اكد الدكتور احمد قاسم العنسي وزير الصحة العامة والسكان نائب رئيس المجلس الوطني للسكان بان وتيرة النمو الحضري قد ادخل اليمن الى المدن المليونية في منتصف التسعينات من القرن الماضي حيث وصل سكان العاصمة صنعاء حالياً الى اكثر من مليوني نسمة لاول مرة في التاريخ. مشيراً خلال كلمته في حفل تدشين تقرير سكان العالم 2013م تحت شعار (امومة في عمر الطفولة ) الى ان ارتفاع النمو السكاني في اليمن زاد الطلب على الخدمات والموارد الضرورية للحياة ورغم تضاعف عدد المؤسسات التعليمية والصحية والطرق والكهرباء الا ان العجز والضعف في نوعية وكمية تلك الخدمات لازال هو الواقع المعاش حالياً. لافتاً انه اذا لم يكن هناك ارادة سياسية وقرارات حاسمة تخفف من هذه الزيادة السكانية المستمرة بوتيرة تعجز براامج التنمية في تلبية احتياجات السكان وتحقيق تطلعاتهم فان الوضع سيظل كما هو حالياً. داعياً الحكومة الى ضرورة دعم السياسة الوطنية للسكان وتحقيق اهدافها بالاضافة الى دعوة المانحين والمهتمين الى دعم التوجه التنموي الذي يعالج العديد من القضايا المعيشية والحياتية للمجتمع. وجدد وزير الصحة العامة والسكان دعوته لوسائل الاعلام للقيام بدورها في نشر الوعي حول قضايا السكان والصحة الانجابية باعتبار التوعية مدخل اساسي للتخفيف من حدة هذه المشكلة وتحفيز المجتمع للاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية المتاحة. من جانبه اكد الدكتور احمد بورجي الامين العام للمجلس الوطني للسكان ان مؤشرات المشكلة السكانية شديدة التاثير على الدول النامية والاقل نمواء وعلى جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية ومن بينها اليمن التي تعيش هذه المشكلة بكل ابعادها رغم التحسن الطفيف التي شهدتها بعض هذه المؤشرات الديوغرافية والصحية خلال العقود القليلة الماضية فيما يتعلق بالانخفاض النسبي لمعدلات الولادة والوفيات والزيادة الطبيعية للسكان. مشيراً الى ان وضع اليمن الحالي مقارنة مع العديد من الدول النامية لايزال دون المستوى وان الاهداف السكانية التي تبنتها السياسة الوطنية للسكان المتزامنة مع اهداف الالفية حتى عام 2015م لم نستطع تحقيقها بسبب ضعف الامكانيات والوعي والشعور لدى العديد من القيادات والمسئولين حول اهمية معالجة قضايا السكان باعتبارها قضية تنموية رئيسية لايمكن تجاهلها . مضيفاً الى ان الموضوع الرئيسي في تقرير حالة سكان العالم لهذا العام وهو (الزواج والحمل في عمر الطفولة ) ظاهره منتشرة في العديد من المجتمعات النامية ومنها اليمن التي ينتشر فيها زواج الاطفال وبالذات الاناث حيث بينت نتائج مسح صحة الاسرة في العام 2003م ان حوالي 60% من النساء المتزوجات والسابق لهن الزواج قد تزوجن قبل بلوغ سن الثامنة عشر وبينت نتائج المسح ايضاً ان هناك 16.6% من اجمالي الفتيات في فئة العمر من 15-19 سنة متزوجات حالياً وقت تنفيذ المسح مقابل 2.8% بالنسبة للذكور وهي نسبة عالية بالمقارنة مع العديد من البلدان الاخرى وان واحدة من كل اربع من هذه الفتيات حاملاً وقت المسح . فيما قالت السيدة لينا كريستيانسين ممثل صندوق الاممالمتحدة للسكان بانه يتم ولادة 20 الف فتاة تحت سن 18 عاماً في الدول النامية كل يوم بتقدير يصل الى 7.3 مليون نسمة في السنة واذا ما تمت اضافة جميع حالات الحمل وليس فقط الولادة سيكون الرقم اعلى من ذلك بكثير . مشيرة الى انه وفي جميع انحاء العالم ومن ضمنها اليمن هناك حالات حمل الصغيرات اكثر شيوعاً بين الفئات المهمشات والفتيات اللاتي لا يحصلن على المعلومات والخدمات والفتيات اللاتي لديهن قدرة بسيطة على اختيار القرارات التي تؤثر على حياتهن واللاتي يحدد الاخرون مصيرهن ومستقبلهن. مضيفةً الى ان كل عام يشهد ولادة 2 مليون فتاة عمرها 14 عاماً او اصغر مشكل خطراً عليهن جسدياً وتنمويا فالفتيات الحواامل في سن مبكرة معرضات بنسبة الضعف لمخاطر الوفاة والعجز اكثر من الفتيات والنساء الاكبر سناً.