طلبت الولاياتالمتحدة من حلف شمال الأطلسي المساعدة في نقل المساعدات الأوروبية لضحايا الإعصار كاترينا الذي ضرب ثلاث ولايات جنوبية.. ومن المتوقع أن يبت سفراء الحلف في هذا الطلب الجمعة وأن تتشكل مهمة في غضون ثلاثة أو خمسة أيام لتنفيذه. وقال مسؤول في الحلف طلب عدم نشر اسمه إنه من الممكن استخدام النقل البحري الثقيل في نقل المساعدات. وكانت الدول الأوروبية عرضت مساعدات كبيرة تتمثل في مواد غذائية وأدوية وأغطية وغيرها من المساعدات لضحايا الكارثة. يأتي ذلك فيما أرسلت السلطات الأمريكية حوالي 25 ألفا من أكياس جمع الجثث إلى مدينة نيو اورلينز حيث بدأت السلطات هناك في انتشال جثث الضحايا بعد غرق مدينتهم بفعل إعصار كاترينا. ومازالت الجثث طافية في المياه التي تغمر شوارع المدينة في ظل تزايد المخاوف الصحية بشأن السكان المطوقين داخل منازلهم. وفيما توفي ثلاثة أشخاص بسبب المياه الملوثة حيث أصيبوا ببكتريا مرتبطة بالكوليرا، بدأت السلطات في منطقة "سانت بيرنارد" القريبة من مدينة نيوأورلينز، الأربعاء، في نقل جثث أكثر من 30 شخصا تم العثور عليها داخل ملجأ لكبار السن، وذلك بالتزامن مع استعدادات تقوم بها قوات الشرطة لإجلاء باقي سكان المدينة بالقوة إذا لزم الأمر تنفيذا لأوامر عمدة المدينة. ويقدر المسؤولون عدد السكان داخل المدينة، حاليا، بين 10 و15 ألفا. ومن جانبه أوضح جاك ستيفنز، عمدة منطقة "سانت بيرنارد" أن الجثث تم العثور عليها في ملجأ "سانت ريتا"، وأن السلطات تمكنت من إنقاذ ما بين 40 و50 شخصا كانوا بداخل المكان. وتقع المنطقة شرق مدينة نيوأورلينز، التي تقرر إجلاء جميع سكانها بدون استثناء، وفقا لقرار أصدره راي ناجين عمدة المدينة. وأوضح مسؤول الشرطة في المدينة إيدي كومباس، أن عملية الإجلاء بالقوة لن تبدأ حتى يتم الإنتهاء من إجلاء الراغبين في الخروج من المدينة. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد القتلى في لويزيانا حتى الآن يبلغ 83، إلا أن المسؤولين يتوقعون أن تكون الكارثة قد تسببت في مقتل الآلاف. وعلى صعيد آخر، لم تنحصر انعاكاسات "كاترينا" على الخسائر الاقتصادية الفادحة أو الدمار الشامل الذي خلفته، بل يتجه الإعصار لإثارة جدلاً محتدماً حول اللفظ المطلق على سكان مدينة نيوأورليانز الذين شردتهم الكارثة والرافضين للقب "لاجئين." وتجاهد العديد من وكالات الإنباء في إيجاد اللفظ المناسب فالعديد منهم أطلق لقب "لاجئين" على منكوبي الكارثة، وهو ما أثار حفيظة وغضب وانتقاد العديد خاصة الجاليات السوداء. وتزعم تلك المجموعات الغاضبة أن اللفظ المطلق على الضحايا، وغالبيتهم من السود، يوحي بأنهم مواطنين من الدرجة الثانية وليسوا حتى مواطنين أمريكيين، نقلاً عن الأسوشيتد برس.