أغار الطيران الإسرائيلي فجر اليوم على مناطق شمالي وجنوبي قطاع غزة، واستهدف الهجوم الأول جسورا في بيت حانون شمالي القطاع زعم الاحتلال أن مطلقي الصواريخ يستخدمونها للعبور، بينما استهدف الهجوم الثاني مكاتب لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في مدينة خانيونس جنوبي القطاع. وأوضح مراسل الجزيرة أن الهجوم الأخير استهدف منطقة مكتظة بالسكان في خانيونس، وأصاب بأضرار مكتبا تنظيميا لفتح ومحل صرافة للمدعو أبو أسامة البشيتي، كما استهدف القصف مكتب أبو إياد الكادر التنظيمي لفتح في خانيونس. وأعلن جيش الاحتلال في وقت سابق أنه قصف ثلاثة جسور في قطاع بيت حانون. وقال مراسل الجزيرة في غزة إن قصف بيت حانون تركز على مدخل البلدة, وتحديدا على طريقين يستخدمهما الفلسطينيون بشكل رئيسي في تنقلاتهم, مشيرا إلى أن القصف أحدث حفرة كبيرة على أحد الطريقين. وأضاف المراسل أن إسرائيل ترغب في إيصال رسالة بأنها قادرة على استهداف شبكة الطرقات لشل حياة الفلسطينيين, نافيا أن تكون تلك الطرقات تشكل تهديدا على أمن إسرائيل لبعدها مئات الأمتار عن مناطق وجود الجيش الإسرائيلي. يأتي ذلك بعد سلسلة غارات شنتها طائرات إسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية على القطاع وشملت قصف سيارة تقل أربعة ناشطين فلسطينيين ما أسفر عن استشهادهم جميعا. كما أغارت الطائرات الإسرائيلية من جديد أمس على أهداف شمال قطاع غزة. وقال شهود عيان إن الطيران الحربي الإسرائيلي أطلق صاروخا شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع، ما تسبب في إحداث حفرة كبيرة في المنطقة دون أن يوقع إصابات. وشن الطيران الإسرائيلي ست غارات أمس أيضا على غزة استهدفت إحداها رفح، حيث تم تدمير منزل كان يوجد فيه أعضاء من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح, حسب مصادر أمنية. وكان فلسطينيان جرحا عندما انفجرت سيارة كانت تقلهما في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة, وقالت مصادر في الأمن الفلسطيني إن الانفجار نتج عن مواد متفجرة داخل السيارة. وعلى الأرض اقتحمت قوة إسرائيلية مؤلفة من نحو 20 سيارة جيب مدينة رام الله في الضفة الغربية وسحبت جثة إسرائيلي مفقود منذ عدة أيام وتوفي في ظروف غير واضحة حتى الآن. وقالت مصادر أمنية إن القوة انتشرت في حقل بأحد الأحياء الواقعة جنوب غرب المدينة حيث عثر على جثة الإسرائيلي. وإلى جانب الحملة العسكرية المستمرة قامت قوات الاحتلال بحملة اعتقالات طالت العشرات من ناشطي حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، إذ اعتقلت 90 ناشطا فلسطينيا من الحركتين. واتهمت سلطات الاحتلال حركة حماس باختطاف مستوطن وقتله حيث عثر على جثته اليوم في رام اللهبالضفة الغربية. وقال بيان للشرطة إن القتيل ساسون نورييل الذي يقطن مستوطنة بيسغات زئيف شمال القدس اختطف الأسبوع الماضي في رام الله. كما أطلق مسلحون النار على شخص في الضفة الغربية فأردوه قتيلا بعد أن اعترف بمساعدة قوات الأمن الإسرائيلي على اغتيال أحد زعمائهم. وأصدرت كتائب شهداء الأقصى بيانا بأن "المتعاون" من مخيم عسكر قرب نابلس. من جهة أخرى دعت واشنطن كلا من الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التزام الهدوء بعد اندلاع موجة العنف وبعد فترة قصيرة من الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. وطالب المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك السلطة الفلسطينية ب"احترام التزاماتها بوقف الهجمات الإرهابية وتفكيك المنظمات الإرهابية". تأتي التصريحات الأميركية بعد أن دافعت الولاياتالمتحدة عن الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على غزة، رغم إعلان حركة حماس تمسكها بالتهدئة مع إسرائيل ووقف العمليات ضدها. من جانبها أوفدت لندن وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط كيم هولز للمنطقة للقاء الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عقب التصعيد الأخير في غزة. ووصف هولز تلك الأحداث بأنها تشكل خطرا على الفرص التي قدمها الانسحاب الإسرائيلي على حد تعبيره. في سياق منفصل اتهم محقق تابع للأمم المتحدة إسرائيل بسعيها لتقليص أعداد الفلسطينيين في مدينة القدس, والسعي لزيادة أعداد السكان اليهود في محاولة منها لتقويض المطالبات بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة. وقال جون دوجارد في تقريره السنوي للجمعية العامة للمنظمة الدولية إن المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية يتم توسيعها, في الوقت الذي يتم فيه تمزيق القرى الفلسطينية عن طريق إزالة المنازل أو إقامة حدائق عامة. وأضاف دوجارد أن الجدار العازل الذي تبينه إسرائيل في الضفة الغربية سيؤدي وحده لإبعاد حوالي 55 ألف فلسطيني من القدس من أصل 230 ألفا عندما يتم تشييده في القدس الشرقية.