أعلن الجنرال الأميركي ستيف جونسون قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق مقتل ثمانية من جنود البحرية (المارينز) بالعمليات العسكرية الجارية في محافظة الأنبار غربي البلاد. وأشار بمؤتمر صحفي عقده في بغداد إلى أن عدد القوات الأميركية المنتشرة غربي العراق يتجاوز ال30 ألف جندي. واعترف الجنرال جونسون بأن المسلحين أصبحوا متمركزين في الأنبار ويملكون قواعد محلية. وأوضح بيان عسكري أميركي في وقت سابق أن أربعة من الجنود القتلى لقوا حتفهم بانفجار عبوة ناسفة استهدفت آليتهم في الكرمة قرب الفلوجة أثناء عملية قتالية، في حين لقي اثنان آخران مصرعيهما بانفجار قرب القائم على الحدود السورية. يأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان الجيش الأميركي أنه قتل 29 مسلحا على الأقل في معارك غربي العراق خلال ال 36 ساعة الماضية. وأشار بيان عسكري أميركي إلى أن نحو 20 مسلحا لقوا مصرعهم بقصف نفذته الطائرات الحربية على فندق قرب القائم على الحدود السورية. وقتل مسلحان في قصف لدبابة أميركية في بلدة الكرابلة المجاورة. كما لقي سبعة مسلحين مصرعهم في قصف جوي استهدف ثلاثة مبان بنفس المنطقة. وتشن القوات الأميركية عمليات عسكرية واسعة بمنطقة نهر الفرات في محافظة الأنبار بمسميات مختلفة بدعوى "شل قدرة القاعدة في العراق، ومنع إرهابيين من التأثير على السكان المحليين عبر القتل والترهيب". وفي تطور متصل قالت جماعة جيش المجاهدين في العراق في تسجيل مصور إنها أسقطت طائرة استطلاع أميركية بدون طيار، ويظهر التسجيل الذي لم يتسن التأكد من صدقيته عددا من مسلحي الجماعة يعرضون أجزاء من الطائرة التي قالوا أنهم أسقطوها في الرمادي غرب بغداد. من ناحية أخرى شيع المئات من العرب السنة الغاضبين في بغداد اليوم جثامين 22 رجلا عثر عليهم مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين وقد قتلوا بطلقات نارية قرب الحدود الإيرانية. وقالت مصادر الشرطة إنها اكتشفت الجثث المتفسخة في محيط بلدة بدرة بمحافظة واسط جنوب شرق بغداد. واتهم الوقف السني وذوو الضحايا أشخاصا يرتدون لباس مغاوير الشرطة بقتلهم بعد اختطافهم قبل ثلاثة أشهر. وقد حمل إمام وخطيب جامع أم القرى في بغداد الشيخ محمود مهدي الصميدعي الحكومة العراقية مسؤولية ما أسماه القتل الجماعي، مستنكرا "صمت رجال الدين الشيعية على عمليات القتل التي يتعرض لها السنة". في غضون ذلك قتل اثنان من عناصر الدفاع المدني وسائقهما وجرح اثنان آخران عندما فتح مسلحون النار على سيارتهم بمنطقة العامرية غربي بغداد. كما جرح خمسة من أفراد الشرطة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم صباح اليوم في بعقوبة شمال شرق العاصمة. وفي البصرة جنوبي العراق اعتقلت القوات البريطانية 12 شخصا يشتبه في أنهم من المسلحين، وصادرت كميات من الأسلحة. وقال قائد القوات البريطانية في البصرة العقيد جون لوريمر في بيان له إن بعض الموقوفين لهم علاقة بالمليشيا المحلية في البصرة والبعض الآخر يخدمون في سلك الشرطة. مشيرا إلى أنه يشتبه في أن لهم علاقة بزيادة الهجمات الدامية على القوات البريطانية في البصرة مؤخرا. في هذه الأثناء أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعزيز قواتها العاملة في العراق بزيادة بلغت زهاء 14 ألف جندي ليصل عددها الإجمالي إلى 152 ألفا، وتسجل بذلك أحد أعلى تعدادين لتلك القوات منذ غزوها العراق. وبرر الجنرال كارتر هام نائب مدير العمليات الإقليمية بهيئة الأركان المشتركة للصحفيين بالبنتاغون هذه الزيادة، بالحرص على توفير إجراءات أمن إضافية خلال الاستفتاء على الدستور العراقي الجديد المقرر يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. يتزامن تعزيز القوات الأميركية مع بدء العراقيين تسلم مسودة الدستور قبل ثمانية أيام من الاقتراع عليه، إذ تسلم سكان حي الدورة جنوبي بغداد النسخ الأولى لهذه المسودة. وتستخدم آلية بطاقات الحصص التموينية لتوزيع نسخ مسودة الدستور، وقد طبعت الأممالمتحدة أكثر من خمسة ملايين نسخة منه باللغة العربية والكردية والسريانية والتركمانية. واعتبر مسؤول كبير يعمل على عملية توزيع مسودة الدستور أن توزيع هذه الكمية أمر صعب تحقيقه بسبب ضيق الوقت.