تعاني العديد من مناطق اليمن أزمةً حادةً في مياه الشرب والزراعة والاستعمالات الأخرى، يحصل هذا في وقت بات فيه اليمنيون لا يعولون كثيراً حتى على الآبار التي نضب الكثير منها، فاليمن من البلدان التي لا توجد فيها أنهار وتعتمد اعتماد كامل على المياه الجوفية. وأفاد تقرير حديث أن مشكلة المياه في اليمن من اخطر الكوارث التي تهدد البلد كونها من أهم أسباب الفقر لتسببها بحرمان أعداد هائلة من الأيدي العاملة من المشاركة في القطاع الزراعي. ويذكر أن حوض صنعاء المائي يواجه خطرًا, وتظهر الإحصاءات الرسمية أن 50% فقط من سكان صنعاء البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة لديهم مياه جارية في منازلهم، بينما تصل المياه الصالحة للشرب في المدن الأخرى لعدد أقل من السكان، في حين لا توجد هذه الخدمة أصلاً في الأرياف. وتتوقع بعض التقديرات نضوب المخزون المائي لمنطقة للحوض نتيجة عدد من الممارسات الخاطئة والتي منها: الاستمرار في الحفر العشوائي, وكذا استمرار تحويل أراضي الزراعة المطرية إلى زراعة مروية بالمياه الجوفية, و التوجه نحو زراعة القات, و ارتفاع أسعار أنظمة الري الحديث وصغر حجم الحيازات الزراعية وضعف تطبيق القانون للحد من الحفر العشوائي للأبار, بالإضافة إلى ضعف دور المجالس المحلية والجمعيات في الحد من الحفر العشوائي وإيقاف الري بالطرق التقليدية. ومحدودية قدرة البرنامج الوطني للري على تغطية المساحات المروية بشبكات الري الحديث وارتفاع نسبة الفاقد للتانج عن الري التقليدي للمحاصيل في ظل الإقبال المحدود من قبل المزارعين على تبني الري الحديث. بهذا الخصوص ولمحاولة الحد من هذا الخطر القادم نظم البنك الدولي فعالية بحضور عدد من الجمعيات الزراعية التي استعرضت أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه عملها إزاء قضية المياه, خلال الفعالية ألقى السيد استيفن مدير قطاع المياه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكد في مجملها على أهمية المشاركة المجتمعية مع الهيئات والجهات المختلفة للحد من هذه المشكلة وإيجاد الحلول الجذرية من خلال الاستماع إلى المشاكل المتعلقة بها من قبل المهتمين والجمعيات الزراعية, وأوضح أن دور البنك الدولي هو توجيه الدعم للجمعيات الزراعية بالتعاون مع الجانب الحكومي كون مشكلة المياه في اليمن باتت حساسة ولا يوجد وقت نضيعه حيث لاتزال الكثير من المعوقات تواجه المياه في اليمن عموما وحوض صنعاء خصوصا. وللحد من هذه المشكلة قدمت الحلول والمقترحات لعل أهمها, الحد من الحفر العشوائي بالتنسيق مع المجالس المحلية والمشائخ والأعيان والوجهاء, قيام البرنامج الوطني للري بدوره للتقليل من نسبة فاقد الري عن طريق تشجيع وتبني شبكة الري الحديثة, البحث عن تمويلات لتغطية المساحات المروية في حوض صنعاء, وتشجيع تغير النمط المحصولي وتبني نمط الزراعة الراسية عبر البيوت البلاستيكية وتحفيز المزارعين على اقتنائها.