أدلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بصوته في أول انتخابات برلمانية وبلدية تشهدها البلاد منذ نحو 30 عاما. واعتبر أن "الأفغان اليوم يصنعون التاريخ ويحددون مستقبلهم" بعد الحروب والتدخلات الأجنبية التي عصفت بالبلاد في السنين الماضية. وشدد كرزاي الذي جاء إلى السلطة عبر انتخابات رئاسية جرت في أكتوبر/تشرين أول 2001 على أن انتخابات اليوم ستكون شفافة وحرة. وبعد فتح صناديق الاقتراع بقليل أعلنت الشرطة الأفغانية أن قذيفتين سقطتا على مقر الأممالمتحدة في العاصمة كابل مما أدى لإصابة أحد العاملين ببعثة المنظمة الدولية. وأفاد مراسل الجزيرة بأن خمسة صواريخ سقطت في محيط جلال آباد وولاية كونار، دون أن يسفر ذلك عن إصابات. وقد لقي خمسة أشخاص مصرعهم قبيل ساعات من بدء عمليات الاقتراع. فقد أعلنت السلطات أن مسلحين نصبوا كمينا لدورية للشرطة في ولاية خوست شرقي أفغانستان حيث قتلوا ضابطين وأصابوا اثنين آخرين بجروح، وأضافت أن ثلاثة من المسلحين قتلوا في الحادث. ومن المتوقع أن تشهد هذه الانتخابات إقبالا جماهيريا واسعا لاختيار أعضاء البرلمان الأفغاني المؤلف من 249 مقعدا, رغم تهديدات حركة طالبان بإفشال الانتخابات وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال نحو 12.5 مليون ناخب وجهت لهم الدعوة للمشاركة في أول انتخابات برلمانية وبلدية منذ عام 1969, وسط توتر أمني شديد, ومخاوف من حصول عمليات تزوير. ومن المتوقع أن تشهد هذه الانتخابات إقبالا جماهيريا واسعا لاختيار أعضاء البرلمان الأفغاني المؤلف من 249 مقعدا, رغم تهديدات حركة طالبان بإفشال الانتخابات. وتجرى الانتخابات بعد أربع سنوات من الإطاحة بحكومة طالبان عقب هجوم كاسح شنته الولاياتالمتحدة عقب تعرضها لهجمات 11 سبتمبر/أيلول التي شنها تنظيم القاعدة الذي كان يتخذ من أفغانستان مقرا له. وتشرف على الانتخابات إضافة إلى اللجان الحكومية والمحلية, الأممالمتحدة التي دعت الأفغان إلى المشاركة بكثافة في الاقتراع من أجل طي صفحة الحرب الطويلة. ودعا رئيس اللجنة الانتخابية باسم الله بسمل الأفغان إلى تخطي التقاليد السياسية المحلية التي يسيطر عليها زعماء العشائر والمليشيات المسلحة من أجل انتخاب الممثلين المناسبين للمجتمع.ويخشى مدير اللجنة الانتخابية الأفغانية بيتر أربن من ألا تفتح بعض مراكز الاقتراع لأسباب أمنية. وتقع المناطق المتوترة والمؤلفة من نحو عشر ولايات من أصل 34 على طول أو بمحاذاة الحدود الباكستانية, في شمال شرق وجنوب غرب البلاد. وتشهد هذه المناطق تصعيدا في أعمال العنف منذ بداية العام. غير أن المناطق الأخرى ليست بمنأى عن الحوادث الأمنية, بما فيها كابل, حيث قتل أربعة من أفراد الشرطة الأفغانية عشية بدء أول انتخابات تشهدها البلاد منذ سقوط نظام طالبان. كما قتل 11 شخصا من بينهم أربعة من طالبان في هجوم نفذه مسلحون يشتبه في أنهم ينتمون إلى حركة طالبان في العاصمة. ويقوم على حفظ الأمن أثناء الانتخابات نحو 100 ألف جندي وشرطي أفغاني مدعومين ب30 ألف عنصر من القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي. ومن التدابير الأمنية التي اتخذت في قندهار معقل حركة طالبان جنوبأفغانستان, انتشار قوى أمنية عند مداخل المدينة. ومنع مرور السيارات باستثناء تلك التي تملك رخصا خاصة. وينتشر 1400 شرطي في 239 مركز اقتراع في ولاية قندهار و هناك2000 غيرها موزعة في المناطق ال17 في الولاية. وفككت هذا الأسبوع ثلاث قنابل في قندهار. واعتقل ثلاثة أشخاص يحملون متفجرات. كما استهدفت هجمات عدة دوريات عسكرية. وقتل في الجنوب الأفغاني منذ بدء العملية الانتخابية ثمانية مرشحين وموظفين انتخابيين. مصدر القلق الثاني في الانتخابات الأفغانية هو الوقت المخصص لعملية الاقتراع واحتمال حصول عمليات تزوير. وأفادت اللجنة الانتخابية بأنه سيكون أمام كل ناخب مهلة أربع دقائق ونصف إلى سبع دقائق ونصف لاختيار مرشحين (واحد للجمعية الوطنية وآخر للمجلس المحلي). ويفترض أن يختار ناخبو كابل اسمين (كل اسم مرفق بصورة وبشعار) من أكثر من 600 مرشح خلال هذه الدقائق. ويرى عدد من المراقبين أنه لن يكون في إمكان جميع الناخبين التصويت في يوم واحد. وقد تحصل عمليات تزوير لاسيما بعد حملة انتخابية شابتها محاولات ترهيب عديدة وانحياز مسئولين محليين وأعمال عنف, بحسب تقرير صدر أخيرا عن الأممالمتحدة. ويشارك في مراقبة الانتخابات ثمانية آلاف مراقب مستقل, ولن يتمكن بعضهم من التوجه إلى كل المناطق لأسباب أمنية. ويظل عدد المراقبين غير كافٍ نظرا إلى عدد مراكز الاقتراع البالغ 26 ألفا. ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية بحلول العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل وظهور النتائج النهائية في ال22 من الشهر ذاته. الجزيره + الوكالات