جلاء الاستعمار من أي بلد يعتبر نصرًا كبيرًا للشعب واستعادة للحرية. الهدف الوطني من أي ثورة ضد الاستعمار هو بناء دولة نظام وقانون، مواطنة متساوية، إقامة العدل، حفظ الحقوق والحريات، وبناء مجتمع راقٍ متعلم واقتصاد قوي لا يعتمد على الهبات والودائع. لكن في الجنوب العربي حدث العكس. للأسف، لم يتحقق شيء مما ذكر، فقط دوامة عنف وصراع على الكراسي، قتل للشعب، وتصفيات إجرامية، حتى وصل الحال إلى بيع الجنوب مقابل وهم.
لا ننتقص من تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل استقلال الجنوب منذ أول انتفاضة إلى اليوم، لكن ماذا جنيْنا بعد كل هذه التضحيات؟ لا نزال في ثورة لاستعادة الاستقلال المسلوب، بل لاستعادة الوطن المنهوب.
30 نوفمبر في ذاكرة المواطن الجنوبي الجائع مجرد حلم لم يتحقق. يوم نزل فيه علم الاستعمار البريطاني، ورفع مكانه علم الجبهة القومية التي أضاعت الجنوب واستقلاله.
يقول البعض إن هذا جلد للذات، ولا ينبغي الحديث عنه اليوم، لكن الحقيقة أن السكوت لا يجوز حتى لا يتكرر المشهد المظلم. عندما نحتفل ب30 نوفمبر، نتذكر كيف كنا قبل 58 عامًا وكيف أصبحنا... نحتفل باستقلال مزيف ووطن ضائع نحاول استعادته من جديد.