan، الأثنين. خسائر ''غوستاف'' قد تتعدى مليارات الدولارات وقال ناطق باسم القوة إن السفينية ستخصص لنقل الطعام والمياه والمواد الطبية إلى جانب مساعدات اغاثية أخرى، فيما ستسخر مروحياتها لعمليات البحث والإنقاذ. كما استنفرت "كتيبة فرقة الجبال العاشرة"، وقوامها 3 آلاف جندي، في استعداداً لنشرها في المنطقة. وعلمت CNN أن سلاح الجو الأمريكي عمل خلال يومي السبت والأحد على المساعدة في عمليات الإجلاء الجوية، كما شكل فريق أزمات داخل البنتاغون لتنسيق عمليات سلاح الطيران. وكان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الذي أعلن الأحد تخلفه عن المشاركة في مؤتمر الحزب الجمهوري، الذي سيبدأ الاثنين، للإلتقاء بفرق الطوارئ والإنقاذ، قد حث سكان مناطق الخليج الساحلية على الفرار من طريق الإعصار. وأشار محذراً: "هذا الإعصار خطر." ويذكر أن الحكومة الفيدرالية قدرت أن يبلغ حجم الأضرار الذي سيخلفها "غوستاف" على عقارات المنطقة، بنحو 29.3 مليار دولار. وعلى الصعيد السياسي، أجبر الإعصار الحزب الجمهوري على تغيير جدول برنامج مؤتمره الذي سينطلق الاثنين في مدينة "سانت بول" بمينسوتا، وحتى الخميس. وإلى ذلك، قدم رئيس المجلس القومي الديمقراطي السابق، دون فولر، اعتذاره عن تعليقه الساخر حول حلول "غوستاف" مع بدء المعسكر المنافس لاجتماعاته، قائلاً إن "الرب إلى جانب الديمقراطيين
