قالت مصادر أمنية ان مسلحين قتلوا خمسة جنود قرب مدينة الإسماعيلية المصرية يوم الاثنين في واحدة من عدة هجمات تبرز التحدي الامني المتنامي الذي تعيشه مصر منذ ان عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي بعد احتجاجات شعبية طالبت بتنحيته. وفي مقابلة مع صحيفة المصري اليوم قال الفريق أول بعد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة إنه أبلغ مرسي في فبراير شباط انه فشل. وكان ذلك قبل نحو خمسة اشهر من تحرك الجيش لتنحيته في يوليو تموز. وأجرى السيسي المقابلة قبل تفجر اعمال عنف يوم الاحد بين مؤيدي مرسي من جانب ومعارضيه وقوات الامن من جانب آخر. وقالت مصادر الامن ان المسلحين فتحوا النار على الجنود بالقرب من الإسماعيلية بينما كانوا جالسين في سيارة عند نقطة تفتيش. وفي هجوم آخر قالت مصادر أمنية وطبية إن شخصين قتلا وأصيب 48 شخصا في انفجار وقع يوم الاثنين عند مبنى مديرية الأمن بمدينة الطور عاصمة محافظة جنوبسيناء. وقال شاهد عيان إن الانفجار نتج فيما يبدو عن سيارة ملغومة بفناء المبنى المكون من خمسة طوابق. وفي هجوم جريء آخر قالت مصادر أمنية إن مجهولين أطلقوا قذيفة آر.بي.جي على محطة الأقمار الصناعية بمنطقة المعادي في القاهرة اليوم الإثنين مما أسفر عن إصابة اثنين. وتصاعدت الهجمات التي يشنها متشددون متمركزون في سيناء بشدة منذ عزل مرسي. ووضعت الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش خارطة طريق تؤدي الى اجراء انتخابات حرة. وفي 15 سبتمبر ايلول قال متحدث باسم الجيش ان الهجمات شبه اليومية التي يشنها متشددون يتبنون فكر القاعدة تسببت في مقتل أكثر من مئة فرد من قوات الامن منذ اوائل يوليو تموز. وأثارت الاضطرابات في مناطق اخرى من مصر مخاوف من ان تمتد أعمال العنف الى خارج سيناء. وكان الرئيس الأسبق حسني مبارك قد قمع حملة عنف من هذا النوع في التسعينات. وتعمق الهجمات بما في ذلك محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية في القاهرة في سبتمبر ايلول حالة عدم الاستقرار مع تواصل الصراع بين الاخوان المسلمين الذين ينتمي اليهم مرسي والحكومة التي يدعمها الجيش. وسارت حركة المرور بشكل طبيعي في وسط القاهرة حيث اشتبك يوم الاحد الاف من انصار مرسي من جانب مع قوات الامن ومع أنصار الجيش من جانب اخر في ذكرى حرب عام 1973 مع اسرائيل. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن عدد القتلى جراء الاشتباكات ارتفع اليوم الإثنين إلى 53 قتيلا في حين عاد الهدوء إلى الشوارع. وإضافة الى القتلى قالت وسائل الإعلام ان 271 شخصا اصيبوا. وقالت مصادر أمنية ان غالبية الضحايا من انصار مرسي. ويمكن ان تشهد مصر مزيدا من المواجهات هذا الاسبوع. فقد حث تحالف يضم جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي المصريين على تنظيم مزيد من الاحتجاجات يوم الثلاثاء والاحتشاد في ميدان التحرير يوم الجمعة القادم. وأبعدت التوترات السياسية المستثمرين الاجانب وأضرت بالسياحة التي تلعب دورا هاما في اقتصاد البلاد. ولا تلوح في الافق اي مصالحة بين الاخوان والحكومة التي يدعمها الجيش. وفضت قوات الامن اعتصامين مؤيدين لمرسي في القاهرة والجيزة يوم 14 اغسطس اب في عملية قتل فيها مئات واعتقلت السلطات عددا كبيرا من زعماء الاخوان المسلمين. ويوم السبت حذرت السلطات من تنظيم احتجاجات مناهضة للجيش وقالت إن كل من يقوم بذلك أثناء احتفال البلاد بذكرى حرب 1973 التي اندلعت قبل أربعين عاما "يؤدي مهام العملاء" لدول أجنبية ولن يعتبر مجرد ناشط سياسي في تشديد للهجة على نحو ينذر بحملة أمنية أكثر شدة. وواصل الاخوان المسلمون تحديهم واستمروا في تنظيم مظاهرات رغم أنها أقل حجما بكثير مما كانت عليه منذ أسابيع. وقال السيسي في المقابلة التي نشرت يوم الاثنين ان مصالح مصر القومية تختلف مع مصالح جماعة الاخوان. وتحدث السيسي في المقابلة عن لقاءاته المتعددة مع مرسي وكيف ان فترة رئاسته دفعت البلاد في اتجاه حرب اهلية. ونقلت الصحيفة عنه قوله "قلت له في فبراير: لقد فشلتم.. وانتهى مشروعكم." ونفى السيسي ما يردده الاخوان من ان الجيش كان ينوي القيام بانقلاب ضد مرسي وقال انه تحرك بناء على رغبة الشعب.