كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة "التغذية" الأمريكية المتخصصة، عن أن خلاصة فاكهة الرمَان فعالة فى إعاقة الأنزيمات المسؤولة عن إصابات التهاب المفاصل العظمي، وحماية الغضاريف من التلف. ووجد باحثون فى كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف الأمريكية، أن فاكهة الرمان تملك قوة مضادة للبروتين الالتهابي، المعروف باسم "انترلوكين-1 بي"، الذى يلعب دورا مهما فى تحلل الغضاريف عند الأشخاص المصابين بالالتهابات المفصلية العظمية. وأشار هؤلاء إلى أن العلاج الحالى لالتهاب المفاصل العظمي، الذى يؤثر على حوالى 20 مليون شخص فى الولاياتالمتحدة، حسب إحصاءات معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، ذات فعالية محدودة، ولا تساعد فى إبطاء أو تأخير تلف المفاصل والغضاريف، الناتج عن تقدم المرض. وأوضح الأطباء أن التهاب المفاصل من أكثر الأمراض الشائعة، التى تدفع الكثير من الناس إلى طلب العلاج التقليدي، أو بالأعشاب ،التى لم يخضع معظمها للتقويم الطبى والدوائى واختبارات السلامة. وقد تتداخل بصورة سلبية مع العلاج الحالي، لذا فإن الاستخدام الحذر للأدوية العشبية والمكملات الغذائية، خلال المراحل المبكرة من المرض أو العلاج، يمثل ضرورة ملحة، للحد من تقدمه إلى مراحل خطرة. وقد جذبت مركبات الفلافونويد النباتية الموجودة فى الفواكه والخضراوات انتباه الأوساط الطبية والعلمية، بعد اكتشاف تأثيراتها الصحية المفيدة فى الكثير من الأمراض المختلفة، وقد حظى الرمان بالذات باهتمام بالغ، نظرا لخصائصه المضادة للتأكسد والالتهاب فى أنواع كثيرة من العلل والاضطرابات. وتعد الدراسة الجديدة الأولى، التى تثبت قدرة خلاصة هذه الثمار على منع أو تأخير تدهور الغضاريف، الناتج عن التهابات المفاصل. وأظهرت الدراسات الحيوانية السابقة الخاصة بأمراض السرطان، أن خلاصة فاكهة الرمان من أقوى المواد المضادة للأورام الخبيثة، كما بينت دراسات أخرى، أجريت على الفئران والبشر، أن لها تأثيرا علاجيا ووقائيا مساعدا فى أمراض القلب الوعائية، بسبب عناصرها المضادة للتأكسد غير السمية، التي يمتصها الجسم بسرعة. ووجد الباحثون فى دراستهم، بعد إضافة الخلاصة المائية لفاكهة الرمان على مستنبتات خلوية من عينات نسيجية، سحبت من غضروف بشرى متأثر بالتهاب المفاصل العظمي، أنها كانت فعالة فى حماية الغضروف من التلف، إلى جانب خصائصها المضادة للالتهاب والتأكسد المكتشفة أصلا. وفسر العلماء الأمر بأن بروتينات "انترلوكين-1 بي" تسبب إنتاجا مفرطا للمواد الالتهابية فى الجسم، ومنها إنزيمات خاصة بإعادة التشكل النسيجي، وعند زيادة إفراز تلك البروتينات فى الحالات المرضية، كما يحدث فى التهاب المفاصل العظمي، فإنها تدمر الغضروف، وتؤدى إلى تحلل المفصل وتلفه. ولاحظ الباحثون أن خلاصة ثمار الرمان منعت الإفراط فى إنتاج الإنزيمات المذكورة فى الخلايا الغضروفية البشرية، مما يدل على أن تناولها قد يساعد فى حماية الغضاريف من تأثيرات المواد الالتهابية الضارة. وأكد الخبراء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لقياس معدل امتصاص خلاصة الرمان فى المفاصل، وتحديد درجة نشاطها فى ترميم الغضاريف التالفة، ومدى فعاليتها فى معالجة التهابات المفاصل الأخرى كالروماتيزم وغيره. (العرب اونلاين):