مجلس يافع العام بالمملكة المتحدة يحذر من خطورة ملف "معهد مكيل" ويدعو إلى تدخل عاجل للحفاظ على السلم المجتمعي *- شبوة برس – الجنوب أونلاين مجلس يافع العام بالمملكة المتحدة يحذر من خطورة ملف "معهد مكيل" ويدعو إلى تدخل عاجل للحفاظ على السلم المجتمعي أصدر مجلس يافع العام في المملكة المتحدة بيانًا عبر فيه عن قلق بالغ إزاء التطورات المرتبطة بملف معهد مكيل في مكتب السعدي – يافع، محذرًا من أن هذه القضية قد تهدد السلم المجتمعي وتثير التوتر في ظل ظروف حساسة تستدعي وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية.
وقال المجلس إنه عقد سلسلة من اللقاءات مع أبناء يافع في بريطانيا لمناقشة هذه القضية، خلصت نتائجها إلى ضرورة إيقاف أي خطوات من شأنها إحداث شرخ مجتمعي، مشددًا على أن يافع كانت وما تزال نموذجًا في الاستقرار والاعتدال والوسطية، وأن هويتها لا يمكن أن تختزل في فكر أو تيار أو شخصية بعينها.
وأكد البيان أن قضية "معهد مكيل" كشفت عن ظاهرة خطيرة تتمثل في إنشاء معاهد دينية مرتبطة بمركزيات شمالية في مناطق جنوبية، في ظل غياب تقييم علمي ومجتمعي لمخرجاتها وتأثيرها على النسيج الاجتماعي، محذرًا من أن استمرارها دون معالجة قد يقود إلى انقسامات يصعب السيطرة عليها لاحقًا.
وطالب مجلس يافع العام – المملكة المتحدة المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد أبو زرعة المحرمي باتخاذ موقف واضح وحاسم لوقف هذا المشروع، كما دعا القائمين عليه – وعلى رأسهم أبو هارون العامري وعبدالفتاح السعدي – إلى اتخاذ قرار شجاع بإلغائه حقنًا للفتنة وحفاظًا على وحدة المجتمع.
كما شدد البيان على أهمية قيام المرجعيات القبلية والاجتماعية في يافع من سلاطين ومشايخ وأعيان بدورهم التاريخي، عبر تشكيل الإطار الجامع ليافع وتفعيله بصورة عاجلة، ليكون المرجعية في إدارة شؤونها والتصدي للتحديات التي تواجهها.
*- وفيما يلي نص البيان الكامل كما ورد:
بسم الله الرحمن الرحيم بيان صادر عن مجلس يافع العام – المملكة المتحدة
يتابع أبناء يافع في المملكة المتحدة بقلق بالغ ما يشهده ملف معهد مكيل في مكتب السعدي – يافع من تطورات مقلقة تهدد السلم المجتمعي وتثير التوتر، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية.
وإزاء خطورة هذا الموضوع، فقد عقد أبناء يافع في المملكة المتحدة سلسلة من اللقاءات، اكدت نتائجها على ما يلي:
1.يافع عبر التاريخ كانت وما تزال نموذجًا في الاستقرار المجتمعي، القائم على الدين والقيم والعادات والتقاليد الأصيلة. وكان تماسكها الداخلي الركيزة الأساسية في حمايتها من محاولات إثارة الفتن التي تستهدف وحدتها، وصولًا إلى ضرب المشروع الجنوبي المنشود الذي كان ليافع فيه الدور الأبرز.
2.يافع منذ القدم قامت على الوسطية والاعتدال، المستندين إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن يومًا تابعة لشيخ بعينه أو طائفة أو فكر دخيل. ولن يسمح اليوم أبناء يافع أن تُختزل هويتها في فكر أو تيار أو شخصية تصنف نفسها مرجعية دينية، خصوصًا عندما تكون هذه الشخصيات نفسها في خلافات فيما بينها، تسببت في خلق الانقسامات والفرقة بين أوساط المجتمع الواحد، ووصلت حتى إلى انقسامات بين اوساط المجتمع وحتى أفراد الأسرة الواحدة.
3.لقد كشف موضوع معهد مكيل عن ظاهرة بدأت بالانتشار في ظروف الحرب، وهي إنشاء معاهد (دينية) تابعة لمركزيات الشمال في عدة مناطق من الجنوب، ومنها معهد آخر في يافع في وادي حطيب – مكتب الحضرمي، الذي أُسس في ظروف غامضة دون أي تقييم لإيجابياته وسلبياته أو أي موقف يُذكر من أبناء المنطقة أو يافع بشكل عام.
4.في ظل ضعف مؤسسات الدولة، يصبح من واجب الجميع العمل على سد أبواب الفتنة ودرء أسباب الخلاف، انطلاقًا من المبدأ الشعبي: "باب منه ريح سده واستريح"، حتى تتعافى مؤسسات الدولة وتتولى مسؤولياتها الكاملة في تنظيم هذه القضايا وفق القانون.
وعليه، فإننا في مجلس يافع العام – المملكة المتحدة:
نناشد المجلس الانتقالي الجنوبي، السلطة التي فوضها الشعب لإدارة شؤون الجنوب، والقائد أبو زرعة المحرمي بصفته المسؤول عن الإدارة الأمنية في الجنوب، باتخاذ موقف واضح ومسؤول يضع حدًا لهذا الإشكال قبل أن يتفاقم ويتحول إلى صراع داخلي ستكون عواقبه وخيمة على يافع خاصة والجنوب عامة.
نناشد الأخ أبو هارون العامري والأخ عبدالفتاح السعدي باتخاذ القرار الشجاع بإلغاء المشروع بالكامل، لأن في ذلك تحقيقًا لمقصد شرعي أعظم، وهو جمع الكلمة وتجنبًا للفتنة، إذ إن بناء جسور المحبة والألفة بين أبناء المجتمع أحب إلى الله وأعظم أجرًا من بناء قد يكون سببًا للفرقة.
ونؤكد أن هذه القضية جرس إنذار مبكر، ونحذر من تجاهلها أو التعامل معها بخفة، لما قد يترتب على ذلك من نتائج يصعب احتواؤها لاحقًا.
ولعل هذا الموضوع يدفعنا مرة أخرى إلى مطالبة مرجعيات يافع القبلية والاجتماعية من سلاطين ومشايخ مكاتب يافع العشرة وأعيانها بتحمل مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية في التدخل العاجل والحاسم، فالموضوع لا يخص مكتب السعدي وحده، بل يعني يافع كلها.
لقد طالب أبناء يافع مرارًا بأن تتقدم المرجعيات القبلية والاجتماعية إلى مقدمة الصفوف لقيادة المجتمع في مواجهة التحديات التي تتكاثر يوم بعد يوم، لان غياب دورها الفاعل يساهم في تضخم المشكلات وعدم السيطرة عنها، وما انتشار المعاهد (الدينية) والجدل الذي صاحبها إلا مثال على هذه التحديات وقد قد يتطور إلى ما لا تُحمد عقباه في المستقبل.
وفي هذا السياق، نؤكد أن الوقت قد حان لتشرع المرجعيات القبلية واعيان يافع في تشكيل الإطار الجامع ليافع وتفعيله ليكون المعني بإدارة شؤونها ومواجهة التحديات التي تطرق أبوابها.
ولعل موضوع إنشاء المعاهد (الدينية) في يافع يستدعي بشكل عاجل قيام هذا الإطار، وهو مطلب طالما دعا إليه أبناء يافع منذ سنوات.
ونؤكد على أن هدف الجميع يجب أن يكون الحفاظ على النسيج المجتمعي في يافع، وصون وحدتها، ومنع الانزلاق نحو الفتنة وإن الحكمة وسرعة المعالجة هما السبيل الأمثل لتجنيب يافع المزيد من التوتر والصراع.
صادر عن: مجلس يافع العام – المملكة المتحدة التاريخ:27/08/2025