قالت الهند يوم الثلاثاء إن خمسة جنود هنود قتلوا في هجوم على موقعهم قرب الحدود المتنازع عليها مع باكستان في كشمير بينما نفت اسلام اباد تورطها في الحادث. وقال وزير الدفاع الهندي ايه.كيه.انتوني للبرلمان "نفذ الكمين نحو 20 ارهابيا مدججين بالأسلحة الى جانب آخرين يرتدون الزي العسكري الباكستاني." ورفضت باكستان مزاعم تورطها في الهجوم على جنود هنود قائلة انها "لا أساس لها من الصحة" وانها ملتزمة بتعهداتها بوقف اطلاق النار وترغب في استئناف محادثات السلام مع الهند سريعا. وجاء هذا الهجوم بعد أيام قليلة من اقتراح باكستان استئناف مباحثات السلام المتوقفة مع الهند. وكانت المباحثات ألغيت في يناير كانون الثاني في أعقاب هجوم على الحدود قتل فيه جنديان هنود. ووضع هجوم يوم الثلاثاء وهو الاعنف منذ ان وافقت الدولتان على وقف لاطلاق النار عام 2003 الحكومة الهندية تحت ضغط كبير للرد بقوة وهي تستعد لعام انتخابي صعب العام القادم. واشتبك الجيشان الهندي والباكستاني اللذان يقفان وجها لوجه على طول حدود منطقة كشمير الشديدة التسلح في بونتش في يناير كانون الثاني الماضي اثر مقتل جنديين هنود وقطع رأس أحدهما. وفي مواجهة غضب شعبي بعد الحادث ألغت الهند محادثات سلام مع باكستان. وقال عمر عبد الله رئيس وزراء ولاية جامو وكشمير في تغريدة له على موقع تويتر يوم الثلاثاء "علمت في وقت مبكر من صباح اليوم بنبأ مقتل خمسة من جنودنا على خط المراقبة. وإني أبعث بتعازي القلبية الى أقاربهم." وكان يشير بخط المراقبة الى الخط الذي يقسم منطقة كشمير بين البلدين. وقال "هذه الحوادث لا تساعد الجهود الرامية الى إعادة العلاقات مع باكستان الى طبيعتها او حتى تحسين هذه العلاقات وتثير شكوكا بشأن المفاتحات التي صدرت عن حكومة باكستان في الآونة الأخيرة." وأثار مقتل الجنود الهنود يوم الثلاثاء ضجة في البرلمان الهندي وطالب النواب الحكومة بتفسير لما حدث. وقال وزير الدفاع الهندي أمام البرلمان ان نحو 20 متشددا الى جانب آخرين يرتدون الزي العسكري الباكستاني شاركوا في الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء على موقع للجيش الهندي في كشمير. وقال ار.بي.ان سينغ وكيل وزارة الداخلية الهندي وهو يقف امام البرلمان في نيودلهي "هذا حادث مؤسف للغاية. اذا كانت باكستان تريد تحسين العلاقات مع الهند فهذه ليست الطريقة." وقال براهما تشيرني أستاذ الدراسات الاستراتيجية في مركز الابحاث السياسية في نيودلهي "محادثات السلام كانت هشة على اي حال وتعرضت بالقطع الان لضربة خطيرة." وقال مصدر حكومي ان الهند استدعت نائب سفير باكستان في نيودلهي يوم الثلاثاء وقدمت له احتجاجا على مقتل الجنود الخمسة. وقال المصدر "استدعي نائب المندوب السامي الباكستاني منذ برهة وقدمت الحكومة احتجاجا شديد اللهجة على الحادث الذي وقع عند خط المراقبة" مشيرا الى الخط الذي يقسم منطقة كشمير بين الهند وباكستان. ونفت باكستان التورط في الحادث. ونفى مسؤول أمن باكستاني تورط بلاده في مقتل جنود هنود في منطقة كشمير المتنازع عليها. وقال مسؤول الامن لرويترز "لم يحدث اطلاق نار عشوائي من جانبنا." ونفى مسؤول آخر طلب ايضا عدم الكشف عن هويته لانه غير مخول بالتحدث مع الصحفيين حدوث اي تبادل للنيران على الحدود بين الهند وباكستان. وقال "لم يقع حادث مثل هذا. لم يحدث اطلاق نار على الحدود." وقالت الخارجية الباكستانية في بيان "أكدت سلطات الجيش عدم حدوث تبادل لاطلاق النار يمكن ان يسفر عن مثل هذا الحادث. هذه مزاعم لا أساس لها من الصحة." وأضافت "باكستان ملتزمة بعملية بناءة مستدامة تهدف للتوصل الى نتائج مع الهند وتتطلع الى استئناف مبكر لعملية الحوار." وذكرت مصادر عسكرية هندية ان الهجوم وقع في الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء على عمق 450 مترا داخل الاراضي الهندية حين كان ستة جنود يقومون بدورية. ونجا الجندي السادس من الكمين. وقال وزير الدفاع الهندي للبرلمان "اطمئن المجلس على ان جيشنا مستعد تماما لاتخاذ كافة الاجراءات للحفاظ على حرمة خط المراقبة." وقال مسؤولون هنود ان موقعا حدوديا في تشاكاندا باغ في مقاطعة بونتش تعرض للهجوم. وجاء هجوم يوم الثلاثاء بينما كانت الهند تدرس اقتراحا باكستانيا باستئناف محادثات السلام التي علقت في يناير كانون الثاني عقب اشتباك حدودي. وقال مسؤولون هنود ان باكستان سعت لعقد اجتماع بين رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي أعطى قضية تحسين العلاقات مع الهند أولوية في حملته الانتخابية في مايو ايار ونظيره الهندي مانموهان سينغ على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر ايلول.