تواصلت في الساعات ال24 الماضية الهجمات والتفجيرات في أنحاء متفرقة من العراق وتركز معظمها في شمال العاصمة بغداد. وأسفر آخر هذه الهجمات عن مقتل ضابط شرطة برصاص مجهولين بينما كان في منزله بأحد أحياء مدينة كركوك. وفي بعقوبة قتل مسلحون 17 من عناصر الشرطة والجيش العراقيين وأصابوا 16 آخرين بجروح في ثلاثة هجمات متفرقة قرب هذه المدينة. ووقع الهجوم الأول عند نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي ولقي فيه أربعة جنود حتفهم. وفي وقت لاحق قتل أربعة من ضباط الشرطة على أيدي مسلحين عند نقطة تفتيش في وسط المدينة، في حين وقع الهجوم الثالث على نقطة تفتيش مشتركة للشرطة والجيش على بعد أربعة كيلومترات جنوبالمدينة وقتل فيه سبعة من رجال الشرطة وجنديان. وفي سامراء قتل خمسة عراقيين بينهم امرأة وطفلان وأصيب 11 آخرون عندما سقطت قذيفة هاون على منزل في حي المعتصم وسط المدينة التي قتل فيها كذلك جندي وأصيب ثلاثة آخرون جراء سقوط عدد من قذائف الهاون على مقر عسكري. وفي الضلوعية قتل جندي عراقي وجرح آخر في انفجار عبوة ناسفة، كما قتل أحد عناصر الشرطة في إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين في منطقة الشرقاط. وفي بلد قتل مسلح وأصيب جندي عراقي في اشتباكات بين قوات الأمن العراقية ومسلحين. وفي العاصمة بغداد أصيب أربعة مدنيين عراقيين في هجوم مسلح من مجهولين في منطقة الدورة. يأتي ذلك في وقت تجري فيه اشتباكات بين القوات الأميركية والعراقية ومسلحين في مدينة تلعفر شمال غرب بغداد، يشارك فيها 5000 جندي أميركي وعراقي في عملية هي الأضخم من نوعها منذ محاصرة مدينة الفلوجة العام الماضي. وتشير الأنباء إلى أن اشتباكات دارت في وقت متأخر من مساء أمس دامت 45 دقيقة. وأشارت مصادر طبية إلى أنه ليس هناك حصر حتى الآن لعدد المصابين لصعوبة وصول سيارات الإسعاف للمنطقة بسبب خطورة الوضع. وتتحدث بعض التقارير عن مقتل 30 مسلحا خلال اشتباكات أمس التي شملت البحث من منزل إلى منزل, كما قتلت طائرات الأباتشي 27 آخرين. يأتي تدهور الوضع الأمني في وقت استمر فيه الجدل بشأن مسودة الدستور العراقي الجديد التي قدمت للجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) تمهيدا لطرحها على استفتاء عام منتصف الشهر القادم. وفي هذا الإطار أكد العضوان في لجنة صياغة الدستور جواد المالكي وسعد الجنابي أن اتصالات ولقاءات لا تزال تجرى بشأن مسألة الهوية والوحدة وتقاسم الثروات وأن الباب لا يزال مفتوحا أمام تغيير في صيغ بعض البنود الخلافية. وقال المفاوض الشيعي خالد العطية إن المناقشات تهدف لإجراء تعديلات طفيفة حول بعض الألفاظ التي وردت بالدستور "لإرضاء بعض الأطراف". وقد أكد مفاوضون سنة وأكراد استمرار المباحثات، وأشار إلى ذلك أيضا دبلوماسي غربي قائلا إنها ترمي لتعديلات محدودة لتقريب شقة الخلاف حول المسائل العالقة. يأتي ذلك في وقت دعا فيه مؤتمر أهل العراق الذي يضم عددا من الأحزاب والهيئات السنية العراقية إلى تعديل مسودة الدستور بما يتلاءم مع الهوية العربية للعراق. ورفض المؤتمر مبدأ الفدرالية للوسط والجنوب، مؤكدا ضرورة اعتماد مبدأ اللامركزية كبديل مؤقت. وأكد المؤتمرون في بيانهم الختامي رفضهم تقسيم العراق وتبديد ثرواته تحت اسم الفدرالية. وكذلك رفع أي نص في الدستور فيه انتقاص لوحدة العراق أو تشويه هويته العربية والإسلامية. وشدد البيان على ما أسماها مشروعية مقاومة المحتل بمختلف الوسائل باعتبارها حقا مشروعا حسب تعبير البيان.