أعلن الجيش الأميركي مقتل أربعة من جنوده خلال اليومين الماضيين في هجمات متفرقة في بغداد وشمال البلاد. وقال الجيش في بيانين منفصلين إن جنديين أميركيين قتلا وجرح اثنان آخران في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور مركبتهم بوسط بغداد. كما قتل جندي في انفجار قنبلة في مدينة تلعفر الحدودية مع سوريا, فيما قتل جندي من المارينز في انفجار آليته لدى مرورها فوق قنبلة يدوية الصنع في الرمادي غربي بغداد. وبمصرع الجنود الأربعة يرتفع عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في العراق إلى 1882 منذ غزو القوات الأميركية هذا البلد في مارس/آذار 2003 وفق أرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). من جهة أخرى قالت الشرطة العراقية إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخران في إطلاق نار على مسجد في بغداد. وتشن قوات أميركية وعراقية حاليا عملية عسكرية واسعة النطاق في تلعفر لطرد مسلحين يسيطرون على المدينة. وقالت مصادر طبية في المدينة إن القوات الأميركية أمهلت سكان منطقتي السراي وحسن كُوي حتى عصر أمس لمغادرة منازلهم تمهيدا لشن حملة عسكرية واسعة عليها. وأسفرت المواجهات في المدينة وفق بيانات عسكرية أميركية عن مقتل 13 مسلحا سبعة منهم لقوا حتفهم بقذائف أطلقتها مروحية على مسجد هناك. لكن مصادر طبية تحدثت عن مقتل ثمانية مدنيين بينهم خمسة أطفال في تلك المواجهات. في غضون ذلك قصفت مقاتلات أميركية من طراز "إف 18" فجر أمس جسرين على نهر الفرات في غرب العراق بدعوى منع مرور مسلحين. وقال بيان للجيش الأميركي إن الجسرين اللذين قصفا يقعان في منطقة الكرابلة قرب القائم المحاذية للحدود السورية، مشيرا إلى أن من أسماهم إرهابيين ينتمون للقاعدة ومقاتلين أجانب يستخدمونهما لعبور الفرات وتمرير معداتهم إلى المدن الكبيرة وسط العراق. في سياق متصل قال مسئولون عراقيون إن جماعات مسلحة تسيطر الآن على مدينة القائم بعدما هجرها سكانها إثر اشتباكات دامية وقعت بين قبيلتين إحداهما تؤيد الجماعات المسلحة والأخرى تعارضها. وقد انتقدت القوات الأميركية العاملة في محيط القائم النقص في عدد القوات الأميركية والعراقية اللازمة لتأمين المدينة. من ناحية أخرى سلم الجيش الأميركي القوات العراقية السيطرة على مدينة النجف خلال مراسم جرت أمس. وتخلى الجيش الأميركي عن قاعدة إستراتيجية قرب المدينة. وتندرج هذه العملية في خطة شاملة لتسليم العراقيين تدريجيا السيطرة على مناطق من البلاد تمهيدا لانسحاب أميركي محتمل. على صعيد آخر قال النائب البارز من أعضاء لجنة صياغة الدستور العراقي بهاء الأعرجي أمس إن المحادثات الأخيرة بين الزعماء العراقيين بشأن مسودة الدستور الجديد انتهت دون إجراء أي تعديل للصياغة. وقال إن المفاوضين لم يتوصلوا لأي اتفاق على إدخال تعديلات على المسودة وستطبع بالشكل الذي قرئت به أمام الجمعية الوطنية الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن خمسة ملايين نسخة من مسودة الدستور سيبدأ طبعها اعتبارا من غد الخميس. وأقر البرلمان العراقي الذي يسيطر عليه الشيعة والأكراد مسودة الدستور يوم 28 أغسطس/آب الماضي رغم معارضة السنة الذين تعهدوا بإسقاطه في الاستفتاء المقرر منتصف أكتوبر/تشرين الأول القادم إذا لم يتم تعديل بعض بنوده المتعلقة خصوصا بالفدرالية.