أعلن محافظ البصرة محمد الوائلي أن السلطات المحلية في المدينة اتخذت قرارا بعدمَ التعاون مع القوات البريطانية وذلك بعد تدخل هذه القوات لإطلاق سراح اثنين من جنودها كانا رهن الاعتقال لدى السلطات العراقية. وقال كبار المسؤولين في المدينة إن على بريطانيا ان تقدم اعتذارا عن الحادثة وتقوم بتسليم الجنديين الى الشرطة العراقية لاستجوابهما. كما طالب المسؤولون بأن تدفع بريطانيا تعويضات عن الخسائر التي تسببت فيها القوات البريطانية لدى تدخلها لإطلاق سراح الجنديين وكذلك لعائلات خمس ضحايا قتلوا في الاشتباكات التي جرت يوم الإثنين والتي كانت القوات البريطانية طرفا فيها. وقال المسؤولون إنه حتى تتم تلبية هذه المطالب لن يكون هناك أي تنسيق مع القوات البريطانية أو دوريات مشتركة او اجتماعات بين الجانبين. وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من تصريحات لوزير الدفاع البريطاني جون ريد في لندن بعد لقاء مع رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري وقال فيها إن الأحداث الأخيرة في البصرة لم تؤثر على العلاقات بين بريطانيا والعراق . وأكد الوزير أن بلاده لن تسحب قواتها من العراق بعد ما حدث في البصرة. وأضاف أن "الإنسحاب من العراق لن يتم إلا حين تتمكن القوات العراقية من استلام زمام الأمن نهائيا". واعتبر ريد ان الثقة المتبادلة بين الجانبين والتعاون القائم بالفعل بين القوات البريطانية والقوات العراقية في المناطق الجنوبية من العراق لم يتأثرا بما جرى في البصرة. وتعقيبا على أحداث البصرة الأخيرة قال ريد: " هناك حادثة قمنا خلالها باتخاذ اجراءات لحماية جنودنا وهناك تحقيق في الواقعة، واكد أن قوات الأمن العراقية تعمل بالتعاون مع القوات البريطانية والقوات متعددة الجنسيات. وتعليقا على قول وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول تسليم أمريكا العراق للنفوذ الإيراني، صرح ريد قائلا: "لقد ناقشت تلك الأمور مع المسؤولين السعوديين وأتفهم أن هناك وجهات نظر متفاوتة في العالم العربي". وفيما يتعلق بإيران، تمنى الوزير البريطاني "ألا تتدخل أي دولة مجاورة في شؤون العراق وبخاصة فيما يتعلق بأمور مثل مساعدة للارهاب". من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري حرص بلاده على اقامة "علاقات جيدة مع دول الجوار ولكن قال إن هناك خطوطا حمراء مثل عدم التدخل في الشوؤن الداخلية من قبل أي من هذه الدول في شؤون العراق الداخلية ." ووصف الجعفري حادثة البصرة بالمؤسفة وأكد على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التي تمنع تكرارها. وقال الجعفري إن "القوات العراقية تحقق تقدما مستمرا، وإن العمليات في بغداد وتلعفر أظهرت أن القوات العراقية تأخذ زمام المبادرة، وإن القوات متعددة الجنسيات قامت بدور كبير في تدريب القوات العراقية". واعتبر رئيس الحكومة العراقية أن استتباب الأمن في الجنوب يشير الى التنسيق والتعاون الجاري بين قوات التحالف والجيش العراقي. وعلق الجعفري على ما ورد على لسان المستشار الأمني العراقي من أن الشرطة العراقية مخترقة من قبل المسلحين وتيارات سياسية متعددة قائلا: " ينبغي أن نعلم الحكومة ورثت مؤسسات عملت لعقود تحت نظام الدكتاتور السابق، وأن خلفيات العاملين في القوات العراقية متنوعة، من كل الديانات والاتجاهات السياسية". واعتبر الجعفري كذلك أن "حالات الاختراق السابقة في القوات العراقية تنخفض الآن بدرجات كبيرة". اجراءات جديدة للتحقق من هوية المتقدمين للخدمة في قوات الامن وعما حدث في البصرة قال الجعفري: "إن ذلك يعتبر حادثا فرديا طارئا، وليس ظاهرة، وإلا فلماذا لم يحدث خلال العامين الماضيين اذا كان الشعب العراقي او ابناء الجنوب يرفضون قوة اجنبية بعينها؟" وفي إطار رده على احد الاسئلة لم يتمكن الجعفري من تحديد فترة زمنية لتوقيت خروج القوات الاجنبية من العراق وقال : "هناك متغيرات كثيرة تحول دون تحديد تاريخ معين وأنا اعلم أن الأمر يتوقف على مجموعة من العوامل، على رأسها مواجهة الإرهاب. وفي تطور بارز، خالف وزير الداخلية العراقي بيان جبر رواية الجيش البريطاني للأحداث الأخيرة في مدينة البصرة التي شملت اقتحام قوات من الجيش البريطاني سجنا لإطلاق اثنين من جنوده. وقال جبر لبي بي سي ان الجنديين لم يخرجا ابدا من السجن التابع للشرطة العراقية في البصرة. واضاف ان الجنديين لم يسلما الى رجال الميليشيات واعتبر ان الجيش البريطاني تصرف بناء على "شائعات" عندما اقتحم السجن للبحث عنهما. وكان الجيش البريطاني قال انه افرج عن الجنديين من منزل في البصرة يوم الاثنين بعد ان سُلما الى رجال الميليشيات اثر تجاهل عناصر الشرطة امرا من وزارة الداخلية لاطلاق سراحهما. هذا وقد قتل سبعة أشخاص في هجمات مختلفة على العاصمة العراقية بغداد. وكان من بين القتلى أربعة من الحرس بوزارة الهجرة، أطلقت سيارة مجهولة الهوية النيران عليهم. وأطلق أشخاص يرتدون زي الشرطة النار على رجل أعمال واثنين من أبنائه في منزلهم بحي بغداد الجديدة فقتلوهم، وخطف رجل آخر وابنه في المنطقة. كما قتل عقيد في الجيش وسائقه في حادث اطلاق نار آخر في مدينة بعقوبة شمال بغداد وكان ثمانية أشخاص على الأقل قد قتلوا يوم الأربعاء في اشتباك مسلح في بغداد بين جنود ومسلحين. وقالت الشرطة إن تبادلا لإطلاق النار جرى بينما كانت تتم مداهمة منزل في حي المنصور، غرب بغداد، بعد تلقيها معلومات عن وجود مسلحين فيه.