المحرر السياسي :- العلاقات اليمنية السعودية تشكل أنموذجا فريدا للعلاقات العربية - العربية لما يمثله البلدان والشعبان من وحدة ثقافية وجغرافية واجتماعية موضوعية , لذا ظلت هذه العلاقات قوية وصامدة في وجه التقلبات السياسية التي عصفت بالساحتين الإقليمية والدولية خلال العقود الماضية , مستمدة هذه القوة من أواصر علاقات حسن الجوار وصلة الدم ووحدة الدين واللغة والعادات والتقاليد المشتركة , فضلا عن المنطق (الجيوسياسي) للبلدين وما يشكلانه من عامل مهما لأمن واستقرار المنطقة والعالم وتأمين أهم الخطوط الملاحية الدولية الذي تمر عبره نصف طاقة العالم. وقد فرض التوجه العالمي لمكافحة الإرهاب تنسيقا جديدا بين البلدين , بل شكلا رأس حربه في مواجهة الإرهاب من خلال التنسيق المشترك في تتبع عناصره والتصدي الحازم وتوجيه الضربات القوية والساحقة لها ، والتي اصابتها في مقتل. ومثلما كان للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين ، الملك ، عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، مواقف أخوية أصيلة ورائعة ، اسهمت في انقاذ اليمن من الانجرار إلى أتون حرب أهلية خلال أزمة عام 2011 .. و كذا تقديم المساعدات الاقتصادية للتخفيف من وطأة معاناة الشعب اليمني .. فقد دعمت المملكة أيضاً القوات المسلحة والامن اليمنية ، الذي سطر رجالها الشجعان ، ملاحم بطولية رائعة وهم يدكون أوكار الإرهاب ويطاردون فلوله من مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين . وجاء اللقاء الذي جمع وزير الدفاع اليمني ، اللواء الركن محمد ناصر احمد بسعادة السفير علي بن محمد الحمدان سفير المملكة العربية السعودية بصنعاء يوم الخميس : 12 سبتمبر 2013 م , في إطار العلاقات والتعاون المتنامي بين البلدين والشعبين والجيشين الشقيقين ، اليمني والسعودي . حيث جرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون بين البلدين والجيشين الشقيقين وسبل تطويرها وتعزيزها .. كما اطلع وزير الدفاع اليمني سعادة السفير الحمدان على النجاحات المحققة في مجال هيكلة القوات المسلحة في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. وجرى كذلك بحث أوجه التعاون المشترك بين القوات المسلحة في البلدين الشقيقين ، والاستعدادات ، والإجراءات المتخذة لتنفيذ المناورة والتمارين المشتركة وفاق (2) والذي تنفذه وحدات مشتركة من جيشي البلدين الشقيقين. وقد حمل وزير الدفاع سعادة السفير رسالة لصاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية تتعلق بالتعاون المشترك في مجال حرس الحدود ومحاربة التهريب وحماية المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين. وفي إطار التواصل المستمر الهادف إلى الدفع بمجالات التعاون والشراكة المثمرة بين البلدين الشقيقين ، فإنه من المقرر ، أن يقوم وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد بزيارة الى المملكة العربية السعودية للبحث في المواضيع ذات الاهتمام المشترك والتعاون بين الجيشين الشقيقين . - ولقد كانت مسالة توطيد العلاقات المشتركة بين البلدين والمضي بها نحو آفاق واسعة وفضاءات رحبة من التعاون والشراكة بين البلدين ، دوما محل اهتمام رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي واخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويحرص الرئيس هادي دوما سواء في المحافل المحلية والإقليمية والدولية ، على تثمين مواقف الدعم والمساندة والمساعدة السخية التي قدمتها وتقدمها المملكة لليمن ، بحيث جسدت المملكة العربية السعودية أروع المآثر الأخوية في مساندة اليمن لتجاوز تداعيات الأزمة والحرب وتأمين المناخات الملائمة لمشاركة كافة الأطراف السياسية والدخول في تنفيذ خارطة الطريق للتسوية السياسية الشاملة وإعادة بناء الدولة القائمة على معايير الحداثة والتوزيع العادل للسلطة والثروة وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المُزمنة التي وقعتها الاطراف اليمنية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين .. مدشنة عهدا جديدا يسير على خطى التوافق والحوار واتاحت لجميع اليمنيين الفرصة لتقديم أنموذجاً حضارياً يحتذى على مستوى دول الربيع العربي الغارقة في دوامة الاحتراب والصراع . ولعل الدعم السعودي لليمن ، لم يقتصر فقط على المباشر , بل تجاوز ذلك إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي وتنظيمها لمؤتمرات دعم مسيرة التحول الديمقراطي في اليمن، بل وقدمت أنموذجاً في الوفاء والالتزام بتسديد التعهدات المالية التي قطعتها على نفسها في تلك المؤتمرات. وفي إطار ما تكنه القيادة السياسية اليمنية من تقدير كبير لمواقف المملكة وحكومتها ، فقد حمل الرئيس عبد ربه منصور هادي ، السفير السعودي بصنعاء خلال استقباله له يوم الخميس ، رسالة لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ، ضمنها شكره وتقديره لجلالته ، وكذا لولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، ونائب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ، على مواقفهم الاخوية وما يقدمونه من دعم ومساعدات سخية وكبيرة لليمن. كما حرص الرئيس عبد ربه منصور هادي ، في رسالته إلى خادم الحرمين الشريفين ، على اطلاع القيادة السعودية ، على ما تحقق من خطوات في مسار التسوية السياسية في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وصولا الى مشارف انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل بصورة ناجحة تضمن انتقال اليمن الى مرحلة جديدة على قاعدة الحكم الرشيد لبناء الدولة المدنية الحديثة.