قالت الأممالمتحدة إن أسوأ فيضانات تضرب باكستان منذ 80 عاما وتسببت حتى الآن بتشريد نحو 15 مليون شخص، تتجاوز كارثة المد البحري (تسونامي) الذي ضرب آسيا عام 2004 وزلزالي كشمير عام 2005 وهايتي عام 2010. في هذه الأثناء ما زالت جهود الإغاثة متعثرة بسبب الظروف الجوية التي تعيق إيصال المعونات إلى المناطق المنكوبة. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة ماوريسيو جوليانو إن "هذه الكارثة أسوأ من تلك الكوارث لأنه تم إحصاء خمسة ملايين منكوب خلال تسونامي آسيا وثلاثة ملايين خلال زلزال كشمير وثلاثة ملايين خلال زلزال هايتي".
وحسب إحصائيات الأممالمتحدة، قتلت الفيضانات في باكستان نحو 1600 شخص خلال أسبوعين وشردت نصف مليون آخرين في إقليم البنجاب وحده الواقع وسط البلاد. وكان تسونامي الذي ضرب سواحل آسيا في ديسمبر/كانون الثاني 2004 قتل نحو 220 ألف شخص أساسا في إندونيسيا وتايلند.
من جهتها قدرت السلطات الباكستانية عدد المنكوبين بنحو 12 مليونا في إقليمي البنجاب وخيبر بختون خوا وسط وشمال غرب البلاد، وثلاثة ملايين بإقليم السند جنوبا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 15 مليونا في كامل البلاد التي تعد 170 مليون نسمة.
في هذه الأثناء ما زالت أعمال الإغاثة تواجه صعوبات جمة بسبب رداءة الأحوال الجوية وانقطاع الطرق, بينما حذرت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية من أن القادم أسوأ.
وقال مراسل الجزيرة في إسلام آباد أحمد بركات إن الوضع الإنساني متدهور رغم انحسار المياه واستئناف حركة المرور بالطرقات شمالا، مشيرا الى استمرار الانزلاقات الأرضية وصعوبة إيصال المعونات إلى المنكوبين في وادي سوات (شمال غرب العاصمة) التي قطعت مناطق فيها تماما عن العالم.
وأضاف المراسل أن ذلك يعود إلى الظروف الجوية السيئة التي تعرقل عمل المروحيات، مشيرا إلى أن الجيش يعتمد حاليا على البغال المدربة للصعود إلى قمم الجبال.
وتحدث المراسل عن شكوى عامة من غياب الحكومة وإهمالها التام، قائلا إن "الجماعات الإسلامية ملأت ذلك الفراغ لأنها تعرف المناطق جيدا".
وقال أحد أعضاء هذه الجماعات ويدعى رياض أحمد إن "هذا العمل نقوم به خالصا لوجه الله وعلى أسس إنسانية وشعورا منا بالمسؤولية تجاه إخواننا المنكوبين وليس لنا أي هدف سياسي".
وقال أحد المنكوبين إن "هذه الكارثة حلت علي ودمرت منزلي ومنازل إخواني جميعا، وكنا نأمل أن تعطينا الحكومة 400 أو 200 روبية لكي نعتاش منها وتعطينا الخيام، لكن شيئا من هذا لم يتحقق".
من جهته قال مراسل الجزيرة عبد الرحمن مطر المتواجد قرب سد سكر المهدد بالانهيار في إقليم السند، إن الوضع الإنساني سيئ للغاية وإن حجم الخسائر يتضاعف، مشيرا إلى أن نحو 600 ألف هكتار زراعي تضررت بسبب الفيضانات.
ويعتبر إقليم السند جنوبي البلاد الأكثر تضررا بفعل السيول والفيضانات. وقد ارتفع منسوب المياه في سد سكر إلى أزيد من 30% عن حده الأقصى, وهو ما يهدد بانهياره وتدمير المزيد من الأراضي الزراعية والقرى.
من جانبه قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن "ملايين الأشخاص يتألمون.. الأمطار تواصل تهاطلها بغزارة.. نحن قلقون من سقوط مزيد من القتلى.. نطلب العون من كل العالم".
وقالت منظمة الأممالمتحدة إن باكستان تحتاج مليارات الدولارات لمواجهة آثار أكبر كارثة فيضانات تشهدها البلاد.
وقال المبعوث الأممي الخاص لحالات الكوارث موريس ريبار إن حاجة باكستان إلى مساعدات المجتمع الدولي ستكون أكبر بكثير في المستقبل.
وأضاف أن مرحلة الطوارئ تتطلب مئات الملايين من الدولارات, لكن مرحلة جبر أضرار الكارثة وإعادة الإعمار ستحتاج مليارات الدولارات.