طلبت الولاياتالمتحدة من حلف شمال الأطلسي (ناتو) المساعدة في نقل المساعدات الأوروبية لضحايا الإعصار كاترينا الذي ضرب ثلاث ولايات جنوبية الأسبوع الماضي وأودى بحياة مئات الأشخاص. ومن المتوقع أن يبت سفراء الحلف في هذا الطلب غدا الجمعة وأن تتشكل مهمة في غضون ثلاثة أو خمسة أيام لتنفيذه. وقال مسؤول في الحلف طلب عدم نشر اسمه إنه من الممكن استخدام النقل البحري الثقيل في نقل المساعدات. وكانت الدول الأوروبية عرضت مساعدات كبيرة تتمثل في مواد غذائية وأدوية وأغطية وغيرها من المساعدات لضحايا الكارثة. في هذا السياق أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيطلب من الكونغرس صرف 51.8 مليار دولار إضافية لمواجهة تداعيات الإعصار كاترينا. من جهته أعلن مسؤول في الخارجية الأميركية أن الولاياتالمتحدة قبلت حتى الآن مساعدات عينية ومالية بقيمة مليار دولار من نحو 45 بلدا. وقال هاري توماس -الذي كلفته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بتنسيق رد واشنطن على الحكومات التي عرضت تقديم مساعدات- إن "كل العروض الأخرى لا تزال قيد الدرس. يأتي ذلك في وقت تقوم فيه قوات من الشرطة الأميركية ووحدات عسكرية تابعة للحرس الوطني بدفع مواطني مدينة نيو أورليانز إلى الخروج من منازلهم بالقوة في عملية إجلاء قسري للناجين من إعصار كاترينا. وتقدر السلطات المحلية في ولاية لويزيانا أن ما بين 10 و15 ألف شخص مصرون على البقاء في مدينتهم. وأعلن قائد الشرطة في المدينة أيدي كومباس أن عمليات السلب والنهب توقفت تماما, في حين أعلن عمدة المدينة راي نيغن أن المهمة الأساسية باتت في تجفيف المدينة التي لا يزال 60% منها تحت المياه. وذكر سلاح الهندسة في الجيش الأميركي أن 23 مضخة من أصل المضخات ال148 التي أرسلت إلى المدينة بدأت تعمل على ضخ المياه من شوارع نيو أورليانز. في الأثناء أعلن مسؤولون في الكونغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب تشكيل لجنة تحقيق مشتركة تضم نوابا من الأكثرية والمعارضة لإجراء تحقيق في سلوك الإدارة الأميركية عقب الإعصار كاترينا. وقال رئيس مجلس النواب دنيس هاسترت وزعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ بيل فيرست إن مهمة هذه اللجنة المشتركة هي أن تستعرض على جميع مستويات الدولة الاستعدادات وأعمال الإغاثة الفورية لمواجهة الإعصار. وأوضح هاسترت وفريست اللذان ينتميان إلى الحزب الجمهوري أن لجنة التحقيق المشتركة سترفع تقريرها في موعد أقصاه 15 فبراير/ شباط المقبل. وبتأسيس لجنة الكونغرس هذه تكون ثلاثة لجان أميركية قد بدأت تحقيقات لمعرفة الخلل ألذي نجم بسببه هذا العدد الهائل من الخسائر في الأرواح والممتلكات. على صعيد ذي صلة توفي خمسة نازحين من منكوبي الإعصار نتيجة إصابتهم بمرض جرثومي ينتشر عادة بسبب المياه الملوثة. وحذر الأطباء من الآثار الصحية والبيئية الخطيرة التي يمكن أن تحدثها مياه الفيضانات الملوثة حيث تنتشر الجثث المتحللة والسموم الناتجة عن تسرب كميات كبيرة من النفط والمواد الكيميائية إلى المياه في المدينة. ويعتقد أن المياه نفسها ابتلعت آلاف الجثث ما يزيد من احتمال انتشار الأمراض. وقال مسؤول في لويزيانا إن 25 ألف كيس خاصة بنقل الجثث وصلت إلى نيو أورليانز.