نشر الكاتب والمحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف على قناته في تلغرام هذه الصورة وأرفقها بالتعليق التالي: "من كان يتصور أن تنظيم القاعدة سيصبح حليفاً لإسرائيل؟ أم أنها كانت دائما حليفة لإسرائيل وأداة لأميركا، بدءا من الحرب ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان؟"
محاولة اسامة بن لاد نقل القاعدة الى اليمن لمحاربة الشيوعية أسامة بن لادن حاول نقل نشاط تنظيم القاعدة إلى اليمن لمحاربة الشيوعية والنفوذ الاشتراكي في الجنوباليمني خلال فترة التسعينيات، وذلك كجزء من استراتيجيته الجهادية الأوسع. إليك أبرز المحطات في هذه المحاولة:
1. الخلفية والبدايات بعد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان عام 1989، عاد بن لادن إلى السعودية وحاول إقناع السلطات بتكرار نموذج الجهاد الأفغاني في جنوباليمن، الذي كان تحت حكم الحزب الاشتراكي اليمني ذي الميول الماركسية. لكن السعودية رفضت الفكرة، معتبرة أن النظام في الجنوب سينهار من تلقاء نفسه 11.
رأى بن لادن في اليمن ساحة مثالية لمواصلة الجهاد ضد "الإلحاد الشيوعي"، خاصة بعد توحيد اليمن الشمالي والجنوبي عام 1990، حيث اعتبر أن الحزب الاشتراكي اليمني يمثل تهديدًا للإسلام ويجب مواجهته 11.
2. المحاولات العملية في أوائل التسعينيات، حاول بن لادن توحيد التيارات الإسلامية في اليمن (مثل السلفيين والإخوان المسلمين) لمواجهة الحزب الاشتراكي، لكنه فشل بسبب الانقسامات بين هذه التيارات. على سبيل المثال، اصطدم مع الشيخ مقبل الوادعي (زعيم السلفية التقليدية) الذي وصفه ب"رأس الفتنة" 11.
دعم بن لادن الأفغان العرب العائدين إلى اليمن، وشجّعهم على تنفيذ عمليات ضد المصالح الأمريكية والاشتراكية. من أبرز هذه العمليات:
هجوم فندق جولد مور (1992): استهدف جنودًا أمريكيين في طريقهم إلى الصومال، مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص. نفّذ الهجوم عناصر مرتبطة بالقاعدة، بقيادة أبو عبيدة البنشيري 11.
اغتيالات قيادات الحزب الاشتراكي: خلال عامي 1993 و1994، نفّذت خلايا جهادية عمليات اغتيال ضد شخصيات اشتراكية بارزة في اليمن 11.
3. دعم بن لادن لحرب 1994 الأهلية عندما اندلعت الحرب الأهلية اليمنية عام 1994 بين الشمال (بقيادة علي عبد الله صالح) والجنوب (بقيادة علي سالم البيض)، أيد بن لادن نظام صالح ووصف الحرب بأنها "معركة مقدسة" ضد الشيوعية والانفصال 11.
قدّم دعمًا ماليًا وعسكريًا للمقاتلين الإسلاميين الذين حاربوا إلى جانب صالح، معتبرًا أن انتصار الشمال سيمهد لتحكيم الشريعة الإسلامية في اليمن 11.
4. الصعوبات والإخفاق فشل بن لادن في تحويل اليمن إلى معقل دائم للقاعدة بسبب:
احتواء النظام اليمني للجهاديين: استطاع الرئيس صالح استيعاب بعض قيادات الأفغان العرب، مثل توفيق الفضلي وحسين النهدي (المتهمين بتنفيذ هجوم جولد مور)، مما قلل من نفوذ بن لادن 11.
انقسام التيارات الإسلامية: لم يتمكن من توحيد السلفيين والإخوان المسلمين تحت راية واحدة 11.
الضغوط السعودية: أجبرته على مغادرة السعودية عام 1991، مما قلل من تأثيره المباشر على اليمن 11.
5. التحول إلى استهداف الغرب بعد فشله في جعل اليمن مركزًا للجهاد ضد الشيوعية، حوّل بن لادن تركيزه إلى استهداف المصالح الأمريكية والغربية، كما ظهر في هجمات السفارات الأمريكية عام 1998 وهجمات 11 سبتمبر 2001 1011.
ومع ذلك، ظل اليمن جزءًا من استراتيجية القاعدة، حيث أسس فرعًا قويًا هناك (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) تحت قيادة ناصر الوحيشي لاحقًا 14.
الخلاصة كانت محاولة بن لادن نقل القاعدة إلى اليمن لمحاربة الشيوعية جزءًا من رؤيته الأوسع لمواجهة "الأعداء القريبين" (كالحكام العلمانيين والاشتراكيين) قبل التوجه لمواجهة الغرب. رغم بعض النجاحات التكتيكية، إلا أن إستراتيجيته فشلت