أفادت وكالات الإغاثة بأن إقليم كشمير خاصة القسم الباكستاني منه هو أكثر المناطق تضررا من الزلزال المدمر الذي ضرب شبه القارة الهندية وأسفر عن مقتل الآلاف. وذكرت مصادر باكستانية أن عدد القتلى بلغ 1800 على الأقل معظمهم في كشمير الباكستانية وحدها. وتوقع الجنرال شوكت سلطان الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية أن تبلغ الحصيلة عدة آلاف من القتلى. وفي مشهد يجسد هول الكارثة وحجم الخسائر البشرية قتلت 400 فتاة إثر انهيار مدرستهن في الإقليم الشمالي الغربي الحدودي بباكستان. وفي العاصمة إسلام آباد تواصل فرق الإنقاذ البحث عن جثث الضحايا المدفونة تحت أنقاض مجمعين سكنيين بينما تطوع بعض المواطنين للمشاركة في رفع الكتل الخرسانية. وتوجه الرئيس الباكستاني برويز مشرف إلى موقع الانهيار ووصف الكارثة بأنها اختبار للأمة بأسرها. الزلزال الذي بلغت شدته 7.6 درجات على مقياس ريختر كان مركزه في الجبال المليئة بالغابات في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير بالقرب من الحدود الهندية على بعد 95 كيلومترا شمال شرقي إسلام آباد. وكان هناك نحو 11 تابعا زلزاليا على مدى الساعات التسع التي تلت الزلزال الكبير. وتراوحت شدتها بين 5.4 و6.3 درجات وهزت المباني في العواصم الأفغانية والهندية والبنغالية. ودمر الزلزال قرى بأكملها في باكستان بينما تتواصل عمليات البحث عن الضحايا تحت الأنقاض. وتواجه السلطات صعوبة في تقدير حجم الخسائر بسبب انقطاع خطوط الهاتف وزيادة الضغط على شبكات الاتصال عبر الهاتف المحمول. كما تعطلت جهود الإغاثة بسبب الانهيارات الأرضية والأمطار الغزيرة. معظم الخسائر كانت في المناطق الجبلية النائية، ويشارك الجيش الباكستاني في مهام الإغاثة ويجري أحيانا نقل فرق الإنقاذ بالمروحيات. وفي الجانب الهندي من كشمير تأكد مقتل 300 على الأقل بينهم العشرات من عناصر الجيش الهندي. وأدت الانهيارات الطينية إلى قطع الطرق الرئيسية التي تصل سرينغار العاصمة الصيفية للإقليم عن بقية أرجاء الهند جنوبا. وكان نصف حصيلة القتلى في بلدة أوري الواقعة على طريق سريع رئيسي يربط جانبي الإقليم، أما الخسائر في صفوف الجيش فوقعت بشكل أساسي في الخنادق والعنابر تحت الأرض المنتشرة على خط وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان. كما خلف الزلزال عددا كبيرا من القتلى في أفغانستان لكن صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة في أقصى شمال شرق البلاد يزيد صعوبة تقدير الضحايا. من جانبها وجهت مؤسسة أوكسفام للإغاثة نداء لإرسال مساعدات عاجلة للمناطق المنكوبة، مشيرة إلى أن حلول الشتاء سيفاقم معاناة المشردين. وطالب بيان أوكسفام بإرسال الأغطية والخيام ومواد غذائية وطبية والمياه النقية ومستشاري الصحة النفسية للمتضررين.