قفز عدد قتلى الإعصار كاترينا إلى 711 في حصيلة رسمية مؤقتة، بعد أن رفع مسؤولو لويزيانا عدد الوفيات المؤكدة في الولاية إلى 474 عقب العثور على 51 جثة جديدة. وكان هناك 218 وفاة مؤكدة في ولاية المسيسيبي و19 وفاة أخرى في ولايات فلوريدا وألاباما وجورجيا وتينيسي من جراء الإعصار يوم 29 أغسطس/آب الماضي. وأعلنت السلطات في جنوبالولاياتالمتحدة أن "عدد القتلى أقل مما كان البعض يعتقد" على حد تعبير الأميرال في حرس الحدود تاد آلن المنسق الجديد لعمليات الإغاثة. وأضاف "بقدر ما تتراجع المياه نجد قتلى بأعداد أقل مما كان يخشى البعض"، لكنه رفض ذكر أي تقديرات. وتوقع مسئول عسكري آخر رقما أصغر من عشرة آلاف الذي ذكر الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن الرقم "طرح في لحظة انفعال كبير.. نحتاج إلى أيام عدة لإنهاء عمليات البحث". في هذه الأثناء تتواصل عمليات تجفيف المناطق التي ما زالت تغمرها المياه منذ مرور الإعصار كاترينا. وتتركز عمليات التجفيف في مدينة نيوأورليانز حيث تستخدم 40 مضخة لتجفيف الأحياء التي ما زالت غارقة في مياه متعفنة. ومع أن منسوب المياه بدأ يتراجع، فقد بقي نحو نصف المدينة غارقا تحت المياه. واستمر جمع الجثث في المدينة الأكثر ضررا جراء الإعصار مع انحسار المياه. وتنتقل فرق من رجال الإنقاذ من منزل إلى منزل بحثا عن جثث محتملة، بعدما أجبرت الفيضانات التي سببها الإعصار نحو مليون شخص على مغادرة منازلهم. وقال مسئولون إن 160 ألف منزل يجب أن تدمر. وقد لا يتم العثور على كثير من الجثث, إما لأن البحر قد ابتلعها أو لأنها طمرت تحت أطنان من الوحول. تزامنا مع ذلك بدأت السلطات الأميركية بالسماح لسكان نيوأورليانز بالعودة إلى أجزاء معينة من المدينة، وذلك للمرة الأولى منذ أن ضربها الإعصار قبل أسبوعين. في غضون ذلك شرع مجلس الشيوخ الأميركي في عقد سلسلة من الجلسات ضمن إطار التحقيق في كيفية تعامل الحكومة مع الإعصار كاترينا. ورأت رئيسة اللجنة المكلفة بالتحقيق أن تدابير التدخل في حالات الكوارث التي تشكلت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول فشلت في أول امتحان حقيقي لها. وقالت سوزان كولين عن الحزب الديمقراطي إن التدخل كان بطيئا وافتقد إلى التنسيق بين الأجهزة الحكومية. وأضافت أنه رغم الأموال الطائلة التي رصدت للتدخل في حالات الطوارئ فإن التدخل اتسم بالارتباك وغياب التنسيق. وجاء انعقاد هذه الجلسة بعد يوم من اعتراف الرئيس جورج بوش بعدم نجاعة تدخل الأجهزة الفدرالية بعد وقوع الإعصار وإعلانه تحمل المسؤولية عن تقصيرها. في غضون ذلك ضرب الإعصار أوفيليا برياح قوية وأمطار غزيرة سواحل ولاية كارولينا الشمالية، مهددا بوقوع فيضانات خطرة وأمواج عنيفة من الأعاصير. وزادت قوة الإعصار أوفيليا مع اقترابه من سواحل الولاية، وازدادت سرعة الرياح لتصل إلى 129 كلم/سا. وتتخذ السلطات الأميركية احتياطات كبيرة استعدادا لهذا الإعصار، لتفادي ما حصل في الإعصار كاترينا. وهرب الآلاف من منازلهم في جزر حدودية قبالة ولاية كارولينا الشمالية بعدما استعادت العاصفة الاستوائية أوفيليا قوتها لتتحول مجددا إلى إعصار، وتحركت باتجاه ساحل جنوب شرق الولاياتالمتحدة. ولتجنب الانتقادات التي وجهت إليها أرسلت الحكومة الفدرالية أميرالا من حرس السواحل إلى كارولينا الشمالية لتنسيق جهود الإغاثة قبل بدئها، كما أصدرت الأوامر بإخلاء جزيرة هاتراس من سكانها البالغ عددهم 20 ألفا. وحثت السلطات الأشخاص على مغادرة جزر حدودية أخرى، وأراض منخفضة وبلدات ساحلية. ودعا حاكم ولاية كارولينا الشمالية إلى عدم الاستخفاف بأوفيليا، وقد أغلقت المدارس والموانئ والجسور وتوقفت العبارات وفتحت ملاجئ الإيواء على طول ساحل ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية، وأعلنت حالة التأهب بين قوات الحرس الوطني. واتخذت كل هذه الاحتياطات رغم أنه من المتوقع ألا تتعدى أوفيليا الدرجة الأولى من مقياس سافير-سمبسون للأعاصير المكون من خمس درجات. والأعاصير من هذا النوع يمكنها إغراق المناطق الساحلية والطرق المطلة على البحر، إضافة إلى اقتلاع الأشجار وخطوط الكهرباء، ولكن نادرا ما تتسبب بأضرار هيكلية.