اختصر الرئيس الأميركي جورج بوش عطلته ليعود إلى واشنطن اليوم لمتابعة جهود إنقاذ المتضررين من إعصار كاترينا الذي ضرب السواحل الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة وأسفر عن مقتل المئات وتسبب في خسائر تقدر بالمليارات. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان إن الرئيس جورج بوش قرر اختصار عطلته -التي تستمر خمسة أسابيع- مشيرا إلى أن بوش سيتفقد بعض المناطق المنكوبة، لكن البيت الأبيض يريد التأكد أولا من أن هذه الزيارة لن تعطل عمليات الإغاثة. وفيما قال المركز القومي الأميركي للأعاصير في ميامي إن قوة كاترينا بلغت الدرجة الخامسة من مقياس سافير سيمسون المؤلف من خمس درجات، فقد قدر محللو المخاطر أن الإعصار سيكلف شركات التأمين ما يصل إلى 26 مليار دولار أي سيكون أكثر الأعاصير تكلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة.وضرب الإعصار ولاية لويزيانا ثم اجتاح مسيسبي وألاباما وتنيسي، ولكن مدينة بيلوكسي في ولاية مسيسيبي المطلة على خليج المكسيك كانت الأكثر تضررا حتى الآن من الإعصار. وقال عمدة مدينة بيلوكسي إنه يحتمل أن يكون مئات الأشخاص قد لاقوا حتفهم نتيجة للإعصار الذي تأكد حتى الآن أنه قتل قرابة مائة شخص في المدينة التي يقدر عدد سكانها ب50 ألف نسمة. وعجز سكان المدينة وغالبتهم من الفقراء الذين لا يملكون سيارات عن مغادرتها، كما عانت المدينة من انقطاع الكهرباء وتدمر فيها أكثر من 40 ألف منزل كليا أو جزئيا. أما مدينة نيو أورليانز في ولاية لويزيانا، فقد غادرها والمناطق القريبة منها نحو مليون شخص، فيما غرق جزء كبير منها بالمياه خاصة وأن القسم الأكبر منها منخفض ب60 سنتيمترا عن سطح البحر. وضرب الإعصار المدينة الساحلية بأمطاره الغزيرة ورياحه القوية التي بلغت سرعتها 257 كلم في الساعة، كما اجتاحت المدينة موجة مد وصل ارتفاعها إلى تسعة أمتار ليغرق أكثر من 80% منها حسبما قال عمدتها. وألقت الرياح الهادرة بالأنقاض في الهواء وأطاحت بالنوافذ في الفنادق العالية بالمدينة ومزقت سقف صالة لويزيانا سوبردوم العملاقة المغطاة للألعاب الرياضية التي لجأ إليها 10 آلاف شخص هربا من العاصفة الخطيرة. وفي مواجهة الثغرات التي أحدثتها المياه في السد الذي يحمي المدينة، فقد وضعت السلطات الأميركية خططا لإجلاء الآلاف الذين لجؤوا إلى الصالة الرياضية المغطاة وملاذات أخرى وشرعت في تنفيذ خطة جريئة لإسقاط أجولة رملية عملاقة جوا لسد الثغرات في نظم حماية المدينة من المياه. وقد تم إنقاذ المئات ولكن أضعافهم لا يزالون محاصرين فوق أسطح المباني وربما يكون عدد كبير منهم قد غرق.