يبدو أن لعبة الإخوان وأداة مخطاطتهم المسماة حلف القبائل وصلت إلى طريق مسدود بعد أن انكشفت خيوطها واتضحت حقيقتها لأبناء حضرموت الذين أدركوا أن ما كان يسمى بمشروع الحكم الذاتي لم يكن سوى كذبة كبيرة حاول الإخوان تمريرها عبر أدواتهم في الداخل لتشويه وعي الشارع وخلط الأوراق وخلق انقسامات داخل الصف الحضرمي المشروع الذي رُفع شعارا للتمكين القبلي لم يكن إلا ستارا يخفي خلفه مصالح حزبية ضيقة يراد منها إبقاء حضرموت رهينة للتجاذبات السياسية التي تخدم أجندات قوى الشمال فكل التحركات التي تمت تحت اسم الحلف كانت تحمل طابع الاستعراض والتهويل الإعلامي دون أي إنجاز فعلي على الأرض بل تحولت تلك التحركات إلى عبء ثقيل على المجتمع الحضرمي الذي بدأ يرفض علنا محاولات استغلال اسمه وقبائله في مشاريع لا تخدم سوى فئة محدودة متورطة بالولاء لحزب الإخوان كل الشعارات التي رفعت عن استقلال القرار الحضرمي لم تكن سوى قناع زائف يختبئ خلفه تجار السياسة والوقود والجبايات فالحكم الذاتي الذي وعدوا به تحول إلى حكم ذاتي على جيوب المواطنين وإرهاق الاقتصاد المحلي بسياسات الابتزاز والتقطع بينما بقيت حضرموت غارقة في الأزمات ومعاناة الناس تتضاعف يوما بعد يوم وفي المقابل كان رموز الحلف يجوبون العواصم ويعقدون الاجتماعات في الفنادق الفخمة يتحدثون عن حضرموت وهم أبعد ما يكونون عنها وعن همومها إن وعي الشارع الحضرمي اليوم هو من أسقط آخر أوراق اللعبة فقد بات واضحا أن ما سمي بالحلف لم يكن يوما صوتا لحضرموت بل أداة استخدمها الإخوان لمحاولة الالتفاف على المطالب الجنوبية وعرقلة جهود المجلس الانتقالي في تثبيت الأمن وبناء مؤسسات الدولة وفي ظل هذه الحقائق الماثلة أمام الجميع لم يعد هناك من يصدق شعارات الحلف ولا من يمنح رموزه شرعية الحديث باسم حضرموت التي قررت أن تقول كلمتها وتغلق الباب أمام كل محاولات العبث بمستقبلها لقد أدرك أبناء حضرموت أن ما جرى خلال السنوات الماضية لم يكن سوى سلسلة من المناورات الإخوانية التي استخدمت فيها القبيلة كسلاح سياسي لتقويض أي مشروع وطني حقيقي فحلف القبائل لم يولد من رحم المصلحة العامة بل من رحم الصفقات والمصالح المشتركة بين قيادات حزبية تبحث عن موطئ قدم في حضرموت بعد أن لفظها الشارع في الشمال وهكذا تحولت الشعارات الكبيرة إلى أدوات للابتزاز وجمع الأموال تحت مسميات وهمية كحماية حضرموت أو الدفاع عنها بينما الواقع أثبت أن تلك القيادات لم تدافع إلا عن مصالحها الشخصية ولم تحم إلا نفوذها ومصادر تمويلها اليوم ومع تزايد وعي الشارع الحضرمي وارتفاع الأصوات المطالبة برحيل أدوات الإخوان من المشهد لم يعد أمام الحلف سوى الانكماش والاختفاء خلف بيانات باهتة ومحاولات يائسة لاستعادة حضور مفقود فالشعب الذي اكتوى بسياساتهم لن يسمح بعد الآن بإعادة إنتاج الوهم ذاته بأسماء جديدة
لقد باتت حضرموت أكثر وعيا وصلابة في وجه المشاريع المشبوهة التي تسعى للعبث بأمنها واستقرارها والرهان الآن على وعي المواطن الذي أصبح يميز بين من يعمل بصدق لخدمة الأرض والإنسان وبين من يتستر خلف شعارات براقة لتحقيق مكاسب شخصية إن سقوط مشروع الحكم الذاتي المزيف لم يكن سوى نتيجة طبيعية لزيف من روج له وانكشاف نواياهم أمام الناس فالحقيقة باتت واضحة أن حضرموت لن تُحكم من غرف الفنادق ولن تُدار من وراء الحدود بل من أبنائها الأوفياء الذين يضعون مصلحة محافظتهم فوق أي انتماء حزبي أو قبلي
إن الطريق نحو بناء حضرموت الجديدة لا يمر عبر الحلف ولا عبر أي كيان قبلي مخترق من الإخوان بل عبر وحدة الصف الحضرمي تحت راية الجنوب واستعادة القرار والسيادة من أيدي العابثين فالمرحلة القادمة تتطلب تطهير الساحة من كل من تاجر باسم حضرموت وأساء لتاريخها وتضحياتها وإعادة الاعتبار للمواطن البسيط الذي تحمل الأزمات ووقف في وجه الفوضى التي صنعها الحلف وأعوانه وحين تسقط الأقنعة تبقى الحقيقة ناصعة وهي أن حضرموت لم تكن يوما جزءا من لعبة الإخوان بل كانت ضحية لمخططاتهم وستبقى كما كانت صخرة تتكسر عليها مشاريع الفتنة والتآمر