تلقى الجيش الأميركي في العراق ضربة قاسية بمقتل تسعة من جنوده بين أمنيين وعسكريين في سلسلة عمليات منفصلة خلال ال24 ساعة الماضية. وأفاد بيان للجيش الأميركي بأن أربعة من قوات مشاة البحرية (المارينز) لقوا مصرعهم في هجومين منفصلين في مدينة الرمادي غربي بغداد يوم الاثنين. كما قتل أحد أفراد الشرطة العسكرية الأميركية في انفجار عبوة ناسفة بجانب إحدى الطرق شمال العاصمة العراقية. وفي مدينة الموصل شمال العراق قتل أربعة حراس أمن أميركيين في هجوم استهدف موكبا دبلوماسيا. وقال مسئولون أميركيون إن الحراس الأربعة قتلوا عندما هاجم انتحاري بسيارته القافلة التي كانت تضم ثلاث سيارات. ومن بين القتلى حارس أمن للبعثة الدبلوماسية الأميركية أما الثلاثة الآخرون فهم من حراس الأمن الخاصين. كما أعلن مصدر أمني عراقي مقتل لواء في الجيش العراقي السابق وعضو بارز بحزب البعث المنحل برصاص مجهولين يلبسون الزي العسكري في المسيب جنوب بغداد, وعثر على مدني مقتول بالرصاص قرب قاعدة أميركية في الإسكندريةجنوب بغداد. وأعلن الجيش الأميركي اعتقال طبيبين وسبعة أشخاص آخرين في ضواحي بغداد يشتبه في تعاونهم مع المسلحين. وفي تطور آخر قال مؤتمر الحوار الوطني العراقي السني إن قوة أمنية تابعة لوزارة الداخلية اعتقلت النائب علي المشهداني, وحمّل السلطات ما قد يحدث له, وربط التوقيف بجهود المؤتمر لجمع خمسة ملايين توقيع لرفض مسودة الدستور وتعديل بعض بنودها. في غضون ذلك نفت الحكومة العراقية وجود أزمة سياسية مع بريطانيا بعد أن قام الجيش البريطاني بعملية عسكرية لإخلاء سبيل جنديين بريطانيين كانا اعتقلا على أيدي الشرطة العراقية بالبصرة. وجاء في بيان لمكتب رئيس الحكومة إبراهيم الجعفري أن وزارة الداخلية العراقية تجري تحقيقا في تلك الأحداث وسيتم إعلان نتائجه حال الانتهاء منه، وأن هناك حوارا مباشرا بين الحكومتين العراقية والبريطانية. وكانت القوات البريطانية أكدت أنها اقتحمت مقرا أمنيا في المدينة "لإنقاذ جنديين بريطانيين" في محافظة البصرة جنوب العراق. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية في اتصال مع الجزيرة نت إن قائد القوات البريطانية في البصرة اتخذ قرار الاقتحام بعد أن رفض من كانوا يحتجزون الجنديين إطلاق سراحهما, رغم أوامر بذلك من وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ شخصيا, وبعد أن استنفد الجانب البريطاني سبل التفاوض. وبرر وزير الدفاع البريطاني جون ريد استعمال القوات البريطانية للقوة، وقال إن تسليم الجنديين إلى جيش المهدي الذي يتزعمه الإمام مقتدى الصدر أمر "مقلق للغاية"، وأضاف أنه "وفقا للقانون العراقي وكجنود تابعين للقوات المتعددة الجنسيات, كان من الواجب تسليمهما إلى سلطات قوات التحالف". وفي موضوع ذي صلة قال غازي الياور نائب رئيس الجمهورية العراقية إن المشكلة في العراق لم تعد وجود قوات أجنبية فيه بل تنامي العمليات المسلحة. ونقل عن الياور قوله خلال زيارة للأردن إن الأوضاع في العراق تجاوزت فكرة وجود الاحتلال ووجود قوات أجنبية إلى وجود "إرهاب" سيكون خطرا ليس فقط على العراق وإنما على المنطقة ككل وعلى العالم أجمع. وفي هذا السياق أصدرت محكمة جنايات مدينة الكوت (175 كلم جنوب بغداد) أمس أحكاما بالسجن ضد 25 شخصا يحملون الجنسية الأفغانية بتهمة التسلل إلى العراق بصورة غير مشروعة. وقال رئيس المحكمة إن هؤلاء تسللوا عبر منفذ بدرة الحدودي (80 كلم شرق الكوت) وألقي القبض عليهم بشكل جماعي حيث كانوا يستقلون حافلة لدى عبورهم المنفذ في شهر يوليو/تموز الماضي.