عرض الكاتب علي منصور الوليدي قراءة سياسية معمقة حول المشهد اليمني الراهن، في مقال اطلع عليه محرر شبوة برس، تناول فيه أسباب إطالة الحرب، وغياب قدرة أي طرف على فرض حل منفرد، إضافة إلى المخاطر المتزايدة التي تهدد شكل الدولة ومستقبل الشمال والجنوب. وقال الوليدي إن كل أطراف الصراع في اليمن باتت عاجزة عن تحقيق حسم عسكري أو سياسي، وتعتمد بشكل كامل على الحلول القادمة من الخارج، الأمر الذي يفتح الباب أمام حرب طويلة تستنزف الجميع وتعيد رسم خرائط النفوذ وفق مصالح القوى الإقليمية والدولية. وأضاف أن انتظار الحل الخارجي يعني استنزاف الأطراف حتى تصبح في حالة ضعف تام، لتأتي بعدها تسويات مفروضة تراعي أطماع الخارج وما يبحث عنه من ثروات ومواقع استراتيجية شمالًا وجنوبًا.
وأشار إلى أن إطالة أمد الصراع خلقت مليشيات متعددة لا تخضع لأي قرار مركزي، وهو ما يمثل ضربة قاصمة لفكرة استعادة الدولة المركزية في صنعاء، كما يقوّض إمكانية بناء دولة جنوبية موحدة من المهرة إلى باب المندب، في ظل تفكك داخلي ورعاية خارجية لإبقاء الوضع على هذا النحو.
وأوضح الوليدي أن المعطيات الإقليمية والدولية تشير إلى أن قيام دولة يمنية موحدة وقوية لم يعد خيارًا تفضله القوى المؤثرة، كما أن تجربة الوحدة السلمية فشلت تمامًا، ولم تعد مطروحة كما كانت عام 1990. وفي الجنوب، تتوسع المطالب بالحكم الذاتي والانفصال بدعم خارجي معلن، فيما تتجه بعض المناطق إلى خيارات أكثر استقلالية.
وأكد أن مشروع تقسيم اليمن إلى كيانات صغيرة منزوعة السلاح بات أقرب إلى الواقع، ويتم تمريره ببطء وبأسلوب الطبخ على نار هادئة. ويرى أن هذا السيناريو يخدم مصالح الدول الكبرى ويضمن بقاء اليمن بلدًا ضعيفًا لا يشكل تهديدًا على الممرات البحرية الدولية أو استقرار الجوار.
وختم الوليدي بأن مستقبل اليمن يتجه نحو منعطف خطير ما لم يستعد اليمنيون قرارهم السياسي بعيدًا عن الوصايا الخارجية، ويحسموا مصيرهم بأنفسهم قبل أن تُفرض عليهم خرائط جاهزة لا تلبي مصالحهم ولا تطلعات الأجيال القادمة.